إعلان

مؤتمر "الإفتاء العالمي" ضرورة في زمن اضطراب المجتمعات

08:30 ص السبت 30 سبتمبر 2017

مؤتمر "الإفتاء العالمي" ضرورة في زمن اضطراب المجتم

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

بقلم - سماح محمد :

موجة من الفتاوى الشاذة ينضح بها من يتصدرون للفتوى من غير المتخصصين تأتي بين الحين والآخر، لتحدث بلبلة واضطرابًا في المجتمع، وتشغل الناس عن العمل والبناء بأمور ليس من ورائها طائل إلا إثارة الجدل والشقاق.

وتعددت المطالب خلال السنوات الماضية بوقفة حاسمة تجاه هذا الأمر، ونادت الأصوات بضرورة أن تهب المؤسسة الدينية المصرية - كونها أعرق مؤسسة دينية إسلامية في العالم- من أجل حماية استقرار المجتمعات وحفظ عقول الناس من التشتت والأفكار والفتاوى المنحرفة.

وكعادتها غردت دار الإفتاء المصرية خارج السرب - ممثلة في الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم – ولبت النداء فكان لها محاولات عدة خلال الفترة الماضية، وهذا دأبها في علاج القضايا إذ أنها تعتمد على التطبيق العملي في العلاج، إلا أن تحركها الأخير ينبئ عن إدراك كامل لواقع المشكلة، وأن هناك استراتيجية ومنهجية تسعى من خلالها الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم لمواجهة فوضى الفتاوى ووضع أطر علمية وقانونية ومجتمعية تنظم أمر الفتوى، ليس على مستوى مصر فقط، بل العالم أجمع.

التحرك الأخير لأمانة الإفتاء يتمثل في عقد مؤتمر عالمي في منتصف أكتوبر المقبل يحضره وفوده من العلماء والمفتين من قارات العالم الخمس لبحث إشكالية "دور الفتوى في استقرار المجتمعات"، في محاولة جادة وعملية لتشخيص ودراسة هذه الظاهرة ووضع مقترحات ضابطة لها.

وما يميز هذا المؤتمر المنتظر في أكتوبر المقبل أن المشاركين فيه هم نخبة من العلماء والمفتين يزيدون عن الـ 50 من مختلف دول العالم التي تضمها قارات الكون الخمسة، في تنوع علمي وثقافي سيثري المناقشات التي على أساسها توضع الآليات والحلول لتتناسب مع كافة البلدان والخلفيات والبيئات المتباينة في دول العالم.

شخصيًّا أعتبر أن عقد هذا المؤتمر ضرورة ملحة في زمن اضطراب المجتمعات في العالم أجمع بسبب الكثير من الفتاوى الغير مسؤولة يصدرها غير المختصين. وأعلق على هذا المؤتمر أيضا الكثير من الآمال لثقتي الكبير في دار الإفتاء والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم التي تخطت في تحركاتها مجرد عقد المؤتمرات وإصدار التوصيات إلى التحرك العملي على أرض الواقع بتفعيل ما يصدر عن مؤتمراتها من توصيات وتنفيذه، ولها في مؤتمرها العام الماضي مثال وشاهد، حيث كان موضوعه حول "التكوين العلمي والتأهيل الإفتائي لأئمة مساجد الجاليات المسلمة في الخارج".

وبالفعل احتفلت الأمانة قبل أيام بتخريج أولى دفعات برامجها التدريبية لتأهيل ١٦ من أئمة المساجد والمراكز الإسلامية في بريطانيا، وتدريبهم على كيفية مواجهة الفكر المتطرف وتحصين الشباب هناك من الوقوع في براثن التطرف، وهو ما يعطينا مزيدًا من الأمل في أن المؤتمر المرتقب سيكون له بالغ الأثر وخطوة عملية في تحصين مجتمعاتنا من الفتاوى الشاذة والمتطرفة وتحقيق الاستقرار.

ونأمل من الأمانة العامة للإفتاء في العالم مزيدًا من الخطوات العملية تترجم خلاصة هذا المؤتمر ليس في صورة توصيات ونتائج تكون حبيسة الأدراج بل إلى نتائج على أرض الواقع ونأمل أن تخرج بمشروع قانون موحد لضبط فوضى الفتاوى على مستوى الدول الأعضاء، وأن يكون لها تواجد في الساحة المصرية ولا يكون جهدها قاصرًا على الجهود الخارجية فحسب، فالداخل يحتاج إلى مزيد من العمل والتفاعل مع هموم وقضايا الأمة، بالإضافة إلى معاناته من مدعي العلم أصحاب فتاوى من نوعية نكاح الوداع والبهائم.

فيديو قد يعجبك: