إعلان

سلوا الله العافية في الدنيا والآخرة

سلوا الله العافية في الدنيا والآخرة

سلوا الله العافية في الدنيا والآخرة

07:00 م الثلاثاء 02 أكتوبر 2018

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم - أحمد حلمي:

روى الترمذي عن العباس بن عبد المطلب، قال: قلت: يا رسول الله؛ علمني شيئاً أسأله الله عزَّ وجلَّ، قال: (سل الله العافية)، فمكثت أياماً ثم جئت فقلت: يا رسول الله علمني شيئاً أسأله الله، فقال لي: يا عباس يا عمَّ رسول الله: (سل الله العافية في الدنيا والآخرة). الحديث صححه الترمذي والألباني. قال المباركفوري في شرح الترمذي: (في أمره صلَّى الله عليه وسلَّم للعباس بالدعاء بالعافية بعد تكرير العباس سؤاله بأن يعلمه شيئًا يسأل الله به، دليل جلي بأن الدعاء بالعافية لا يساويه شيء من الأدعية ولا يقوم مقامه شيء من الكلام الذي يدعى به ذو الجلال والإكرام، والعافية هي دفاع الله عن العبد، فالداعي بها قد سأل ربه دفاعه عن كل ما ينويه، وقد كان رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ينزل عمه العباس منزلة أبيه، ويرى له من الحق ما يرى الولد لوالده، ففي تخصيصه بهذا الدعاء وقصره على مجرد الدعاء بالعافية تحريك لهمم الراغبين على ملازمته، وأن يجعلوه من أعظم ما يتوسلون به إلى ربهم سبحانه وتعالى، ويستدفعون به في كل ما يهمهم، ثم كلمه صلَّى الله عليه وسلَّم بقوله: «سل الله العافية في الدنيا والآخرة» فكان هذا الدعاء من هذه الحيثية قد صار عدة لدفع كل ضر وجلب كل خير).

ونحن في هذه الدنيا نطلب الكثير ونركض خلف ما يسمى بعوامل النجاح : المال والشهرة والعلم وكل جميل تتوقعه قد تُفتن من خلاله ؛ لذا كان التركيز . يقول لك النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم دع كل هذا وسل الله العافية.

نعم .. تلك العافية التي فقدها مفتون المال فكان ماله سبب شقائه.

نعم .. تلك العافية التي فقدها صاحب الشهرة فقدم قرباناً لشهرته من رصيد مبادئه ليتقي بالأقنعة سطوة الضوء .

نعم .. تلك العافية التي جانبت ذلك المفتون بعلمه فأصبح ثوب زيف مضحك يشف عن هزالة علمه.

نعم .. تلك العافية التي تقيك المواجهات غير المتكافئة ؛ تعزلك في كهف عالٍ ثم تعود راجفاً تبحث عمن يزمِّلك !

فتش عنها في أرجاء قلبك وحنايا ضميرك !

* إعلامي مقيم بالسعودية

إعلان