إعلان

هل نصلي الجمعة إذا جاءت يوم عيد ؟

03:52 م الجمعة 01 سبتمبر 2017

هل نصلي الجمعة إذا جاءت يوم عيد ؟

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث
بقلم - هاني ضوَّه :
 
من رحمة الله بنا أن جعل في ديننا يسر، فقد قال الحبيب سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه فسددوا وقاربوا وأبشروا".
ويأتي علينا أول أيام عيد الأضحى المبارك هذا العام يوم جمعة، وبذلك يكون قد اجتمع لنا عيدين في هذا اليوم "عيد الأضحى" و"عيد الجمعة" وذلك لقول النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله عن يوم الجمعة: "إِنَّ هَذَا يَوْمُ عِيدٍ جَعَلَهُ اللَّهُ لِلْمُسْلِمِينَ".
 
وفي مثل هذا الوضع يثار الجدل ويتسائل كثير من الناس عن حكم صلاة الجمعة إذا وافقت أول أيام العيد، وهذا الأمر فيه خلاف بين العلماء، والخلاف رحمة بالناس.
فالقول الأول فيه أنه إذا جاء العيد يوم الجمعة فإنه يجوز لمن صلى العيد ألا يحضر صلاة الجمعة إذا أراد ذلك، وإنما يصلي الظهر فقط، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم فى ذلك: "قد اجتمع في يومكم هذا عيدان فمن شاء أجزأه من الجمعة وإنا مجمِّعون" رواه أبو داود وغيره، بشرط أن يصلي الظهر بدلًا عنها". 
 
أما القول الثاني وهو الذي أرجحه أن إذا وافق يومُ العيد يومَ جمعة لا تسقط صلاة الجمعة بصلاة العيد، لأن صلاة العيد سنة مؤكدة، بينما صلاة الجمعة فريضة محتمة، والسنة لا تُسقط الفريضة ولا تجزئ عنها، وذلك لقول الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}.
 
والرخصة التي رخصها النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هذه الحالة بترك الجمعة ذلك اليوم إنما جاءت لأهل العوالي الذين بعدت منازلهم عن المسجد النبوي الشريف، ويشق عليهم الذهاب والإياب مرتين للصلاتين، فرخص لهم أن يصلوا الظهر في أحيائهم، وذلك في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: ""قد اجتمع في يومكم هذا عيدان فمن شاء أجزأه من الجمعة وإنا مجمِّعون".
 
وفي عهد النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله حدث أن وافق يومُ العيد يومَ الجمعة، فكان هدي الحبيب سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم فيه أنه صلى الصلاتين، وخطب الخطبتين، ولم يترك الجمعة ولا العيد، وذلك أمر مشهور معروف في كتب السنة والحديث. وهو ما ذهب إليه جماهير فقهاء المسلمين من الحنفية والمالكية والشافعية ورواية عند الحنابلة.
 
وأما قول البعض بسقوط الجمعة وفريضة الظهر معًا بصلاة العيد فلا يُعَوَّل عليه ولا يجوز الأخذ به، ولم يقل به أحد من علماء المسلمين. وإنما الرخصة فقط في ترك الجمعة وليس فريضة الظهر.

فيديو قد يعجبك: