إعلان

100 عام على ميلاده .. الحصري صوت السماء الذي أسلم على يديه عشرات الأوروبيين

04:52 م الأحد 17 سبتمبر 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

بقلم – هاني ضوَّه : 

 

من إكرام الله سبحانه وتعالى لمصر أن جعل منها عددًا من أكابر قراء القرآن الكريم الذين أبدعوا في تلاوته ترتيلًا وتجويدًا بطرق بديعة لا مثيل لها في قطر من الأقطار.

واليوم 17 سبتمبر تحل علينا ذكري ميلاد واحد من القراء المبدعين الذين كان لها بصمة لا تتكرر في قراء القرآن الكريم .. إنه الشيخ الجليل .. شيخ المقرئين محمود خليل الحصري، الذي يعد أول من سجل القرآن الكريم كاملًا بصوته في عام 1961 ميلاديًا برواية حفص عن عاصم، وظلت إذاعة القرآن بمصر تقتصر على صوته منفردًا حوالى عشر سنوات، ثم سجل رواية ورش عن نافع سنة 1964م، ثم رواية قالون والدورى سنة 1968م، وفي نفس العام سجل المصحف المعلم، وانتخب رئيسًا لاتحاد قراء العالم الإسلامي، ورتل القرآن الكريم في كثير من المؤتمرات، وزار كثيرًا من البلاد العربية والإسلامية الآسيوية والإفريقية، وأسلم على يديه كثيرون.

 

 

ولادته ورحلته لتعلم القرآن: 

ولد الشيخ محمود خليل الحصري عام 1917م في قرية شبرا النملة بمركز طنطا في محافظة الغربية، وألحقه أبوه بالكتَّاب عند بلوغه الرابعة من عمره فكان يحفظ القرآن سماعي ثم يكتب ما حفظه على اللوح بعد أن تعلم الحروف الأبجدية وقد أتم حفظ القرآن في الثامنة من عمره. ولم تكن المعاهد الدينية في ذلك الوقت تسمح بقبول الطلاب قبل أن يتم الثانية عشرة من عمره فظل مع شيخه ومحفظة بالكتاب فتعلم التجويد فكان يذهب إلى مسجد القرية في صلاة العصر ليقرأ ما يتيسر من آيات الذكر الحكيم فنال استحسان مستمعيه، وفي ذلك الوقت أيضاً بدأت الناس تتعرف عليه وتدعوه ليشاركهم أفراحهم وحفلاتهم حتى نضج صوته وعلى صيته في القرية كلها.

وعند بلوغه الثانية عشر من عمره التحق بالمعهد الديني بمدينة طنطا، وظل يدرس حتى مرحلة الثانوية العامة، ثم انقطع عن الدراسة بعد لك لتعلم القراءات العشر، وفي تلك الفترة كان يذهب لإحياء الليالي والمآتم كلما دعي إلى ذلك وظل مقيماً بقرية شبرا النملة حتى ألتحق بالإذاعة عام 1944م بعد أن تقدم إلى امتحان الإذاعة وكان ترتيبه الأول، وكانت أول قراءة له على الهواء مباشرة يوم 16 نوفمبر عام 1944م وكان وقتها لا يزال مقيماً بقرية شبرا النملة.

تسجيل القرآن بصوته:

كان الشيخ الحصري بعيد النظر في كثير من الأمور الخاصة بالعقيدة فقد أحس بخطورة التبشير وحملات التنصير في أفريقيا والتي بدأت تحرف في القرآن، فأراد أن يكون القرآن مسجلاً على شرائط كاسيت أو أسطوانات فكانت رحلته مع الأستاذ لبيب السباعي وآخرين فتم تسجيل المصحف المرتل بصوت الشيخ الحصري بعد أن رفض العديد من المشايخ والقراء الفكرة من بدايتها لاختلافهم حول العائد المادي منها.

 

 

جولاته الخارجية:

كما رافق الشيخ محمود خليل الحصرى الرئيس أنور السادات في زيارته التاريخية إلى الولايات المتحدة الأمريكية فى ديسمبر عام 1977م والتقى بالرئيس الأسبق جيمى كارتر ويعتبر أول وآخر قارئ رتل القرآن الكريم في الكونجرس الأمريكي وأيضا زار اندونيسيا والفلبين والصين والهند وسنغافورة وفى ماليزيا حاصرته السيول والأمطار فأرسل له رئيس الوزراء طائرة هليكوبتر أقلته إلى الألوف الذين كانوا ينتظرونه وكان الكثير من رحلاته يتم في شهر رمضان المعظم للدول الإفريقية والعربية والأسيوية لقراءة القرآن. 

ونال الشيخ الحصرى العديد من الأوسمة تقديرا لمكانته، أبرزها جائزة الدولة التقديرية من الطبقة الأولى عام 1967م.

 

 

إسلام عشرات الأوروبيين

ومن عجيب ما حدث أنه أسلم على يديه عشرات من الناس في أنحاء العالم، وكان لسماعهم القرآن منه الأثر الأكبر والسبب الأول في إسلامهم: ففي فرنسا أعلن الإسلام على يديه عشرة فرنسيين وذلك في زيارته لبلادهم سنة 1965، وفي أمريكا قام بتلقين الشهادة لثمانية عشر شخصًا من الرجال والنساء ليعلنوا إسلامهم على يديه رحمه الله. وكان للشيخ في شهر رمضان المعظم من كل عام رحلات للدول الإفريقية والعربية والأسيوية لقراءة القرآن.

 

 

وصيته ووفاته

وأوصى الشيخ محمود خليل الحصرى قبل وفاته بثلث أمواله لخدمة القرآن الكريم، كما بني مجمعا دينيًا يضم معهدًا أزهريًا ومسجدًا بقريته "شبرا النملة" وبني مسجدًا يضم جمعية خيرية بالقاهرة.

وفاتـــه:

وفى مساء يوم 24 من نوفمبر عام 1980م أدى الشيخ الحصرى صلاة العشاء ثم أصيب بنوبة قلبية توفى على أثرها وكانت آخر كلماته: "إن الإيمان إذا دخل قلبا خرج منه كل ما يزيغ العقل".

 

فيديو قد يعجبك: