إعلان

ما العبرة من الدعاء والتضرع إلى الله؟

05:18 م الأحد 25 فبراير 2018

ما هي العبرة من الدعاء والتضرع الي الله؟

كتب - محمد قادوس:

يعد الدعاء من العبادات العظيمة، والقربات المحببة إلى الله، وهو يعني اللجوء إلى الله عزّ وجل في السراء والضراء، والاستعانة به، والخضوع له، طمعاً في رحمته والخير الذي عنده، وطلباً لتحقيق الحاجات في الدنيا والآخرة، وفيه يجد العبد راحة القلب، وسكينة النفس والجوارح.

وإن الإنسان لا يستغني عن ربه طرفة عين ولا أقل من ذلك، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يردد كثيرا" يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا".

من شروط الدعاء الصحيح شروطٌ على كل شخصٍ أن يتقيد بها كي يكون دعاؤه مستجاباً من عند الله تعالى، فإن أولّها هو دعاء الله تعالى وحده بصدقٍ وإخلاصٍ له تعالى وحده من دون أيٍّ من مخلوقاته، وعلى المسلم أن يدعو بخيرٍ دائماً فلا يدعو بإثمٍ أو قطيعة رحم، وأن يكون قلب المسلم حاضراً عند الدعاء، فحتى لو دعي الله تعالى وحده عليه أن يدعوه بقلبه لا بلسانه أو من أجل الرياء أو غير ذلك، فربما ترى العديدين في هذه الأيام ممّن يجملون دعاءهم بالثناء والحمد؛ بحيث لا يستطيع أحدٌ القيام به غيرهم، ولكن الله لا يستجيب لدعائهم بينما قد يستجيب لدعاء شخصٍ أميٍّ لا يتقن الحمد ولا الثناء، ولكنّه علم عندما دعي الله أنّه لا ملجأ إلّا إليه، وأيقين بقلبه بأنّ الله تعالى معه وأنّه قادرٌ على الاستجابة له.

العبرة من الدعاء الي الله

التوجه بالقلب والقالب إلى الرب الكريم المُجيب سُبحانَه وتعالى ونُحاوِل أن نستقبل القبلة عند الدعاء وأن نكونَ طاهرين، مخلصين لله عز وجل الدعاء والطلب، فالإخلاص والتوحيد لله تعالى هو من أعظم أسباب استجابة الدعاء، فإذا أخلصت التوحيد لله وأقبلت بقبلكَ عليه فاعلم أنّ دعائك سيُستجاب بإذن الله.

الدعاء مع احسان الظنّ بالله، لأن الله عندَ حسن ظن العبد به، واحسان الظنّ بالله هو من الإيمان بأنّهُ جلَّ جلالهُ مقدّرٌ للخير ولا تدعوه بدعاء إلاّ كان مجيباً لكَ ما فيه خيرٌ لك.

حسن الأدب في الدعاء، فنحن ندعو الله سبحانهُ وتعالى، فلتكون طريقة الطلب فيها من الرجاء والخضوع والأدب، ولا يتعدى في الدعاء فندعو بما يُخالف سنن الله الثابتة أو أموراً خارقة، فبالتلطّف والأدب وإحسان الإقبال بالدعاء نعرف أنّ الدعاء مُستجاب بإذن الله.

أكثر من الأعمال الصالحة والتي يكون فيها الإخلاص، فنحن نتذكّر دُعاء الثلاثة نفر الذين أغلقت الصخرة عليهم باب الكهف فسألوا الله بصالح أعمالهم وكانت كُلّها أعمالٌ مليئة بالإخلاص وكانت سبباً في استجابة الله عز وجل لدعائهم.

أطب مطعمك تكن مُستجاب الدعوة، فالمطعم الحلال، والمشرب الحلال والملبس الحلال، والعيشة الحلال، هيَ من أسباب استجابة الدعاء فإذا أقبلت على الله وأنت متطهّر من دنَس الذنوب التي تؤكل وتظهر في حياتك فكن على يقين بأنّ الله سيستجيب دعائك.

وإذا رجعنا إلى المعنى اللغوي للتضرع لوجدناه يدو ر حول الطلب بذل وخضوع واستكانة، ومادة ضرع تدل على لينٍ في الشيء، ومن هذا الباب ضرع الشاة ومن هذا ان مدى الارتباط بين المعنى اللغوي والمعنى الشرعي للتضرع فالتضرع هو دعاء الله وسؤاله بذل وخشوع وإظهار للفقر والمسكنة، وهذا الحالة يحبها ربنا ويرداها، بل أمر عباده بها.

فيديو قد يعجبك: