إعلان

من معاني القرآن: تفسير آيات من سورة الإنسان

03:57 م الإثنين 22 أكتوبر 2018

القرآن الكريم

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب ـ محمد قادوس:

يقدم الدكتور عصام الروبي- أحد علماء الأزهر الشريفـ (خاص مصراوي) تفسيراً ميسراً لما تحويه آيات من الكتاب الحكيم من المعاني والأسرار، وموعدنا اليوم مع تفسير الآيات القرآنية (واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا).. (إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يومًا ثقيلًا* نحن خلقناهم وشددنا أسرهم وإذا شئنا بدلنا أمثالهم تبديلا) .. [الإنسان: 25*27*28]

(واذكر): المخاطب النبي.

(بكرة): البكرة: أول النهار.

و(أصيلًا): الأصيل: أخر النهار.

(إن هؤلاء): قيل: المقصود: المشركون. وقيل: اليهود.

(العاجلة): يعني: الدنيا ولذائذها وشهواتها، العاجلة الزائلة.

(ويذرون وراءهم) أى: يتركون وينبذون وراء ظهورهم. و (يومًا ثقيلًا): والمراد: يوم القيامة. ووصف يوم القيامة بالثقل، لشدة ما يقع فيه من أهوال وكروب، فهو كالشيء الثقيل الذي لا يستطاع حمله.

(نحن خلقناهم): أى: نحن وحدنا الذين خلقناهم وأوجدناهم من العدم.

(شددنا أسرهم): الأسر في الأصل: هو الشد والربط، والمراد: وأحكمنا ربط أجزائهم بعضها بعض، والمقصود بالأسر هنا: الإحكام والإتقان، والامتنان عليهم بأن الله تعالى خلقهم في أحسن وأتقن خلق.

وخلاصة المعنى في هذه الآيات:

ـ أن الحق تبارك وتعالى يأمر نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم بالمداومة على ذكر ربه سبحانه في جميع الأوقات بلسانه، مستحضرًا ربوبيته، ورعايته وقيامه على أموره وتوليه شؤونه، فاجعل ذكره سبحانه وتعالى في أول النهار وأخره فدخل في ذلك، الصلوات المكتوبات وما يتبعها من النوافل، والذكر، والتسبيح، والتهليل، والتكبير في هذه الأوقات، وذلك ليعمك الخير وتهُدى إلى البر ويشملك التوفيق.

وإذا كان الخطاب موجهًا لسيد الشاكرين وإمام الذاكرين صلى الله عليه وسلم، فهو لنا من باب أولى، لما غلب غلينا من الغفلة، والركون إلى الدنيا.

ـ ويوبخ الحق تبارك وتعالى صنفًا من الناس، بسبب شهواتهم ومحبتهم لهذه اللذات الجسدية والمتع الدنية البدنية آثروا الفاني على الباقي، والعاجل على الآجل، قد نسوا يومًا عسيرًا ثقيلًا عليهم، يثقل حمل ما فيه، ويضعف الإنسان عن تحمل مشاقه، فلا يؤمنون به، ولا يعلمون، ولا يهتمون لوقوعه، فقد تركوه من كل وجه.

ويبين الحق تبارك وتعالى أن من مظاهر فضله على أولئك الجاحدين الكافرين المشركين به سبحانه أنه تفضل عليهم، وأوجدهم من العدم، وأحكم خلقهم وأوثقه على أحسن ما يكون، ولو أراد سبحانه إهلاكهم وتدميرهم، والاتيان بأمثالهم في شدة الخلق وإحكام الصنع ممن يطيعه ويمتثل أمره؛ فذلك لا يتأبى عليه سبحانه. وهذا من مظاهر قدرته وتفرده سبحانه بالخلق، وتذكيره عباده بالنعم.

فيديو قد يعجبك: