إعلان

دعاء "وعثاء السفر".. وقفةٌ ومعنى

04:12 م الجمعة 27 أبريل 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

إعداد- سارة عبد الخالق:

يحرص الكثير على اتباع سنة وهدي النبي المصطفى- صلى الله عليه وسلم- اقتداء به وحباً فيه فهو القائل: (فمَن رغب عن سنَّتي فليس منِّي) رواه البخاري. وقال صلى الله عليه وسلم: (يا أيُّها الناس! إنِّي تركتُ فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلُّوا أبداً، كتاب الله وسنَّة نبيِّه صلى الله عليه وسلم) رواه مسلم.

ومن الاقتداء به وبسنته الشريفة تحسس أفعاله والتزام قوله في التنقل والسفر لما فيها من مشقة ومخاطر وشدة على النفس، فعن عبدالله بن عمر – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم - كان إذا استوى على بعيره خارجا إلى سفر، كبر ثلاثا، ثم قال: سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين، وإنا إلى ربنا لمنقلبون. اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى، ومن العمل ما ترضى. اللهم ! هون علينا سفرنا هذا، واطو عنا بعده، اللهم ! أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل. اللهم ! إني أعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنظر، وسوء المنقلب، في المال والأهل، وإذا رجع قالهن. وزاد فيهن آيبون، تائبون، عابدون، لربنا حامدون. – صحيح مسلم.

شرح الحديث:

قوله: (أنت الصاحب) أي: الملازم، أراد بذلك مصاحبة الله تعالى إياه بالعناية والحفظ؛ وذلك أن الإنسان أكثر ما يبغي الصحبة في السفر؛ يبغيها للاستئناس بذلك، والاستظهار به، والدفاع لما ينوبه من النوائب، فنبه بهذا القول على أحسن الاعتماد عليه، وكمال الاكتفاء به عن كل صاحب سواه.

قوله: (والخليفة) أي: الذي ينوب عن المستخلف فيما يستخلفه فيه؛ والمعنى: أنت الذي أرجوه، وأعتمد عليه في غيبتي عن أهلي، أن تلم شعثهم، وتداوي سقمهم، وتحفظ عليهم دينهم وأمانتهم.

قوله: (من وعثاء السفر) أي: مشقته، أخذ من الوعث؛ وهو المكان السهل، الكثير الدهس، الذي يتعب الماشي، ويشق عليه.

قوله: (وكآبة المنظر) الكابة والكآبة والكأب: سوء الهيئة، والانكسار من الحزن؛ والمراد منه: الاستعاذة من كل منظر يعقب الكآبة.

قوله: (وسوء المنقلب) وهو الانقلاب بما يسوءه، بأن ينقلب في سفره بأمر يكتب منه مما أصابه في سفره، أو مما قدم عليه في نفسه وذويه وماله وما يصطفيه، والمنقلب هو المرجع.

قوله: (وإذا رجع) أي: من السفر.

قوله: (قالهن) أي: قال هذه الكلمات، (وزاد فيهن: آيبون) أي: راجعون بالخير، من آب إذا رجع؛ أي: نحن آيبون، و(تائبون) من الذنب، و(عابدون) أي: مخلصون (لربنا) وله (حامدون) على ما أنعم به علينا.

كان جدل أثير مؤخرا على مواقع السوشيال ميديا حول إذاعة الدعاء على الطائرة، وقد تراوحت الآراء بين مؤيد بدعوى عدم مناسبة الدعاء لوسائل النقل الحديثة مثل الطائرات، ومعارض يرى في ضرورة التمسك بكل ما ورد عن الرسول- صلى الله عليه وسلم- في القول والعمل.

* مصادر: شرح النووي لحديث مسلم- موقع الدرر السنية.

فيديو قد يعجبك: