إعلان

في مثل هذا اليوم: حكاية أول نواة لثورة جامعة الأزهر

05:52 م الخميس 15 نوفمبر 2018

الشيخ الأحمدي الظواهري

كتبت – سارة عبد الخالق:

يومها كان لزاما أن يُتخذ ذلك القرار، بنقل الأزهر الشريف لمرتبة تواكب وتلاءم روح العصر، في مثل هذا اليوم، 15 نوفمبر تم صدور قانون رقم 49 لسنة 1930 بشأن إصلاح الأزهر، فمهد لميلاد جامعة الأزهر بعد ذلك، غير أن القرار قوبل بالانتقاد من قبل علماء الأزهر.

يقدم مصراوي في هذا التقرير شرحا للقانون، وكواليس انتقاد العلماء لتنفيذه.
بداية، تولى الشيخ الأحمدي الظواهري عام 1929 مشيخة الأزهر، وانصب اهتمامه على تخريج كوادر للتدريس بكليات الأزهر الشريف والعمل بالقضاء والإفتاء بما يتلاءم مع روح العصر والمتغيرات السياسية، لذلك أصدر القانون رقم 49 لسنة 1930 الذي تضمن إنشاء كلية الشريعة الإسلامية وأصول الدين وكلية اللغة العربية، وكان يرى أن علماء الأزهر لابد أن يكونوا على دراية بأصول السياسة إلى جانب العلوم الدينية، وفقا لما جاء في كتاب (الأزهر.. أي مستقبل ينتظره؟) لمحمد عوض.

"تم فتح الباب لسيطرة القصر الملكي على الأزهر وعلمائه، لأنه تعاون مع الملك فؤاد الذي استخدم الأزهر لتدعيم سياسته المضادة لحقوق الشعب بحجة أن مصلحة الأزهر في تبعية للملك وليس للحكومة أو الأحزاب" هكذا عبر العلماء عن غضبهم بإصدار الظواهري للقرار.

ويشير كتاب (الدرس اللغوي.. في النصف الأول من القرن العشرين) إلى أن ما جرى "كان بمثابة قانونا تطويريا للأزهر"، والذي جعل التعليم في الأزهر على أربع مراحل، هي: (الإبتدائي ومدته 4 سنوات) و(الثانوي ومدته 5 سنوات)و (العالي ومدته أربع سنوات)؛ والذي بدوره ينقسم إلى الثلاث كليات السابق ذكرها -أصول الدين و العلوم الشرعية واللغة العربية.

صنع القانون تغييرا جذريا في جنبات الجامع اللأزهر ومن جانبه، قال "د. محمد عبد الوهاب غانم" صاحب كتاب (أثر مدرسة القضاء الشرعي على الفكر الإسلامي المعاصر) أن "القانون صدر بإعادة تنظيم الجامع الأزهر والمعاهد العلمية الإسلامية"، وتم إلغاء مدرسة القضاء الشرعي، واكتفى بكلية الشريعة، ومهد لإلغاء مدرسة دار العلوم، واكتفى بكلية اللغة العربية.
وقد تحدث الشيخ حسنين مخلوف أحد رواد خريجي مدرسة القضاء الشرعي في مذكراته (مذكرات داعية) عن هذا القانون: "كان الشيخ الظواهري تلميذا للإمام محمد عبده، وقد تشرب بآرائه في الإصلاح، حتى ألف كتابا اسمه (العلم والعلماء) دعا فيه إلى تطوير الأزهر، وهاجم العلماء في ذلك العصر؛ لأنهم منعزلون عن الأمة، يجهلون العلوم الحديثة ويعادونها، وهم أيضا منصرفون عن هداية الأمة الإسلامية، فلا يؤدون واجبهم في الوعظ والإرشاد".
وأضاف الشيخ مخلوف في مذكراته: "الأزهر أيضا يعاني من الجمود، والتخلف، والقصور، ومشاكل الكتب التي تدرس به، وطريقة التدريس التي لم تتغير سنة بعد سنة"، مشيرا إلى أن "الشيخ الأحمدي الظواهري لم يكتف أن يشخص المرض من وجهة نظره، بل إنه وضع أيضا العلاج الذي يراه".
وقد أوضح الشيخ مخلوف قائمة العلاج التي وضعها الشيخ الظواهري والتي تقول: "التدين لايتنافى مع التمدن"، لذلك فإنه يجب أن يعلم الأزهر طلابه العلوم الحديثة، وأن تقسم الدراسة فيه إلى ثلاث مراحل، وأن يكون التعليم الأزهري كله على مرحلتين: مرحلة عامة للتفقه في الدين، ومرحلة للتخصص، والحصول على الشهادة العالمية، وبينهما مرحلة متوسطة، على أن يعاد النظر في أسلوب وطرق التدريس، وأن يتخلص الأزهر من الكتب القديمة المعقدة".
ورأى مخلوف أن العالم الأزهري له أدوار عدة؛ في وعظ الناس وإرشادهم بلغة سهلة -هي مزيج من العربية والعامية- وأن يمتد دوره إلى العالم الإسلامي كله، لا مصر وحدها".

فيديو قد يعجبك: