إعلان

على جمعة يوضح نظرية "الإيجاد والإمداد" وعلاقتها بالخلق

11:34 ص الإثنين 22 أكتوبر 2018

الدكتور علي جمعة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب ـ محمد قادوس:

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إنه بناء على العقيدة الإسلامية التي تقول: (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) استخلص المسلمون نظرية أساسية تسمى "نظرية الإيجاد والإمداد".

وأضاف جمعة عبر الصفحة الرسمية له على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": هناك إيجاد (أي خلْق) (أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا) وهناك إمداد، وهذا الإمداد (كُن فَيَكُونُ) مستمر متواصل لا ينقطع، ولو أن الله سبحانه وتعالى قطع هذا الإمداد لأفنى المقطوع عنه، وليس معنى ذلك أن يموت، فالموت خلْق جديد (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ)، بل يفنى أي يصير إلى عدم محض، فالله سبحانه وتعالى لا يزال خالقًا، وقطعه الإمداد -ولله سبحانه وتعالى المثل الأعلى- هو كقطع التيار الكهربائي عن المصباح فتختفي الصور وينطفئ نور الشاشة.

وأوضح المفتي السابق أن الإمداد هو الذي يحفظ الإيجاد ويعطيه الحيوية، وهو من الله وحده لا يشاركه فيه أحد، ومن هذا فهموا معنى (لا حول ولا قوة إلا بالله) بمعنى انقطاع كل قدرة أو حول أو طاقة إلا بعون الله ومدده، وفهموا دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا تكلني إلى نفسي طرفة عين) [رواه النسائي] لأنه لو أوكلني إلى نفسي فسوف أفنى، فلا حول لي ولا قوة في أن أوجد نفسي أو أن أبقيها إلا بالله العلي العظيم، وإذا وصل معتقد الفرد إلى هذا، وصل إلى درجات التوكل والتفويض، والانصراف إلى الله بكلية القلب والفكر والهمة في العبادة والحياة. فأنا منه وإليه، ومن ذلك أيضًا نفهم المناجاة النبوية: (لبيك وسعديك، والخير كله في يديك، والشر ليس إليك، أنا بك وإليك) [رواه مسلم].

وكتب المفتي السابق: إن كانت هذه هي العقيدة السائدة حتى القرن التاسع عشر الميلادي، لكنها كانت حاضرة بالأساس في النخبة. فالأمة اليوم جهِلت وتحولت إلى أمة أميَّة تجهل دينها وقرآنها، تقريبًا منذ ما بعد القرن الرابع الهجري (العاشر الميلادي)؛ حيث انتهى عصر توليد العلوم وبدأ عصر الزخم العقيم. فعلى سبيل المثال يقيم (الفخر الرازي) حفلًا ضخمًا ليعرض فيه ألف دليل على وجود الله سبحانه وتعالى بينما كان تعليق إحدى العجائز على ذلك: أكان لديه ألف شكًّ في وجود الله؟ فهذا مما نقصده بالزخم العقيم.

فيديو قد يعجبك: