إعلان

سُنّة قيام اللّيل (1).. آدابٌ وأحكَام

07:16 م الخميس 04 أكتوبر 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- سارة عبد الخالق:

قيام الليل من العبادات التي لها سحر ومذاق وشعور مختلف يشعر بها من يحرص عليها، فهي عبادة تحرم العبد لذة النوم والراحة لتنقله إلى لذة من نوع آخر لذة الخشوع والوقوف بين يدي الله تاركاً كل شيء ليخلو بنفسه مع رب العالمين. يقول الله تعالى في سورة السجدة: { تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ...} (آية – 16).

وصلاة قيام الليل هي سمت السلف الصالح، فكانوا يحرصون على قيام الليل، وقد ذكر عبد الله بن جبرين‎ في كتابه (قيام الليل) متحدثا عن اهتمام السلف الصالح وحرصهم على قيام الليل: "كان أبو سليمان الداراني أحد التابعين يقول: أهل الليل في ليلهم ألذ من أهل اللهو في لهوهم"، مشيرا إلى أنه "يريد بأهل الليل: أهل التهجد الذين يقطعون ليلهم في صلاة، وفي عبادة، وفي تهجد".

وأضاف "لاشك أن صلاة الليل يعتبرونها أفضل من صلاة النهار، وأنها أفضل من التطوع"، موضحا حديث عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال النبي – صلى الله عليه وسلم - : (أفضل الصيام بعد رمضان، شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد المكتوبة، قيام الليل) – يعني التهجد.

وأوضح أن "بعض العلماء يعتبر قيام الليل من أسباب الرزق، ومن أسباب السعة، وما ذاك إلا أن هذه العبادة التي في الليل يتفرغ فيها المصلي، ويقبل على صلاته، ويزداد خشوعه، وخضوعه، ويتواطأ قلبه ولسانه، ولذلك قال الله تعالى: { إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا} (سورة المزمل – آية: 6).

ومن آداب وأحكام قيام الليل:

تحدث محمد بن إبراهيم بن سليمان الرومي في كتابه (قيام الليل) عن آداب وأحكام قيام الليل قائلا: "الأفضل في وقت صلاة الليل‎ الثلث الأخير لأنه وقت نزول الرب جل وعلا، وجاء عن جابر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: (من خاف أن لا يقوم آخر الليل فليوتر أوله، ومن طمع أن يقوم آخره فليوتر آخر الليل فإن صلاة آخر الليل مشهودة وذلك أفضل)، مشيرا إلى "أن من قام أول الليل أو أوسطه فلا مانع من ذلك، وفي كل خير غير أن آخر الليل أفضل لأنه الأمر الذي استقر عليه فعل النبي – صلى الله عليه وسلم – وذهب أكثر أهل العلم إلى أن الوتر من بعد صلاة العشاء، سواء جمعت جمع تقديم مع المغرب، أو أخرت إلى منتصف الليل، وأما قبل صلاة العشاء فلا يصح)".

وأضاف أنه من ضمن الآداب والأحكام أيضا الخاصة بصلاة قيام الليل: "أنه ليس هناك عدد ركعات مخصوص لصلاة قيام الليل، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : (صلاة الليل مثنى مثنى)، مشيرا أيضا إلى أن مسح النوم عن الوجه وذكر الله من آداب قيام الليل، ففي حديث عن ابن عباس- رضي الله عنه - قال: (استيقظ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجعل يمسح النوم عن وجهه بيده ثم قرأ العشر الآيات الخواتيم من سورة آل عمران .....) - صحيح البخاري، ونية قيام الليل من آداب الصلاة كذلك، لحديث أبي الدراء - رضي الله عنه - يبلغ به النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من أتى فراشه وهو ينوي أن يقوم يصلي من الليل فغلبته عيناه حتى أصبح، كتب له ما نوى، وكان نومه صدقة عليه من ربه عز وجل) - أخرجه النسائي".

وأوضح أيضا أن "افتتاح التهجد بركعتين خفيفتين من آداب قيام الليل، لحديث السيدة عائشة - رضي الله عنها - قال: (كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم - إذا قام من الليل ليصلي افتتح صلاته بركعتين خفيفتين) - أخرجه مسلم، بالإضافة إلى الجهر والإسرار في القراءة مثلما كان يفعل النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت السيدة عائشة - رضي الله عنها - أنها سئلت عن قراءة النبي بالليل يجهر أم يسر؟ فقالت: (كل ذلك قد كان يفعل، ربما جهر وربما أسر) - أخرجه أبو داود، وإذا غلب العبد النعاس فيترك الصلاة، قال النبي (ص) -: (إذا نعس أحدكم في الصلاة فليرقد حتى يذهب عنه النوم....) – أخرجه مسلم".

فيديو قد يعجبك: