إعلان

سبيل "أم عباس" صدقة على روح الخديو.. ماء بالعنبر وكُتاب للأطفال (صور)

07:52 م الإثنين 02 يوليو 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – هاني ضوه :

هناك في حي القلعة وتحديدًا عند تقاطع شارعي الركبية والسيوفية مع شارع الصليبة المؤدى لميدان القلعة، يوجد سبيل من أشهر الأسبلة التي تم إنشاؤها في مصر، وهو سبيل "أم عباس" الذي بني قبل أكثر من 150 سنة ومع ذلك بقى صامدًا رغم الإهمال، حتى قررت وزارة الآثار ترميمه مؤخرًا، ويستعرض مصراوي نبذة تاريخية عن السبيل في التقرير التالي:

السبيل أنشأته الأميرة بنبا قادن، زوجة الأمير أحمد طوسون ابن محمد علي باشا وأم الخديو عباس حلمى الأول الذي حكم مصر فى الفترة من 1848 وحتى 1854؛ لتوزيع مياه الشرب على أهالي القاهرة والمارة وعابري السبيل؛ خاصة في الصيف.

وأوقفته الأميرة بنبا قادن كصدقة جارية على روح ابنها الخديو "عباس" ولكن بعد وفاته بحوالي 13 سنة، أرجع المؤرخون السبب في تأخرها في إنشاء هذا السبيل بسبب قسوته مع الشعب وسياسته المتشددة، ونظرا لتوقف كافة الإصلاحات فى عهده وازدياد النفوذ الإنجليزى بمصر في عهده ولذا لم تستطع أن تسميه باسم "سبيل عباس" وأسمته بـ "سبيل أم عباس".

ولم يتوقف السبيل فقط على مجرد سقاية الناس، بل ألحقت به السيدة "بنبا" كتّابًا أو مكتبًا عينت به معلمين لتعليم الأطفال العلوم الحديثة، كما في المدارس الحكومية على عهد الخديوي إسماعيل. وقد وفّر السبيل مياه الشرب للمارة وأيضاً للبيوت التي لا يقدر أصحابها على تحمل أجور السقائين.

ومما يميز سبيل "أم عباس" أنه بني على شكل مثمّن، وهذا التخطيط من الأمثلة النادرة بالقاهرة، ويغطيها قبة مثمّنة الأضلاع بدون منطقة انتقال، والواجهة مكسوة بالرخام وزخارفها من طراز الباروك والركوكو.

فقط جمع السبيل بين الطراز العثماني والأوروبي في نفس الوقت، فقد قام بتصميمه مهندس تركي، واستخدم الرخام الأبيض المزخرف بنقوش نباتية من الطراز الأوروبي كساءً للسبيل، كما زُين السبيل بعدد من الكتابات ذات خط نسخي، بالإضافة إلى كتابة سورة الفتح كاملة بطريقة إطارية عليا على الأضلاع الثمانية، والتي كتبها الخطاط التركي عبد الله بك زهدي، أما بقية النقوش على واجهة السبيل، فتحتوى على آيات من القرآن الكريم ذات صلة بوظيفة السبيل.

وقال بعض الأثريين بقطاع الآثار الإسلامية، بوزارة الآثار المصرية، إن السبيل يتكون من مستويين، الأول: تحت الأرض وتوجد فيه الصهاريج التي كانت تستخدم في تخزين المياه، وكانت تلك الصهاريج تملأ بمعرفة سقائين عن طريق نقلها في قرب جلدية، من أعماق النيل حتى تكون خالية من الشوائب، وكانت تلك المرحلة تتم في شهر أغسطس من كل عام في موسم الفيضان، حيث تكون الشوائب في أقل معدلاتها.

وأما المستوى الثاني فهو عبارة عن حجرة ذات ثلاثة شبابيك، ويوجد في صدر هذا السبيل لوحة من رخام «الشاذروان» وهو ذات فائدة مزدوجة، الأولى تبريد مياه الشرب، والثانية تنقيتها من الشوائب إن وجدت.

وكان يتم خلط المياه بمواد عطرية، مثل العنبر والورد أو الزهر؛ وذلك للقضاء على أي عطن، قد يلحق بالماء جراء التخزين السنوي، كما أنها تضفي على المياه حلاوة العطر فتنعش الشاربين.

مصادر:

كتاب الخطط التوفيقية الجديدة، لعلي مبارك.

كتاب وجه مدينة القاهرة، للدكتور محمد حسام الدين إسماعيل.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان