إعلان

كيف يكون حسن الظن بالناس علامة الفطرة السليمة؟!

06:04 م الثلاثاء 31 أكتوبر 2017

كيف يكون حسن الظن بالناس علامة الفطرة السليمة؟!

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد قادوس:

إن الإسلام دين يدعو إلى حسن الظن بالناس والابتعاد كل البعد عن سوء الظن بهم؛ لأن سرائر الناس ودواخلهم لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى وحده فقط، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ﴾.

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله علية وسلم -، قَالَ: "إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ، وَلاَ تَحَسَّسُوا، وَلاَ تَجَسَّسُوا، وَلاَ تَحَاسَدُوا، وَلاَ تَدَابَرُوا، وَلاَ تَبَاغَضُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا".

فسوء الظن يؤدي إلى الخصومات والعداوات، وتقطع الصلات، فقال سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا﴾ ،فالأصل في المؤمن ألا يظن في أخيه سوءًا.

فإذا حصل ذلك جاء بعده النهي عن الظن: ﴿وَلَا تَجَسَّسُوا﴾ أي لا تتجسسوا على الذي ظننتم به السوء من أجل التثبت من ظنكم، فإن حصل وظننتم وتجسستم جاء بعد ذلك.

قوله تعالى: ﴿وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا﴾، يعني ظننت وتجسست وثبت الأمر لديك فاستر ولا تفضح ولا تغتب ولا تنشر سر أخيك واستر عورته عسى الله أن يستر عورتك يوم تكشف العورات.

إن المسلم مأمور بأن يحسن الظن بإخوانه، وأن يحمل ما يصدر عنهم من قول أو فعل على محمل حسن ما لم يتحول الظن إلى يقين جازم، فالله عز وجل أمرنا بالتثبت فيما يصدر من الغير نحونا ونحو إخواننا. فكم أوقع سوء الظن السيئ من فراق بين المتحابين، وقطيعة بين المتواصلين، ولو لم يكن الظن على درجة عظيمة من الخطورة والأهمية في إضعاف روح الموالاة بين المؤمنين ، ومن الأسباب التي تعين المسلم على حُسن الظن بالمسلم:

- الدعاء لمن أساء الظن به.

- التماس الأعذار للآخرين.

- تجنب الحكم على النيات.

- استحضار آفات سوء الظن وعدم تزكية النفس.

ومن هنا يأتي دور التدريب على حسن الظن بالأخرين.

ونعني بالتدريب، تعلُّم حسن الظن، وهذا ما كان يلقنه النبي- صلى الله عليه وسلم- لأصحابه، يروي البخاري ان رجلاً جاء إلى النبي- صلى الله عليه وسلم- يقول: إن امرأتي ولدت غلامًا أسودَ، فقال - صلى الله عليه وسلم- هل لك من إبل؟ قال نعم قال فما الوانها قال حمر قال هل فيها من اوراق أي سود قال نعم قال فإني اتاها ذلك قال عسى ان يكون نزعة عرق قال فكذلك ابنك عسى ان يكون نزعة عرق.

ونستنتج من ذلك أن النبي المعلم -صلى الله عليه وسلم - أخذه في دورة تدريبية تثقيفية، حتى يمتلك المعرفة السليمة.

فما أحوج مجتمعاتنا اليوم إلى الأخذ بحسن الظن سواء على المستوى الفردي أو بين الجماعات فنحن نواجه مشكلة في العلاقة بين الجماعات، كل جماعة تسيء تفسير تصرف الجماعة الأخرى، ولعل تصرفاً فردياً يصدر من أحد الأفراد فيحسب على الجماعة بأكملها وهذا غير صحيح، من أخطأ هو من يتحمل المسؤولية.

فينبغي على كل إنسان مؤمن عاقل أن يتجاوز هذه الحالة وينظر إلى الآخرين نظرة إيجابية، ولو جال في خاطره تصور خاطئ على شخص ما فعليه أن لا يبنيَ عليه موقفاً قد يضر أو يسيء به إلى الآخر، فذاك إثم وظلم نهى عنه الشرع القويم، ويرفضه العقل السليم.

إن إحسان الظن بالناس يحتاج إلى كثير من مجاهدة النفس لحملها على ذلك خاصة وأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ولا يكاد يفتر عن التفريق بين المؤمنين والتحريش بينهم وأعظم أسباب قطع الطريق على الشيطان هو إحسان الظن بالمسلمين.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان