إعلان

قصة أول من كسا الكعبة وآخر "محمل" خرج من مصر لمكة

07:01 م الأربعاء 22 يونيو 2022

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – آمال سامي:

بمناسبة رفع ثوب الكعبة المشرفة اليوم استعدادًا لموسم الحج الذي أوشك على البدء، يستعرض مصراوي في التقرير التالي تاريخ كسوة الكعبة وأول من بدأ كسوتها، وتاريخها من مصر وكيف كانت رحلة "الكسوة" التي كانت تصنع في مصر إلى مكة المكرمة..

أول من كسا الكعبة

كان أول من كسا الكعبة هو تبع بن أسعد أبو بكر الحميري، حسبما ذكر ابن كثير في البداية والنهاية، وكان تبع ملك على بلاد اليمن، أشار عليه نفر من هذيل بن مدركة بغزو الكعبة، وكان تبع وقومه يعبدون الاوثان، ولكنه لما أراد ذلك أرسل إلى حبرين من أحبار اليهود فنصحاه ألا يفعل: " أيها الملك لا تفعل فإنك إن أبيت إلا ما تريد حيل بينك وبينها ، ولم نأمن عليك عاجل العقوبة" ، لذا حين وصل تبع إلى الكعبة أقام بمكة ستة أيام ينحر بها الناس ويطعم أهلها ويسقيهم العسل، فرأى في المنام رؤيا أنه يكسو البيت فكساه الخصف، ثم رأى أنه يكسوه أفضل من ذلك، فكساه المعافر، ثم أري أنه يكسوه أحسن من ذلك فكساه الملاء، وأوصى بالبيت وتطهيره وألا يقرب منه دما ولا ميتة، وجعل له بابا ومفتاحًا.

ويروي ابن كثير عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا تسبوا أسعد الحميري فإنه أول من كسا الكعبة، ويروي ابن كثير أن تبع أخبر ببعثة النبي صلى الله عليه وسلم عن طريق حبرا اليهود هذين، وأنه قد شهد انه رسول من عند الله وأنشد في ذلك شعرًا ظلت تتوارثه الأنصار ويحفظونه بينهم وكان يقول فيه:

"شهدت على أحمد أنه رسول من الله باري النسم فلو مد عمري إلى عمره لكنت وزيرا له وابن عم وجاهدت بالسيف أعداءه وفرجت عن صدره كل هم".

من تبع حتى قصي بن كلاب

أستمر العرب بعد ذلك في كساء الكعبة حتى وصلت إلى قصي بن كلاب جد الرسول صلى الله عليه وسلم الرابع، حتى جاء أبو ربيعة عبد الله بن عمرو المخزومي، وكان فاحش الثراء، فقال لقريش أكسوا الكعبة عامًا وأكسوها عامًا، فظل الأمر كذلك حتى مات وجاء الإسلام وعهد الدولة الإسلامية.

مصر تكسو الكعبة

بداية من عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، بدأت رحلة كساء الكعبة من مصر بقماش "القباطي" الذي أوصى عمر أن تصنع كسوة الكعبة منه، وسمي بذلك نسبة إلى أقباط مصر، وكان يصنع في الفيوم وهو من أفخر الأقمشة، وكانت تكسى الكعبة من بيت مال المسلمين.

بدأت الكتابة على كسوة الكعبة في العصر العباسي، فكانت تكتب عليها أسماء الخلفاء والجهة التي صنعت بها وتاريخ صناعتها ونحوه، وكذلك بدأ الاهتمام بالتلوين والتطريز في تلك الفترة.

شجرة الدر و"محمل" كسوة الكعبة

كانت شجرة الدر صاحبة فكرة أول محمل يحمل كسوة الكعبة، وكان عبارة عن هودج فارغ، أما الكسوة فكانت توضع في صناديق مغلقة وتحملها الجمال وتتجه إلى الحجاز في احتفال مميز، وفي عهد الدولة المملوكية كان سلاطين مصر يلقبون بلقب "خادم الحرمين الشرفين".

وكانت كسوة الكعبة ورحلة المحمل تكلف الكثير من الأموال، لذا ففي عهد الناصر محمد بن قلاوون، أمر بوقف خراج قريتي باسوس وأبو الغيط بالقليوبية للإنفاق عليها، وأضاف إليهما الملك سليمان القانوني خراج 7 قرى أخرى، إلى أن جاء محمد علي ليأمر بأن تخرج نفقة تصنيع الكسوة من خزينة الدولة بعد تأسيس دار الخرنفش خصيصًا لذلك.

وكانت آخر رحلة لكسوة الكعبة من مصر في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ولكنه رد إلى مصر مرة أخرى بسبب خلافات سياسية بين البلدين، لتعتزم المملكة على صناعة كسوة الكعبة فيها وتستمر حتى الآن.

فيديو قد يعجبك: