إعلان

على جمعة: الحياء نوعان.. وهكذا يكون الحياء مع الله

02:02 م الثلاثاء 16 أكتوبر 2018

الدكتور على جمعة مفتي الجمهورية السابق

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب ـ محمد قادوس:

قال الدكتور على جمعة - مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف- إن الحياء في خصال البشر نوعان: نوع مكتسب، ونوع غريزي، وقد جمع النبي ﷺ بينهما في أخلاقه وسلوكه، قال القرطبي: «وكان النبي ﷺ قد جُمِع له النوعان من الحياء المكتسب والغريزي، وكان في الغريزي أشد حياء من العذراء في خدرها، وكان في المكتسب في الذروة العليا ﷺ» (المفهم شرح مسلم). ولذا فقد وصفه أصحابه رضوان الله عليهم فقالوا: «كان النبي ﷺ أشد حياء من العذراء في خدرها، فإذا رأى شيئا يكرهه عرفناه في وجهه» (متفق عليه).

وأضاف جمعة عبر الصفحة الرسمية له على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"أن النبي ﷺ قد حث على الحياء ورغَّب فيه، وحفز المؤمنين على التخلق به، فالحياء من الأخلاق التي تميز الإسلام وأهله، ولذا يقول عنه النبي ﷺ: «إن لكل دين خلقاً وخلق الإسلام الحياء» (ابن ماجة، والطبراني في الكبير).

وقال جمعة: يعلمنا النبي ﷺ كيف نطبق خلق الحياء مع الله سبحانه وتعالى، فيقول: «استحيوا من الله حق الحياء. قال: قلنا: إنا نستحيي والحمد لله، قال: ليس ذاك، ولكن الاستحياء من الله حق الحياء: أن تحفظ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى، وتتذكر الموت والبِلَى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء» (رواه الترمذي).

وكتب جمعة عبر صفحته على "فيسبوك" أن الحياء كله خير، ولا يأتي إلا بالخير، والذي أخبر بذلك هو الصادق المصدوق ﷺ حيث قال: «الحياء لا يأتي إلا بخير» (متفق عليه). وفي الحديث: «الحياء خير كله ولا يأتي إلا بخير» (رواه مسلم).

وأضاف عضو هيئة العلماء أن كل هذه الأحاديث تؤكد قيمة الحياء العظيمة في الإسلام، وأن الحياء هو خلق الإسلام حقا، لأنه باعث على أفعال الخير ومانع من المعاصي، ويحول بين المرء والقبائح، ويمنعه مما يعاب به ويذم، فإذا كان هذا أثره فلا شك أنه خلق محمود، لا ينتج إلا خيرا.

وقد قال العلماء: الحياء من الحياة، وعلى حسب حياة القلب يكون فيه قوة خلق الحياء، وقلة الحياء من موت القلب والروح.

وقال فضيلته: إذا كان الحياء العرفي يمنع صاحبه من التعلم فهو حياء مذموم ولا يكون هو المطلوب من المسلم، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: «نعم النساء نساء الأنصار لم يكن يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين» (رواه مسلم). وعن أم سلمة رضي الله عنها أنها قالت: «جاءت أم سليم إلى رسول الله ﷺ فقالت: يا رسول الله، إن الله لا يستحيي من الحق، هل على المرأة غسل إذا هي احتلمت؟ فقال رسول الله ﷺ: نعم، إذا رأت الماء» (رواه البخاري).

وما أحوجنا في هذا العصر أن نتعلق ونتخلق بصفات الله سبحانه وتعالى، ونتحلى بأخلاق سيدنا رسول الله ﷺ في الحياء، حتى ندعو إلى هذا الدين بالخلق الحسن، فيدخل الناس في دين الله أفواجا كما حدث من قبل.

فيديو قد يعجبك: