إعلان

دراسة جامعية بالأزهر: الأمثال الشعبية.. تراث الأمة المهدد بالضياع

03:13 م الخميس 19 يوليو 2018

الباحث أحمد سعيد

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد قادوس:

كشفت دراسة بحثية، أثر الأمثال الشعبية على الفرد والمجتمع، في التعبير عن خبرات وتجارب وثقافات الشعوب المختلفة، وقدرتها على صياغة هذه الخبرات في كلمات موجزة في شكل قوالب لغوية شعبية، تترجم أحوال السابقين، وتسجل وقائعهم، وتصور مشاعرهم، حتى أصبحت هذه الأمثال مصدرًا من مصادر التراث؛ ومرآة الأمم التي تعكس واقعها الاجتماعي والفكري والثقافي.

الدراسة التي أعدها الباحث أحمد سعيد علي حسن، المدرس المساعد في قسم الثقافة الإسلامية بكلية الدعوة جامعة الأزهر، لنيل درجة الدكتوراه، وأشرف عليها الدكتور محمود الصاوي، أستاذ الثقافة الإسلامية، ووكيل كلية الدعوة، والدكتور شرف الدين آدم، الأستاذ المساعد بقسم الثقافة الإسلامية، توصلت إلى أن الاستعانة بالأمثال دومًا عبر مراحل التاريخ إما لتوضيح فكرة، أو لتقريب معنى، أو للدفاع عن رأى، أو للاستشهاد بموقف؛ لذا قيل: (الأمثال الشعبية تُعبر عن واقع الحال وتبقى في البال).

وعدد الباحث أهم الأسباب التي وقفت وراء اختياره لعنوان رسالته المقدمة، "نظرًا لحاجة أمتنا الماسة إلى منهج رشيد يتم من خلاله ترشيد هذه الأمثال التي ترددها الألسنة وتوظيفها توظيفًا جيدًا يخدم الأمة، ويحمي هذا الكم الهائل من هذا التراث الإنساني من الاندثار، والوقوف على لون من تراث الأمة وحضارتها في القديم، وموازنة ذلك بالواقع المعاصر لتبرز مواطن القوة والضعف ومعالم الخير والشرن خاصة في ظل انتشار وذيوع الأمثال الشعبية المصرية التي تُرجمتْ إلى لغات غير العربية (كالفرنسية، والإنجليزية).

وأكد الباحث أن الأمثال الشعبية تحمل في طياتها مادة تعليمية وقيمية تهذيبية كبيرة، حيث أثبتت بعض البحوث التربوية المتخصصة أهمية استخدام الأمثال في تدريس وشرح بعض المقررات والمناهج الدراسية.

واستعرضت الدراسة بعض الأسئلة حول الجذور التاريخية للأمثال الشعبية المصرية، وما هي آثار هذه الأمثال إيجابية أو سلبية على الفرد والمجتمع المصري في الواقع المعاصر؟ وما موقف الفكر الإسلامي من الأمثال التي تُخالف تعاليم وأخلاق وقيم الإسلام؟ .

وتوصل الباحث إلى عددٍ من النتائج، من أهمها ما يلي:

ـ الأمثال الشعبية المصرية ذات قيمة تهذيبية؛ فهي تستقبح الرذائل، وتُعْنَى بشأن الفضائل والقيم.

ـ تحمل الشخصية المصرية في تكوينها الثقافي حضارات متراكمة من عصور سالفة وحاضرة من العصر الفرعوني والقبطي والإسلامي، أثَّرت في فكرها ووعيها ولغتها ونمط حياتها، وقد نقلت الأمثال الشعبية المصرية العديد من تلك الحضارات، وتأثرت بها في الكثير من ألفاظها.

ـ الأمثال الشعبية تُقرب المراد للعقل؛ فهي تُصور المعقول بصورة المحسوس؛ فتجعل المعاني كالأشخاص مما يُؤدي إلى ثبوتها في الذهن.

ـ للأمثال الشعبية ذات الآثار الإيجابية دور مهم في المحافظة على هُوية الأمة؛ فهي تراث إنساني عريق؛ فأمة بلا تراث كشجرة بلا جذور؛ والأمة التي تفقد تراثها من السهل أن تفقد وطنها.

ـ تؤكد الأمثال الشعبية العربية في أقطارها المختلفة التقارب العام فيما بينها، مما يدل على تماثل الثقافة العربية، وتقارب المشارب الحياتية، والاتفاق في أصول اللغة العربية، وأساليبها.

ـ بعض الأمثال الشعبية المصرية يخالف تعاليم الإسلام عقيدة وشريعة، وقيمه السمحة، كما يخالف بعضها العادات والأعراف الاجتماعية؛ لذا كان أخطر شيء في التعامل مع الأمثال، هو فَصْلُ المثل عن سياقه الذي أتى من أجله؛ فحفظ المنطق مما حثت عليه الشريعة وعُني به العلماء.

وأوصى الباحث بالحفاظ على الأمثال الشعبية المصرية من الضياع، وهذا واجب وطني وقومي، وإنساني، وتراثي، وذلك من خلال الاهتمام بجمع التراث الشعبي وتدوينه، حتى لا يتعرض هذا الكنز المعرفي للانقراض والاندثار، والعمل على إيجاد موسوعة جامعة للأمثال القديمة والحديثة الفصحى، والشعبية حفاظًا على هذا التراث الإنساني، وحفاظًا على الهوية الثقافية لأمتنا، وضرورة الاستفادة من التراث الشعبي، والأمثال الشعبية المصرية، في المجالات التربوية، والاجتماعية والاصلاحية.

فيديو قد يعجبك: