إعلان

الأبواء.. زارها النبي 8 مرات وشهدت أولى الغزوات وبها قبر السيدة آمنة بنت وهب

04:10 م الأربعاء 10 أكتوبر 2018

وادي الأبواء

كتب - هاني ضوه :

الأبواء.. مكان ارتبط ذكره بالعديد من الأحداث التاريخية وسيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم العطرة، سواء منذ طفولته أو بعد بعثته الشريف، فهي تلك القرية الكبيرة التي تتبع إداريًا محافظة رابغ في منطقة مكة المكرمة، وتقع قرب منطقة ودّان بين مكة والمدينة جنوب غربيّ المدينة، جيث تبعد عن مكة 200 كلم و عن المدينة 170 كلم.

وقد زار النبي صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله "الأبواء" ثماني مرات كان أولها مع أمه السيدة آمنة بنت وهب رضي الله عنها عندما كان طفلًا في عمر ست سنين في طريقه لزيارة أخوال جده عبد المطلب بن هاشم، وهناك توفيت السيدة آمنة ودفنت.

وكانت الزيارة الثانية مع عمه أبي طالب وهو في عمر الثانية عشرة، والثالثة عندما خرج ليتاجر في تجارة أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، بينما كانت الرابعة في غزوة الأبواء التي كانت في مثل هذا اليوم غرة شهر صفر في السنة الثانية للهجرة، وهي أولى غزوات النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

أما الزيارة الخامسة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم للأبواء فكانت في غزوة الأحزاب، والسادسة في عمرة القضاء والسابعة في عام الفتح، أما الثامنة فكانت في حجة الوداع.

ولعل الكثير من الناس لا يعلم أن غزوة الأبواء التي في الأول من شهر صفر من السنة الثانية للهجرة المشرفة هي أولى غزوات النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فالمشهور بين الناس أن غزوة بدر هي الأولى، إلا أن صحيح تاريخ المغازي أن غزوة الأبواء هي الأولى.

أما عن سبب الغزوة فقد ذكر الإمام ابن كثير في كتابيه "البداية والنهاية" و"الفصول في اختصار سيرة الرسول" أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عَلِمَّ أن قافلة لقريش ستمر من هذه المنطقة، فخرج لملاقاة قريش هناك، خاصة وأن المهاجرين كانوا قد تركوا أموالهم وبيوتهم وكل ما يملكون في مكة، واستخلف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سعد بن عبادة رضي الله عنه على المدينة المنورة ثم خرج لاعتراض عير قريش وكان معه سبعون رجلًا من المهاجرين.

وكان يحمل لواء هذه الغزوة عم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أسد الله وأسد رسول سيدنا حمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنه، وكان لون الراية يومها أبيضًا.

وذكر عدد من كتاب السيرة ما وقع في هذه الغزوة ومنهم ابن هشام في كتابه "السيرة النبوية" أنه عندما وصل النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى بني ضمرة الذين كانوا يسكنون تلك المنطقة عقد معهم صلحًا ولم يحدث أي قتال في هذه الغزوة، وكان نصوص الصلح الذي عقده الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مع عمارة ابن مخشي سيد بنو ضمره، أن بنو ضمره لا يحاربون المسلمين ولا يناصرون أحدًا على المسلمين، وإذا دعاهم الرسول صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله إلى نصرته فأجابوه، ونفس الشروط تكون بحق المسلمين تجاه بنو ضمره، وقد وقع هذه الشروط في كتاب بين الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وعمارة بن مخشي.

وكانت المصالحة بينه وبين بني ضمرة على أنهم لا يغزونه ولا يكثرون عليه جمعًا ولا يعينون عليه عدوًا وأن لهم النصر على من رامهم بسوء، وأنه إذا دعاهم لنصر أجابوه، وعقد ذلك معهم سيدهم مخشي بن عمرو الضمري الكناني وكتب بينهم كتابا فيه:

"بسم الله الرحمن الرحيم

هذا كتاب محمد رسول الله لبني ضمرة بأنهم آمنون على أموالهم وأنفسهم وأن لهم النصر على من رامهم بسوء بشرط أن يحاربوا في دين الله ما بل بحر صوفة وأن النبي إذا دعاهم لنصر أجابوه، عليهم بذلك ذمة الله ورسوله".

وهناك في منطقة الأبواء توفيت السيدة آمنة بنت وهب رضي الله عنها أم النبي صلى الله عليه وآله وسلم سنة 46 قبل الهجرة، حسبما ذكر الإمام ابن سعد في كتابه "الطبقات الكبرى" وأورد أن السبب في دفنها بالأبواء أن سيدنا عبد الله والد النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان قد خرج إلى المدينة يمتار تمرا، فمات بها، فكانت زوجته السيدة آمنة تخرج في كل عام إلى المدينة تزور قبره.

فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ست سنين، خرجت زائرة لقبره ومعها عبد المطلب وأم أيمن حاضنة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، فلما صارت بالأبواء منصرفة إلى مكة، ماتت بها، ويقال أن أبا طالب عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم زار أخواله بني النجار بالمدينة، وحمل معه السيدة آمنة، فلما رجع منصرفا إلى مكة مرضت وماتت بالأبواء.

وذكر ابن سعد كذلك في كتابه "الطبقات الكبرى" أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عندما مرّ في عمرة الحديبية بالأبواء بكى على قبر أمه السيدة آمنة رضي الله عنها التي وافتها المنية فيها، وقام بتصليح محل قبرها، وبعد حجة الوداع مرّ مرة أخرى على هذا المكان وبكى عند قبر أمه السيدة آمنة رضي الله عنها.

فيديو قد يعجبك: