إعلان

البلد الأمين في ضوء الكتاب والسنة.. فضلٌ ومكانة خاصة

البلد الأمين في ضوء الكتاب والسنة.. فضلٌ ومكانة خا

البلد الأمين في ضوء الكتاب والسنة.. فضلٌ ومكانة خاصة

03:08 م الأربعاء 08 أغسطس 2018

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم : سارة عبد الخالق

مكة المكرمة.. هذه البقعة المقدسة، التي يأتي إليها الحجيج كل عام من مشارق الأرض ومغاربها لتأدية فريضة الحج، ويتوافد عليها الناس طوال أيام العام لكي يعتمروا ويحجوا ويطوفوا بالبيت الحرام، لها منزلة ومكانة خاصة عند المسلمين، يقول الله تعالى في سورة آل عمران (آية: 97): {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}.

هذه البلدة المباركة محرمة ومحفوظة من فوق سبع سماوات، وقد أقسم الله- سبحانه وتعالى - بها في عدة مواضع في كتابه العزيز، يقول الله تعالى في سورة البلد (آية: 1): {لَا أُقْسِمُ بِهَٰذَا الْبَلَدِ}، وفي سورة التين (آية: 3): {وَهَٰذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ}.

وأوضح النبي - صلوات الله عليه- حرمتها في الحديث الشريف، فعن عبدالله بن عباس - رضي الله عنه - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم فتح مكة: (إن هذا البلد حرمه الله يوم خلق السماوات والأرض، فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة، وإنه لم يحل القتال فيه لأحد قبلي، ولم يحل لي إلا ساعة من نهار، فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة، لا يعضد شوكه، ولا ينفر صيده، ولا يلتقط لقطته إلا من عرفها، ولا يختلي خلاه). فقال العباس: يا رسول الله، إلا الإذخر، فإنه لقينهم ولبيوتهم، قال: (إلا الإذخرُ) – صحيح البخاري.

وفيها أول بيت وضع للناس حيث يقول الله تعالى في سورة آل عمران (آية : 102): {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ * فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا}.

وفيها قبلة المسلمين في أنحاء المعمورة يقصدونها عند كل صلاة إلى قيام الساعة ، يقول المولى – جلا وعلا - في سورة البقرة (144): {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ }.

وقد دعا نبي الله إبراهيم – عليه السلام – في الآية الكريمة رقم (35) من سورة إبراهيم: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الْأَصْنَامَ} أن يجعل هذا البلد أي الحرم كما جاء في تفسير السعدي { آمِنًا } فاستجاب الله دعاءه شرعا وقدراً، فحرمه الله في الشرع ويسر من أسباب حرمته قدرا ما هو معلوم، حتى إنه لم يرده ظالم بسوء إلا قصمه الله كما فعل بأصحاب الفيل وغيرهم.

وقال عنها رسول الله محمد - صلوات الله عليه - أنها خير أرض الله وأحبها إلى الله، كما جاء في الحديث الشريف، فعن عبدالله بن عدي بن الحمراء - رضي الله عنه - : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واقفاً على الحزورة، فقال: (والله إنك لخير أرض الله، وأحب أرض الله إلى الله، ولولا أني أخرجت منك ما خرجت) - صحيح الترمذي.

- الحزورة: هو مرتفع يقابل المسعى من جهة المشرق، وهو كان سوق مكة قديما في الجاهلية، وقد أدخل في المسجد الحرام.

وذكر النبي - عليه الصلاة والسلام - مكة المكرمة في أكثر من حديث، منها: عن عبدالله بن عمر - رضي الله عنهما - أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل مكة قال: اللهم لاتجعل منايانا بها حتى تخرجنا منها – مسند أحمد.

وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: صحبت ابن صائد إلى مكة. فقال لي: أما قد لقيت من الناس، يزعمون أني الدجال. ألست سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إنه لا يولد له) قال قلت: بلى. قال: فقد ولد لي، أو ليس سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لا يدخل المدينة ولا مكة) قلت: بلي. قال: فقد ولدت بالمدينة. وهذا أنا أريد مكة. قال ثم قال لي في آخر قوله: (أما، والله إني لأعلم مولده ومكانه وأين هو. قال فلبَّسني) - صحيح مسلم.

اقرأ أيضاً:

- صورة نادرة لأحد الأبواب القديمة للمسجد الحرام في مكة

إعلان