إعلان

مفتي الجمهورية يكشف في حواره لمصراوي تفاصيل المؤتمر العالمي حول دور الفتوى في استقرار المجتمعات

09:00 ص الإثنين 09 أكتوبر 2017

مفتي الجمهورية يكشف في حواره لمصراوي تفاصيل المؤتم

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

حوار - سماح محمد:

فتاوى شاذة من هنا وهناك .. ورؤس تطل علينا بين حين وآخر لتسبب ارتباك وحيرة في المجتمعات بسبب فتاوى يطلقونها دون وعي منهم بخطورتها ودون علم أو منهجية تؤهلهم للقيام بهذه المهمة الخطير .. فبكلمة منهم يتزلزل المجتمع وقد يروح ضحيتها العشرات.

كل هذا كان محركًا لدار الإفتاء المصرية ممثلة في الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم للتحرك السريع والمنظم لوضع حلول عملية تصلح للتطبيق على أرض الواقع لمواجهة هذا الأمر الخطير.

لذا ترعى دار الإفتاء والأمانة حدثًا عالميًا وتعقد مؤتمرها الثالث في 17 من شهر أكتوبر الجاري، لتناقش "دور الفتوى في استقرار المجتمعات" وذلك بحضور وفود من أكثر من 50 دولة من قارات العالم الخمسة.

مصراوي التقى بفضيلة الأستاذ الدكتور شوقي علام- مفتي الجمهورية ورئيس المجلس الأعلى للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم- لنتعرف منه على أهمية هذا المؤتمر ما سيدور فيه.

• فضيلة المفتي .. في البداية نود أن نتعرف عن ما هية الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم التي تتولى رئاستها؟

باختصار فإن الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم - ومقرها دار الإفتاء المصرية - تمثل المنهج الوسطي المعتدل وتم الإعلان عنها في 15 من ديسمبر 2015، وعضوية الأمانة متاحة لكل الدول الإسلامية حول العالم طبقًا للائحة الأمانة.

وأنا أعتبر أن إنشاء هذه الأمانة يمثل عودة للريادة الإفتائية لمصر وإجماعًا عالميًّا للدور الكبير الذي تقوم به دار الإفتاء المصرية في الداخل والخارج في تقديم خطاب إفتائي رصين متصل بالأصل ومرتبط بالعصر.

ولله الحمد بدأت الأمانة في تحقيق أهدافها التي أنشئت من أجلها وهي ترسيخ منهج الوسطية في الفتوى على مستوى العالم، وتبادل الخبرات العلمية والعملية والتنظيمية بين دور وهيئات الإفتاء الأعضاء، وتقديم الاستشارات العلمية والعملية لدُور وهيئات الإفتاء لتنمية وتطوير أدائها الإفتائي، وتقليل فجوة الاختلاف بين جهات الإفتاء من خلال التشاور العلمي بصوره المختلفة، والتصدي لظاهرة الفوضى والتطرف في الفتوى.

مفتي الجمهورية يكشف في حواره لمصراوي تفاصيل المؤتمر العالمي حول دور الفتوى في استقرار المجتمعات

•تعتزم الأمانة عقد مؤتمرها العالمي الثالث منتصف الشهر الجاري .. وهذا يجعلنا نتسائل ونحن في زمن ملئ بالقضايا الدينية الشائكة، لماذا اخترتم موضوع "دور الفتوى في استقرار المجتمعات" كموضوع لمؤتمركم؟

الهدف الرئيس للمؤتمر العالمي للإفتاء الذي سيعقد بإذن الله يوم 17 من أكتوبر الجاري هو بحث دور الفتوى في عملية بناء واستقرار المجتمعات، وهذا الهدف الرئيس يأتي تحته مجموعة من الأهداف الفرعية التي تتمثل في الكشف عن الأدوار التي يمكن للإفتاء المعاصر الاضطلاع بها في تصويب الواقع والارتقاء به إلى أعلى المستويات الحضارية، وبحث آفاق عملية الفتوى من حيث تعلقها بحياة الناس في مختلف مناشطها سياسيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا، بالإضافة إلى دراسة كيفية استخدام منجزات العلم الحديث بروافده المتعددة في خدمة عملية الفتوى، والوصول إلى أدوار محددة تؤديها عملية الإفتاء في مجال التنمية المجتمعية.

ونظراً لما تمر به المجتمعات الآن في مختلف دول العالم من اضطرابات يكون سببها أحيانًا فتاوى مغلوطة أو منحرفة أو غير دقيقة، كان ولابد من تحرك سريع لضبط إيقاع الفتوى بشكل علمي وعملي، لأن الفتوى تؤثر في المجتمعات والأفراد شكلاً ومضموناً وتتأثر كذلك، مما يستدعي البحث عن الفتوى ودورها في

تحقيق الاستقرار، ويكون لذلك ضوابط كونها يجب أن تعمل على حفظ مقاصد الشريعة الخمية وهي: حفظ "النفس، والعقل، والدين، والنسل، والمال" ولا يقبل الفتوى إلا إذا كان يسعى لتحقيق استقرار المجتمع والأمن والطمأنينة، والاستقرار الوطني والعالمي في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها، على أن يساعد العمل في هذا الإطار على نشر الوعي الديني السليم، وإطفاء نار الفتاوى الضالة والمضلة والتي تثير اللغط والبلبلة في المجتمعات.

فالفتوى من أعظم الأمور الشرعية وأخطرها، حيث يجتمع فيها أمران جليلان هما: الاجتهاد، وتبليغ الأحكام الشرعية للأمة الإسلامية التي تفترض بها تحقيق الخلافة في الأرض وإعمارها. 

ومتى شذت الفتوى عن أطرها الشرعية وانسلخت من ضوابطها العلمية صارت خطراً يهدد أمن المجتمع واستقراره، كما يهدد الأمم كلها؛ لأنها ترسم صورة مشوهة عن الإسلام أو ما يعرف بـ "الإسلاموفوبيا". 

والفتاوى الشاذة وإن كانت قليلة مقارنة بالفتاوى المنضبطة، وتكان تكون معدومة في تراثنا الفقهي القديم، فإن ضررها جسيم إذا ما استخدمت، وجرحها عظيم في جسد الأمة؛ ذلك أن الأمة تتلقاها بنوع من الفضول والرغبة في معرفة هوية المفتي وأسباب فتواه، وردود العلماء عليها، فتتناولها وسائل الإعلام كصيد ثمين تزيد به نسب المشاهدة، لتصبح الفتوى سلعة رائجة في سوق الفضائيات، دون إدراك للوباء الذي تصًدره للأمة وتنشره فيها كانتشار النار في الهشيم.

ومن كل هذا وغيره تأتي أهمية هذا المؤتمر في هذا التوقيت الدقيق الذي يمر بها العالم.

• لاشك أن دعم السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي للمؤتمر وأيضًا انطلاقه من أرض مصر دلالة كبيرة، وهو مما يعطي ثقل للمؤتمر؟ حدثنا عن ذلك.

مفتي الجمهورية يكشف في حواره لمصراوي تفاصيل المؤتمر العالمي حول دور الفتوى في استقرار المجتمعات

بكل تأكيد فرعاية السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي للمؤتمر العالمي للإفتاء يعطيه ثقلًا كبيرًا ويعكس حرصه الشديد على دعم أية جهود تساهم في حل قضايا المجتمع في كافة المستويات بصفة عامة، والتفاعل فكريًّا مع القضايا الدينية بصفة خاصة، لأجل المساهمة في استقرار المجتمع وبنائه.

كما أن انطلاق المؤتمر من أرض الكنانة مصر بما لها من ثقل عربي وإقليمي ودولي، وما بها من مؤسسة دينية عريقة علمت العالم أجمع علوم الشريعة ونشرت الوسطية في ربوع الكون، يضع على عاتق مصر مسؤولية كبيرة للتصدي للفتاوى الشاذة والمتطرفة، والعمل على بحث هذه الإشكالية من أجل وضع الحلول والأطر الصحيحة لضبط الفتوى.

كما يعد انطلاق هذا المؤتمر من أرض الكنانة مصر بمثابة التأكيد على الريادة المصرية، وقدرة مؤسساتها الدينية على إنتاج كيانات عالمية تشتبك مع قضايا الأمة، وتلفت نظر العالم من جديد إلى مصر الأزهر الشريف، التي كانت وستظل منارة الدينا، فهو إعادة لقوة مصر الناعمة في البزوغ إلى السطح من جديد، وأن هذه القوة ستؤتي ثمارها ليس على الجانب الديني فقط، بل ستؤسس لريادة مصرية من نوع جديد.

 • هذا يجعلنا نتسائل عن ما هي المحاور والموضوعات الرئيسية التي سيتطرق لها المؤتمر؟، وكم عدد الوفود المشاركة؟

المؤتمر سيشارك فيه أكثر من 50 عالمًا من مصر والأردن والسعودية ولبنان وفلسطين والمغرب وموريتانيا، وكذلك من دول آسيا كباكستان والهند واندونيسيا وماليزيا، كما سيشارك علماء من دول أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية واستراليا.

أما عن محاور المؤتمر فلدينا ثلاثة محاور رئيسية سيدور النقاشات حولها، وتم اختيارها لتغطي كافة جوانب الموضوع، حيث يتطرق المحور الأول إلى دور الفتوى في تحقيق الاستقرار، وسيناقش الافتاء وتحقيق السلم المجتمعي، الإفتاء والإجابة عن الأسئلة القلقة والمحيرة مثل أسئلة الإلحاد وغيرها، والفتاوى الشاذة وأثرها السلبي على الاستقرار، وأيضًا الإفتاء وحفظ هوية الدول والأمم.

أما المحور الثاني: الفتوى في مواجهة الإفساد والتخريب، ويبناقش من خلالها فتاوى الجماعات المتطرفة والفوضى تأصيلا وتاريخا، ورعاية المقاصد الشرعية ومواجهة الفوضى والتخريب، وفوضى الإرهاب وفوضى الإسلاموفوبيا.

والمحور الثالث سيتناول دور الفتوى في دعم البناء والعمران، وسيدور النقاش فيها عن دعم العمران مقصد وضابط لعملية الإفتاء، والتنمية بالفتوى الاستراتيجية والضوابط، والفتاوى الاقتصادية وضوابط التنمية، وأيضًا الفتوى ودعم القضايا الإنسانية المشتركة. 

• كل هذه المحاور مهمة .. ولكن كيف سيتم استثمار نتائج هذا المؤتمر في الداخل والخارج حتى نحصل النتائج المرجوه منه ونحقق الاستقرار في مجتمعاتنا؟

دائمًا وكما فعلنا في المؤتمرات السابقة يتم تشكيل لجنة متخصصة لمتابعة تطبيق ما يصدر عن المؤتمر في توصيات ومبادرات على أرض الواقع والإشراف على تنفيذها على أكمل وجه.

وسأضرب لك مثال .. العام الماضي وفور انتهاء مؤتمرنا العالمي الثاني الذي كان بعنوان "التكوين العلمي والتأهيل الإفتائي لأئمة المساجد للأقليات المسلمة" .. أصدرت ثلاث قرارات الأول بخصوص إنشاء لجنة لمتابعة آليات تفعيل إعلان القاهرة؛ للتعايش الذي صدر عن الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء، وقرار بإنشاء لجنة ثانية للانتهاء من وضع تصور تنفيذي لإنشاء مركزٍ عالميٍّ لإعدادِ برامج تأهيلية على الإفتاء، وقرار بإنشاء لجنة ثالثة لوضع أسس إنشاء وتشغيل مركزٍ عالميٍّ لفتاوَى الجاليات المسلمة؛ بهدف إعادة المرجعية الوسطية في الفتوى لدار الإفتاء المصرية. 

كما وجهت بضرورة البدء الفوري بعمل لائحة ميثاق شرفٍ للفتوى يضعُ الأُطُرَ القانونيةَ والإجرائيةَ للتصدِّي لفوضَى الفتاوى بالتعاون مع كبار العلماء والمفتين في العالم، كما كلّف فضيلته لجنة من علماء دار الإفتاء بتنفيذ المشروع العلميّ لتحليل وتفكيك وتفنيد الفتاوى التكفيرية والشاذة، التي أعلنت عنها الدار في توصياتها. 

وقد تم بالفعل تنفيذ العديد من تلك البنود والتوصيات التي تم الاتفاق عليها خلال المؤتر وفق الجدول الزمني الذي تم وضعه، وسيكون هذا هو النهج في مؤتمر هذا العام بإذن الله تعالى.

• لا شك كما تفضلت فضيلتكم أن للفتوى تأثير كبير في استقرار المجتمعات ومواجهة الفوضى وتحقيق البناء والعمران .. نريد من فضيلتكم إلقاء الضوء على هذا الأمر؟ 

للأسف نحن نواجه العديد من التحديات والمشكلات التي يجب أن نجد لها حلًا سريعًا- وهذا ما نسعى إليه من خلال مؤتمرنا العالمي-، وتتمثل هذه المشكلات في فوضى الفتاوى وتصدر غير المتخصصين لعملية الإفتاء دون علم وهو ما يتنج فتاوى خاطئة ومنحرفة ومتطرفة تجعل الناس والمجتمع في اضطراب.

والمشكلة الثانية التفسير الخاطئ والغير صحيح للنصوص الشرعية من الكتاب والسنة وكذلك الآراء الفقهية القديمة التي لم تعد تناسب هذا العصر ولا بع المجتمعات ذات الخصوصية وتحميل الآيات غير ما تحتمل خدمة لأفكار أهل التطرف وأصحاب العقول المريضة.

أما ثالث هذه المشكلات هي فتاوى التكفير والتضليل التي تصدرها جماعات التطرف والإرهاب يسفك على أثرها دماء الأبرياء من المسلمين وغير المسلمين في العالم أجمع.

كل هذه المشكلات تؤدي إلى اضطراب المجتمعات وعدم الاستقرار فيها نظرًا لغياب العلم الصحيح والفتاوى الصحيحة التي تدرك الواقع وتنظر في المآلات وتنزل النصوص الشريعة على الواقع بشكل صحيح.

فالفتوى الصحيحة تحقق الاستقرار في المجتمعات، ولا بد من مراعاة الخصوصيات الدينية والأعراف السائدة لكل بلد على حدة.. فأمر الفتوى أمر خطير جدًا ودورها عظم في تسيير حياة وشؤؤون ملايين الأشخاص في العالم كله.

• ماذا عن الفتاوى الشاذة التي ظهرت مؤخرًا وأثارت موجة كبيرة من اللغط خاصة في الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي؟

دعيني في البداية أشدد على أنه يجب ألا يتصدر للفتوى إلا من هو أهل لها، وألا يكون هناك جرأة على الفتوى.

والفتاوى الشاذة التي خرجت مؤخرًا وأثارت الارتباك في المجتمع هي فتاوى خارجة عن نطاق الفتوى العلمي والشرعي وتخطت المألوف، وأدت إلى ارتباك المشهد، في الوقت الذي نحتاج فيه إلى بناء إنسان معطاء، يعطي بلا حدود، ولا نشغله بالتفكير والنقاش فيما لا يفيد ولا يجدي.

وكثير من هذه الفتاوى لا تستند إلى أساس صحيح، علاوة على أن هذه القضايا مربكة للمجتمع، وعليه فإن المتصدر للفتوى ينبغي أن ينظر إلى الآثار المترتبة على الفتوى التي يصدرها حتى لا تتسبب في إحداث بلبلة أو ارتباك في المجتمع.

والقضايا السلبية التي ظهرت في المجتمع مؤخرًا يجب علاجها في إطار حكيم وعلمي مبني على دراسات، لأنه في شأن الفتوى لابد من البحث واستيفاء مآل الفتوى وهو جزء أساسي منها.

لذا نحن في حاجة إلى وجود تشريعات ومواثيق لضبط الفتاوى الشاذة التي تؤثر على استقرار المجتمع ويجرم الإفتاء على غير المتخصصين لما للفتوى من دور في استقرار المجتمعات أو اضطرابها.

وخلال هذا المؤتمر سنضع خطة متكاملة للحد من ظاهرة الفوضى الإفتائية في وسائل الإعلام المختلفة.

• إذا فضيلة المفتي نحن في حاجة إلى تجديد المفاهيم والمصطلحات ومراعاة التغيرات التي تطرأ على مجتمعاتنا عند إصدار الفتاوى حتى يتحقق الاستقرار؟

بكل تأكيد .. فالاجتهاد الفقهي وتجديد المفاهيم والمصطلحات ضرورة من ضروريات العصر والعمل العلمي التي يتعامل بها الفقيه مع النصوص الشرعية من حيث إنزالها على واقع الناس في البلاد المختلفة والأحوال المتنوعة، ونحن مطالبون بوضع حلول لكل المشكلات التي تضع وفق تطور المجتمعات، والعصر أفرز الكثير من المشكلات.

والنبي صلى الله عليه وآله وسلم ترك للصحابة الكرام رضوان الله عليهم مساحة للاجتهاد ودربهم تدريبًا عمليًا على الاجتهاد حتى يستطيعوا مواجهة الحياة وتغيراتها من بعده.

وعلى ذلك سار العلماء السابقين، فقد قاموا بواجب وقتهم بناءً على مقتضيات حياتهم وأزمانهم وأنهم حققوا نجاحات، وأن لكل عصر واجبًا يختلف عن واجب العصور السابقة، ولذلك فمع احترامنا للموروث إلا أننا لا نقف عنده ولا نقف ضده، بل نحترمه ونضيف إليه ونعيد صياغة مناهجه بصورة تتسق مع ما أضفناه من مناهج جديدة أيضًا، وهذا مبني على فكرة التفريق بين المسائل والفروع والمناهج.

وعليه فالخطاب الديني الحكيم الذي نأمله هو الذي يراعي فيه المتكلم والكاتب والداعية أحوال المتلقين، فإذا كانوا في حالة سرور ونعمة ساق لهم من الآيات والأحاديث ما يدعوهم للحفاظ عليها، وإن نزلت بهم المصائب والأحزان والمتاعب الاجتماعية أو الاقتصادية أو غيرهما ركز حديثه أو كتابته علي العلاج الناجع والدواء السليم الذي من شأنه أن يعمل علي تخفيف تلك المصائب أو إزالتها، وبما يعينهم علي أمر دينهم ودنياهم.

• هل سيتطرق المؤتمر إلى فتاوى العنف والتطرف والتخريب التي تطلقها بعض الجماعات، خاصة وأنه أصبح من الجلي أن جماعات الإسلام السياسي والتنظيمات المتطرفة هي البوابة الخلفية لفتاوى العنف والإرهاب في الداخل والخارج .. كيف سيقوم المؤتمر القادم بمعالجة هذا الأمر؟

بلا شك فالجماعات الإرهابية تجذب أتباعها من خلال تصدير خطاب ديني واحد يعتمد السادية التي تستقطب عددًا كبيرًا ممن يفتقرون إلى الإحساس بالهوية أو الانتماء من الشباب صغير السن والذي يرغب في المغامرة دون وعي ولا بصيرة.

والمؤتمر سيتطرق بإذن الله لهذا النوع الخطير من الفتاوى، نظرًا لأن البعض يستخدم الفتوى ويقحمها في النطاق السياسي، فسيهدف المؤتمر إلى محاولة فهم طبيعة العلاقة بين الإفتاء والسياسة، وتحديد الأدوار التي يمكن التأثير والتأثر من خلالها، ونقل مجال الإفتاء من مجال سلبي يقتصر على حل المشكلات إلى مجال إيجابي ينتقل إلى عمل التدابير الوقائية من المشكلات بل ويشارك في البناء والتعمير.

كما سيتم وضع معايير واضحة لمنهج وأسلوب مواجهة الفتاوى والأفكار المتشددة، ورصد خريطة الأفكار التي يروج لها المتطرفون، ووضع خطة متكاملة للحد من ظاهرة الفوضى الإفتائية في وسائل الإعلام، بالإضافة إلى وضع دليل إرشادي للمفتين عبر وسائل الإعلام يشتمل على الضوابط والأصول.

فيديو قد يعجبك: