إعلان

توفيت قبل أيام.. "خديجة واتسون" معلمة اللاهوت الأمريكية التي أصبحت داعية إسلامية

06:24 م الجمعة 27 يوليو 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - هاني ضوه :

عندما يهتدي القلب إلى نور الإيمان ويتحقق به تحدث المعجزات.. هذا ما حدث مع الداعية الأمريكية التي رحلت عن عالمنا قبل أيام الدكتورة خديجة واتسون التي توفيت 16 يوليو 2018 عن عمر 75 عامًا قضت 40 عامًا منها تدعو إلى المسيحية حتى أسلمت لتقضي بقية عمرها في خدمة الإسلام والمسلمين والدعوة إلى دين الله والدفاع عنه.

كانت للدكتورة خديجة واتسون جهود كبيرة ومميزة في الدعوة إلى الله، خاصة في الفلبين حيث أسلم على يديها العشرات وكان لها الكثير من الندوات والمحاضرات المستمرة فضلًا عن البرامج التلفزيونية.

وتوفيت د. خديجة واتسون في بيت ابنتها في الولايات المتحدة الأمريكية في منطقة لا يعيش فيها مسلمون، وعندما علم أحد التجمعات الإسلامية القريبة من هذه البلدة حضر أعضاؤه على وجه السرعة مع عدد من السيدات المسلمات للمستشفى الذي كانت فيه، وقمن بغسلها وتكفينها ودفنها في مقابر المسلمين، كما قمن بدفع فاتورة المستشفى وغيرها من المصاريف والتجهيزات الخاصة بالدفن والتي وصلت قيمتها إلى نحو ١٢ ألف دولار دون أن يطلب منهن أحد ذلك ودون إخبار أولادها.

ويحكي أبناؤها أن هذا الأمر الذي كان له أثر كبير على أقاربها وبناتها، حيث أنهم تواصلوا مع أخيهم (عمر – المسلم الوحيد في العائلة) وذكروا له أنهم تفاجأوا كثيرا من طريقة معاملة المسلمين لوالدتهم المتوفاة بهذا الاحترام والود، علما بأنهم لا يعرفونها ولا يعرفون أحداً من أقاربها، وذكروا أن ذلك كان أمراً مؤثراً جداً بالنسبة لهم.

نقطة التحول

ولكن كيف كانت نقطة التحول؟ لنستمع إليها وهي تحكي قصتها في أحد اللقاءات الصحفية: تقول معلمة اللاهوت "ميري واتسون" وهذا اسمها قبل أن تسلم: "درست اللاهوت في ثماني سنوات، واهتديت إلى الإسلام في أسبوع، يوم إسلامي يوم ميلادي، والمسلمون بحاجة إلى قوة الإيمان".

وتضيف في حديث صحفي لها: "كان اسمي قبل الإسلام "ميري"، ولديَّ سبعة أبناء بين البنين والبنات من زوج فلبيني، فأنا أمريكية المولد في ولاية أوهايو، وعشت معظم شبابي بين لوس أنجلوس والفلبين، والآن بعد الإسلام - ولله الحمد - اسمي خديجة، وقد اخترته لأن السيدة خديجة - رضي الله عنها - كانت أرملة؛ وكذلك أنا كنت أرملة، وكان لديها أولاد، وأنا كذلك، وكانت تبلغ من العمر 40 عاماً عندما تزوجت من النبي - صلى الله عليه وسلم -، وآمنت بما أنزل عليه، وكذلك أنا كنت في الأربعينيات عندما اعتنقت الإسلام، كما أنني معجبة جداً بشخصيتها لأنها عندما نزل الوحي على محمد - صلى الله عليه وسلم - آزرته وشجعته دون تردد، لذلك فأنا أحب شخصيتها".

والغريب في الأمر أن ميري كانت قبل إسلامها تكتب العديد من المقالات التي تعمل على تشويه الإسلام ونشر الإسلاموفوبيا والكراهية ضده وهو ما ندمت عليه بعد إسلامها.

كيف تحولت للإسلام؟

قصة تحول الدكتورة خديجة واتسون إلى الإسلام عجيبة، ففي إحدى حملاتها في الفلبين التقت أستاذًا محاضرًا فلبينيًّا قدم من إحدى الدول العربية، ولكنها لاحظت تغيرات كبيرة عليه وفي سلوكه لم تعهده من قبل، فسألته في لحاح حتى اعترف لها بأنه أسلم من حيث أتى، وأن الجميع يجهلون إسلامه.

وهنا راودتها أسئلة فضولية كثيرة: لماذا أسلم؟ ولماذا بدّل دينه؟ وما السر الكامن في هذا الدين الذي دفعه إلى التخلي عن دينه؟

بعدها بدأت رحلة البحث عن الإسلام فتواصلت مع صديقتها الفلبينية المسلمة التي كانت تعمل بالسعودية وذهبت إليها، وبدأت تسألها عن الإسلام العديد من الأسئلة. وفي البدء استهلّت أسئلتها بالسؤال عن معاملة النساء في الإسلام، وغيرها من الشبهات المثارة حول الإسلام، وبعد أن أجابتها صديقتها تقول واتسون:

"بحق شعرت بالراحة الشديدة من حديث صديقتي؛ فاستطردت أسألها عن الله عزّ وجلّ، وعن النبي محمد –صلى الله عليه وسلّم-.. وما أن أجابت عن تساؤلاتي حتى اكتشفت أن كل الكتب التي قرأتها من قبل لمؤلفين غير مسلمين تغصّ بسوء الفهم وتعجّ بالمغالطات عن الإسلام والمسلمين، الأمر الذي دفعني إلى أن أسألها عن القرآن وعن تلك الكلمات المؤثرة التي تقال في الصلاة".

وظلت ميري تقرأ الكتب الإسلامية في نهم وشره، حتى إنها في نهاية أسبوع قرأت 12 كتابًا وصلت من خلالها إلى قناعة تامّة مفادها أن الإسلام هو الدين الحق، وأن الله عزّ وجلّ وحده لا شريك له، وأنه سبحانه وتعالى هو الذي يغفر الذنوب والخطايا، وأنه هو وحده الذي ينقذنا من عذاب الآخرة، لكن وعلى الرغم من هذه القناعات فإن الإسلام لم يستقر في قلبي بعد.. فابتهلت إلى الله تعالى أن يهديها إلى سواء السبيل.

نور الإسلام


وتحكي ميري كيف تسلل نور الإسلام إلى قلبها فتقول: "في ليلة لا تنسى وبينما أنا مستلقية على فراشي، وكنت على وشك أن أنام أحسست بشيء غريب استقر في قلبي، فاعتدلت على الفور وقلت بصدق: يا رب.. أنا مؤمنة بك وحدك.. عقب ذلك نطقت بالشهادتين، وشعرت براحة واطمئنان لم أشعر بهما من قبل.. حمدت الله تعالى على نعمة الإسلام، واعتبرت أن ذلك اليوم هو يوم ميلادي الحقيقي وأطلقت على نفسي اسم خديجة كبديل لاسمي القديم ميري".

إسلام ابنها

وعن الوحيد من أبنائها الذي أسلم تقول: "عندما كنت أعمل بالمركز الإسلامي بالفلبين كنت أحضر للبيت بعض الكتيبات والمجلات وأتركها بالمنزل على الطاولة "متعمدة" عسى أن يهدي الله ابني "كريستوفر" إلى الإسلام، إذ إنه الوحيد الذي يعيش معي، وبالفعل بدأ هو وصديقه يقرآنها ويتركانها كما هي تماماً، كذلك كان لديَّ "منبه أذان" فأخذ يستمع إليه مراراً وتكراراً وأنا بالخارج؛ ثم أخبرني بعد ذلك برغبته في الإسلام، ففرحت جداً وشجعته، ثم جاء إخوة عدة من المركز الإسلامي لمناقشته في الإسلام وعلى أثرها أعلن الشهادة وهو ابني الوحيد الذي اعتنق الإسلام في الوقت الحالي، وسمى نفسه عمر".

الداعية إلى الله

بعد إسلامها تركت خديجة العمل السابق - أستاذة في كلية - وبعد شهر عادت وطُلب منها أن تنظم جلسات أو ندوات تسوية للدراسات الإسلامية في مركز إسلامي بالفلبين؛ حيث موطن إقامتها، فألقت العديد من المحاضرات عنه في الجامعات والكليات بالفلبين.

ظلت تعمل بالفلبين لمدة سنة ونصف تقريبًا، ثم عملت بمركز توعية الجاليات بالقصيم - القسم النسائي - كداعية إسلامية خاصة متحدثة باللغة الفلبينية بجانب لغتها الأصلية - الإنجليزية -.

كانت الدكتورة خديجة واتسون طوال حياتها الدعوية تؤكد في محاضراتها وندواتها ولقاءاتها التلفزيونية فتقول: "إن قراءتي عن الإسلام بعد أن اعتنقته أفادتني في معرفة السر الكامن وراء محاربة الإسلام من قبل جميع الناس.. فالإسلام محارب لأنه أسرع الأديان انتشارًا على مستوى العالم".

وحثت دائمًا على إبراز روح الإسلام وأخلاقه الحميدة فكان تدعو في محاضراتها المسلمين إلى ذلك وتقول: "نحن المسلمين نحتاج بشدة إلى أن نظهر الإسلام ونبرز قوته وحسنه وبهاءه وسط البيئات التي يحدث فيها تعتيم أو تشويش إعلامي".

وفي مجال الأسرة والمعاملات اليومية والحياة الاقتصادية كانت تدعو إلى أن يكون "الإسلام هو الطريق الأمثل للحياة، وهو البوصلة التي توجه توجيهًا صحيحًا كل مظاهر الحياة في الاقتصاد والاجتماع وغيرهما، بل حتى في الأسرة وفي كيفية التعامل بين أفرادها".

مصادر:

Muslim World League Journal.

US Islam web site.

فيديو قد يعجبك: