إعلان

عيد الأضحى بالمغرب..اقتداء بالسنة النبوية الشريفة

02:43 م الأحد 05 أكتوبر 2014

عيد الأضحى بالمغرب

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الرباط - أ ش أ :

يحرص المغاربة خلال عيد الأضحى في الاهتداء بالسنة النبوية الشريفة في هذه المناسبة المقدسة التي لا تخلو أيضا من تقاليد خاصة تصنع لهم الخصوصية الثقافية والذاكرة التراثية.

وتختلف مظاهر الاحتفال بعيد الأضحى في المدن والبوادي المغربية حسب خصوصية كل منطقة، ما يعكس التنوع الثقافي للشعب المغربي، الذي يظل متمسكا بترسيخ هويته في تعدديتها وتجذرها التاريخي.

وعلى الرغم من التحولات الاجتماعية على مر السنين إلا أن الأسر المغربية تحرص على التشبث بالأصالة والهوية المغربية التي توارثت عبر الأجيال احتفاء بالعيد وممارسة طقوس وعادات ترسخت في ذاكرتهم.

ومن مظاهر استقبال العيد عند الأسر المغربية حرص النساء قبل حلول أول أيامه على إدخال تحسينات على ديكورات المنازل، وإعداد أطباق من الحلويات وأنواع مختلفة من الفطائر فضلا عن اقتناء ملابس تقليدية تضفي على هذه الاحتفالية نكهة خاصة.

وتولي هذه الأسر أهمية كبيرة في المحافظة على بعض التقاليد المرتبطة بهذه المناسبة الدينية، حيث يحرصون عقب أداء صلاة العيد على تبادل التهاني والزيارات بينهم وأحبابهم وأقاربهم، وتنظيم فطور جماعي حول مائدة تتميز بتنوع أطباقها، خاصة بعض الفطائر المعروفة بقدمها محليا، على غرار "الشيار" الممزوج بالعسل والزبدة الذي لا تكتمل نكهته إلا باحتساء كؤوس من الشاي الذي يحضر بطريقة محلية متميزة.

ومن بين هذه العادات المحلية المرتبطة بعيد الأضحى حرص النساء على تكحيل عيون الذبيحة، وطلاء بعض أجزائه بالحناء وغسل قدميه، لتبدأ عملية ذبح الأضحية الذي يتكفل به في الغالب رب الأسرة، بعد التأكد من سلامة اللوازم الضرورية وتوفير مكان نظيف للنحر الذي يبدأ بسقي الأضحية قليلا من الماء ومناولتها قدرا من الملح الممزوج بالشعير جريا على التقاليد والعادات.

ومن ذاكرة العادات المحلية التي تبرز خصوصية الطقوس الشعبية تلك التي تمارسها بعض النساء في هذه المناسبة من قبيل الاحتفاظ بقليل من دم الأضحية كترياق لشفاء بعض الأمراض ودفع الشر، ومنها أيضا الاحتفاظ بأجزاء من الأضحية كالمرارة التي ترمز بالإضافة إلى دفع الشر، كونها مجلبة للرزق في حالة العسر، وجزء من الأمعاء الغليظة التي يحتفظ بها في أحد الزوايا المحايدة للمنزل في رمزية عدم تعرض المنزل للضرر أثناء هبوب عاصفة قوية.

وتحرص النساء المغربيات، في هذه المناسبة، على ممارسة تقاليد وطقوس محلية، نابعة من التراث العريق لهن، كتخزين معدة الخروف التي يتم حشوها بأجزاء صغيرة من اللحم (الهبرة) ممزوجة بالتوابل والبهارات لتقدم كطبق في ليلة عاشوراء، وتحضير "القديد" من لحم الأضحية ليقدم في وجبات خصوصا الكسكسي أو الطاجين.

وتكتمل فرحة الأسر وقت الالتفاف حول مائدة الغذاء من خلال الأطباق التي تقدم في اليوم الأول من العيد مثل طبق شواء "بولفاف"، وهو عبارة عن قطع من كبد ورئة الخروف ملفوفة بالشحم إلى جانب طبق "التقلية"، وهي طقوس غالبا ما تطلق العنان للتباهي بين الجيران والأقارب حول جودة الأضحية.

وتتجسد مظاهر محافظة بعض الأسر على العادات والطقوس المرتبطة بهذه المناسبة، حرصهم على تبادل الزيارات مع الأقارب والجيران كطقس متجذر في المنطقة، والتحضير لوجبة العشاء وغالبا ما تضم طبق محلي يصطلح عليه بـ"التريد" الذي هو عبارة عن رقائق صغيرة من الفطائر يتوسطه لحم كتف الأضحية يسقى بمرق يضم كل أنواع التوابل التي تعطي لهذه الوجبة لذة تتجدد مع كل مناسبة العيد.

ولعل ما يميز طقوس وعادات الاحتفال بعيد الأضحى بالمغرب احتفاظ العائلات بكمية كبيرة من لحم كتف الأضحية حتى صباح اليوم الثاني من أيام العيد ليقدم باردا في وجبة الفطور إلى جانب أطباق الحريرة والشاي والفطائر.

وتتشبث الأسر المغربية بممارسة هذه التقاليد والعادات، على الرغم من التحولات الاجتماعية التي دخلت على نمط معيشتهم، في الارتباط الوثيق لهذه الأسر في ممارسة الشعائر الدينية ومنها عيد الأضحى وممارسة عادات مستمدة من التراث المحلي تبقى صامدة أمام رياح التجديد.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان