إعلان

يوميات جدو الصايم في رمضان (1-2)

يوميات جدو الصايم في رمضان (1-2)

يوميات جدو الصايم في رمضان (1-2)

09:47 م الإثنين 11 يونيو 2018

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

يرويها: محمد عبدالعزيز

(تلك الخواطر التى أسجلها فى شهر رمضان حملتها النفس سنوات العمر، ولأننى مخلوق رمضانى، وحلم عمرى أن يكتب لى الله الدخول إلى الجنة من باب "الريان" الذى يدخله الصائمون، وأرجو من الله أن تجمعنا الصحبة إلى الدخول منه بفضل من الله ورحمته.

وقد سجلت هذه الخواطر التى تقود ذاكرتي إلى سنوات بعيدة أحببت أن يعيشها معى القارئ الكريم فى هذا الشهر المبارك).

للأحياء الشعبية - خصوصا الدرب الأحمر- بشوارعها وحواريها وأزقتها طعم خاص فى رمضان، فأنت تشعر بكل حواسك برمضان، فالعين ترى ما لا تراه فى غير رمضان، والأنف تشم روائح رمضان، والأذن تسمع حلو الكلام، وهكذا ترى حواسك كلها فى حالة من النشاط الروحانى النادر، وما أتحدث عنه تنفرد به أحياؤنا الشعبية، وكأنها تعزف سيمفونية من السحر والجمال، والناس فى أحيائنا الشعبية وبخاصة فى الزمن القديم كانوا يتسمون بالطيبة والرضا والقناعة، وتلمس هذا فيما يحملونه قبل الإفطار من المشروبات كالعرقسوس ومن المقبلات كالطرشى البلدى، ومن الحلوى

كالكنافة والقطايف، وسوف أتناول فى خواطرى المكتوبة رحلة فى أحيائنا الشعبية وما تميزت به خلال الشهر الكريم، لكى تعيشوا معى أجواء رمضان زمان.

يوم تعليق الفانوس

من المظاهر الرمضانية التى كانت تلقى اهتماماً فى الأحياء الشعبية يوم تعليق الفانوس قبل بداية الشهر الكريم بيوم، وكنا شباب الحى نتجمع حول شاب جارنا فنان كبير، ليقوم بصنع فانوس ضخم ونعلقه وسط شارعنا وكانت الفرحة تعلو وجوه الجميع، ونقوم بإنارته فى أول يوم ويصبح هذا الفانوس حديث شارعنا طوال الشهر، والجميل أن تعليق الفوانيس كان مسابقة بين الأحياء الشعبية لاختيار من منهم قام بعمل أجمل فانوس، وكنا دائماً مصدر حسد لكل الشوارع بجوارنا بسبب هذا الفنان المبدع «ميمى أبوالعلا»، وكان فانوس رمضان يمثل فرحة للأطفال والكبار والشيوخ.

يوم الجرجير

كان الوالد «رحمة الله عليه» مثل رجال زمان هو الحاكم بأمره "سى السيد" وكان من عادته فى أول يوم رمضان أن يكون الجرجير على مائدة الإفطار، ونسينا كلنا أن نأتى بالجرجير، رغم أن المائدة فى أول يوم تكون عامرة بما لذ وطاب، وجلسنا لنتناول الإفطار ولم يجد الحاج الجرجير فغضب غضباً شديداً وأقسم ألا يتناول الإفطار إلا إذا أحضرنا الجرجير"والله مانا وااااكل إلا لما تجيبوا الجرجير"، ونزلت أنا وإخوتى نبحث عن الجرجير وقت الإفطار، وعرف أهل الشارع من الجيران بتلك الحادثة، وإذا بكل أصدقائنا وجيراننا يومياً يحضرون لنا الجرجير، لدرجة أنه من كثرة الجرجير كان من الممكن أن نتاجر فيه، وظلت تلك الحادثة مصدر ضحك ودعابة كل رمضان.

عم عبدالسلام "بائع العرقسوس"

كان عم عبدالسلام من معالم شهر رمضان بملابسه الفلكلورية لجميلة وهو ينادى على العرقسوس المثلج الجميل، وكان العرقسوس هو المشروب الشعبى الرئيسى لكل بيوت مصر وخاصة فى الأحياء الشعبية، وكان انتظاره وهو يمر له طقوس جميلة لا تنسى ولا تمحى من الذاكرة، وهى تحضير شفشق كبير، ونظل نترقبه لنسمع أصوات الصاجات وهى تعزف أجمل لحن بأيدي عم عبدالسلام، فينادينى «جدى» رحمة الله عليه: الحق يا محمد عم عبدالسلام وصل، فأنزل مسرعاً، لشراء العرقسوس لنتمتع على الإفطار بأحلى مذاق لا أنساه حتى اليوم.

* موجه لغة عربية سابق بالتربية والتعليم

إعلان