آية عظيمة يغفل عن تدبرها كثير من الناس.. يكشف عنها أستاذ بالأزهر

كـتب- علي شبل:

ضمن تدبر أسرار التنزيل لآيات القرآن الكريم، كشف الدكتور محمد إبراهيم العشماوي، أستاذ الحديث الشريف وعلومه في جامعة الأزهر الشريف، عن آية عظيمة يغفل كثير من الناس عن تدبرها.

وقال العشماوي إنه تدبر قول الله تعالى: (يقلِّب الله الليل والنهار، إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار)، فوجده من أعظم مواطن الاعتبار؛ إذ تقليب الليل والنهار معناه؛ جعل الليل يأتي مكان النهار، والنهار يأتي مكان الليل، فينقلب هذا مكان ذاك، وذاك مكان هذا!

وأضاف العشماوي، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، أنه كما يحتمل أن يراد بالتقليب أخذ هذا من ذاك، وذاك من هذا، كما تُقَلَّب أشياء شتى، بعضها على بعض، فتتداخل، فيطول الليل، ويقصر النهار، والعكس، أو يتساويان في المقدار!

وتابع أستاذ الحديث بجامعة الأزهر: كما يحتمل أن يراد بالتقليب أيضا؛ تقليب أحوال كل منهما، بوجود الحر والبرد، والضوء والغيم، وحركة الريح وسكونها، ونحو ذلك!

وبعد أن ذكر الله تعالى هذا التقليب، وما يحتمله من المعاني التي أشرنا إلى بعضها؛ عقَّب ذلك بتقرير أن مثل هذا التقليب مما ينبغي أن يعتبر به أولو الأبصار، والتعبير بالأبصار هنا أبلغ من التعبير بالبصائر؛ لأن البصائر لا تستعمل إلا في نور القلب، والأبصار تستعمل في نور القلب والعين معا، وطريق الاعتبار يحصل أولا بنظر العين، ثم بتفكر القلب!

ولفت العشماوي إلى أن المفسرين القدامى - رضي الله عنهم - فهموا أن وجه الاعتبار في الآية؛ تقرير الإيمان بوحدانية الله تعالى وعلمه وقدرته وحكمته، في تقليب الليل والنهار، ونضيف إلى ما ذكره هؤلاء السادة - من وجوه الاعتبار - الاعتبار بالنظر في أحوال الأنفس؛ بما يجري في أحوال الآفاق، فكما أن من دلائل قدرته تعالى تقليب الليل والنهار بالظلام والنور، والطول والقصر، والحر والبرد؛ فمن دلائل قدرته تعالى أيضا تقليب أحوال النفس، بالخير والشر، والإيمان والكفر، والطاعة والمعصية!

ففي هذه الآية بشارة لليائسين، ونذارة للمغرورين، بأن الله قادر على قلب الأحوال إلى عكسها؛ ليضل مهتدٍ، ويهتدي ضال، ويصح مريض، ويمرض صحيح، ويفتقر غني، ويغنى فقير، ويحزن فرِح، ويفرح محزون، وبالله التوفيق.

اقرأ أيضًا:
900 صفحة بحجم طابع بريد.. شاهد أصغر نسخة مصحف في العالم

أنوي الحج متمتعا فهل يصح لي الاعتمار في شوال والذهاب لأهلي في الرياض؟.. المفتي السابق يرد

بالفيديو.. أمين الفتوى: الإمام الليث بن سعد لم يخرج الزكاة رغم ثروته

دعاء في جوف الليل: اللهم يسّر أمورنا وفرّج همومنا واستُر عيوبنا