إعلان

تعرف على كيفية التعامل مع المواقف الطارئة أثناء الصلاة

02:00 م الخميس 08 يونيو 2017

تعرف على كيفية التعامل مع المواقف الطارئة أثناء ال

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

بقلم – هاني ضوَّه :

الصلاة هي عماد الدين، والخشوع ميزانها .. فقد قال الله سبحانه وتعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ}، وقال الحبيب سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم: "إِنَّ فِى الصَّلاَةِ شُغْلاً" أي شغل عن الدنيا بمناجاة الله بالتسبيح والذكر والسجود والركوع فيها، لذا يجب على العبد إذا ما وقف أمام ربه في الصلاة ألا ينشغل بفعل أو حركة ليست من أعمال الصلاة إلا على الوجه المباح عند الضرورة فقط.

في بعض الأوقات وأنت تصلى قد يبكي طفلك الصغير، وتضطر إلى حمله، ولا بأس في ذلك في حدود المعقول، فقد ثبت نظيره عن سيد الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، عن أبي قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: صلى ذات يوم وهو حامل أمامة بنت ابنته، فكان إذا سجد وضعها وإذا قام حملها.. والحديث متفق عليه.

وقد تجد أحيانًا وأنت تصلي شخصًا سيمر من أمامك، أو سيقع أمر يؤذيك إذا لم تمنعه أو تدفعه بيديك، أو ربما يؤذي غيره من المصلين، وهنا يجوز أن يدفع ذلك الضرر أثناء الصلاة، فقد أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بدفع المار بين يدي المصلي وقتل الحية والعقرب وغير ذلك.

وكذلك يباح لك وأنت تصلي فعل حركة من أجل مصلحة الصلاة فقد صلى ابن عباس رضي الله عنهما مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقام عن يساره فأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم برأسه من ورائه فجعله عن يمينه. والحديث أيضًا متفق عليه.

بل ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه: فتح الباب لأم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها وهو يصلي كما رواه الإمامان أحمد والترمذي.

ويباح كذلك للضرورة أن تنبه من حولك أثناء الصلاة بالتسبيح أو التكبير في موضعه أو تضرب بيدك على فخذك إذا ما رأيت خطرًا يجب التنبيه عليه كحريق أو أذى قد يقع، ويؤيده ما في "الصحيحين" وغيرهما عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من نابه شيء في صلاته فليسبح"، وقوله: (شيء) نكرة في سياق الشرط؛ فتعم كل شيء، وكذلك في حديث معاوية بن الحكم السُّلَمِي عند الإمام مسلم، أنه تكلم في الصلاة؛ فجعلوا يضربون بأَيْدِيهِمْ على أفخاذِهم ليسكت، ولم ينكره النبي صلى الله عليه وآله وسلم عليهم.

لكن يجب أن تنتبه إلى أن كل هذه الأفعال المباحة يجب أن تكون بسبب إضطراري وليس عبثًا أو تساهلًا، لأن الفقهاء اتفقوا على أن الحركة الكثيرة المتوالية بغير ضرورة تبطل الصلاة، فهذا ابن قدامة يقول: "لا بأس بالعمل اليسير في الصلاة للحاجة". 

ولتلك الأفعال كلها ضوابط يجب أن يلتزم المصلي بها وإلا بطلت صلاته. فكما يقول الإمام النووي رحمه الله في كتابه "المجموع": فمختصر ما قال أصحابنا: أن الفعل الذي ليس من جنس الصلاة إن كان كثيرًا أبطلها بلا خلاف، وإن كان قليلًا لم يبطلها بلا خلاف، هذا هو الضابط. وقال أصحابنا: والفعل القليل الذي لا يبطل الصلاة مكروه إلا في مواضع:

أحدها: أن يفعله ناسيا.

الثاني: أن يفعله لحاجة مقصودة.

الثالث: أن يكون مندوبًا إليه كقتل الحية أو العقرب ونحوها، وكدفع المار بين يديه والصائل عليه".

وأما إن كانت الحَرَكَةُ أو الفعل لغير مصلحة اضطرارية، فمكروهة أو محرمة، وقد اتفق الفقهاء على أن الحركة الكثيرة المتوالية تُبطِل الصلاة؛ فعن جابر بن سَمُرَةَ قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "ما لي أراكم رافعي أيديكُم كأنها أذناب خيل شُمْسٍ! اسكنوا في الصلاة".

فيديو قد يعجبك: