إعلان

الوفاء .. خلق نبوي حتى مع الأعداء

03:11 م الجمعة 05 مايو 2017

المسجد النبوى

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

بقلم – هاني ضوَّه :

ما عرفت البشرية عبر تاريخها رجلًا أوفى من الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، فقد تخلق صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله بالوفاء في كافة أحواله مع الله ومع الخلق جميعًا، فقد كان وفيًا لله ، يعبده حق عبادته، ويقوم الليل حتى تورمت قدماه الشريفتان مع أن الله قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.

وفي وفائه لزوجته أم المؤمنين السيدة خديجة مثالًا عظيمًا لوفاء الرجل لزوجته، فقد كان يصل صديقاتها ويودهم بعد وفاتها رضي الله عنها وكان كلما ذبح ذبيحة أرسل إليهن منها، وكان يسعد إذا زارته إحداهن ويبش لذلك.

وإذا تأملنا وفاء حضرته عليه الصلاة والسلام وعلى آله لصحابته الكرام رأينا الكثير، فقد وفى لسيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه، فبين فضله ومكانته فقال: "ما لأحد عندنا يد إلا وقد كافيناه، ما خلا أبا بكر، فإن له عندنا يدا يكافيه الله بها يوم القيامة".

وكان من وفائه لأصحابه موقفه مع حاطب بن أبي بلتعة -وهو من أهل بدر- الذي أبلغ قريش بقدوم النبي صلى الله عليه وآله وسلم بجيشه، فعفى عنه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفاءً لأنه قد شارك في غزوة بدر، وقال: "إنه قد شهد بدراً، وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر، فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم".

ومع الأنصار تجلى معنى الوفاء من الحبيب صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، فلم ينس نصرتهم له، وكان دائمًا ما يقول للأنصار: "أنا منكم ، وأنتم مني، أحارب من حاربتم، وأسالم من سالمتم"، ويقول لهم: "لو سلك الناس واديًا أو شِعبًا لسلكت واديكم وشعبكم، أنتم شعار، والناس دثار، ولو لا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار"، ثم رفع يديه فقال: اللهم اغفر للأنصار ولأبناء الأنصار ولأبناء أبناء الأنصار!.

ليس هذا وحسب بل أوصى بهم في مرض موته فقال صلى الله عليه وآله وسلم: "أوصيكم بالأنصار، فإنهم كَرِشي وعَيبتي، وقد قضوا الذي عليهم، وبقي الذي لهم، فاقبلوا من محسنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم".

بل بلغ النبي صلى الله عليه وآله وسلم من التحلق بالوفاء لدرجة أنه كان وفيًا حتى لأعدائه، فكان هناك أحد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد وقع في أيدي الكفار أثناء الهجرة، فقال لهم: عهداً لله إن أطلقتموني لن أحاربكم أبداً، فأطلقوا سراحه، وذهب إلى المدينة فسرّ به النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وبعد فترة كان هناك غزوة، ففرح هذا الصحابي بالجهاد وانضم لهذه الغزوة، وعندما رآه انبي صلى الله عليه وآله وسلم قال له النبي: ارجع ألم تعاهدهم ألا تقاتلهم؟ فرجع.

وحتى الجمادات كان الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم وفيًا لها، فقال عن جبل أُحُد: "هذا أحد يحبنا ونحبه"، وهذا جذع شجرة لا يعقل، كان الحبيب صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله يخطب عليه، وفي يوم الجمعة صعد منبرا صُنِع له، وترك ذلك الجذع، فصاح الجذع صياح الصبي حنينا إليه صلى الله عليه وآله وسلم، وفي لمسة وفاء، ينزل النبي عليه الصلاة والسلام وعلى آله ويحتضنه ويضمه إليه حتى سكن، ثم قال: "أما والذي نفس محمد بيده لو لم ألتزمه لما زال هكذا إلى يوم القيامة".


موضوعات متعلقة:

العلم الحديث يثبت تأثير القول المعروف

العسكرية الإسلامية .. فنون قتالية بأخلاقيات الإسلام

فيديو قد يعجبك: