إعلان

أكل الفسيخ "حلال" ولا "حرام"

08:31 م الإثنين 09 أبريل 2018

أكل الفسيخ "حلال" ولا "حرام"

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

بقلم - هاني ضوه :

نائب مستشار مفتي الجمهورية

مع قدوم أعياد الربيع كل عام والاحتفال بشم النسيم، دائمًا ما يتجدد الجدل الذي يثيره التيار السلفي حول مدى جواز أكل "الفسيخ" وغيره من الأسماك المملحة، على الرغم من أن هذه المسألة هي من الأمور الفقهية المختلف فيها، فإن أصحاب هذا الفكر يسعون دائمًا إلى إقصاء أي رأي مخالف لرأيهم.

ولكي نفهم المسألة علينا أولًا أن نفهم لماذا يحرم بعض العلماء أكل "الفسيخ" .. فقد أرجعوا ذلك إلى أن الفسيخ - غالباً - لا يستخرج ما في بطنه عند تصنيعه، إضافة إلى أنه بعد تخليل السمك يخرج منه سوائل، واختلفوا في كون ما يخرج بعد تمليحه هل هو دم أم لا؟ وإذا كان دمًا فهل هو طاهر أم نجس؟ لأنه من المعلوم أم الدم نجس.

من هنا جاء الخلاف، ولكن فقهاء المذاهب الأربعة لم يحرموا أكل الصغير من "الفسيخ" واعتبروه طاهرًا، لأنه معفو عما في بطنه لعسر تنقيته مما فيه.

أما الفسيخ الكبير فهناك للفقهاء رأيين نظرًا لأسباب الخلاف التي ذكرتها في بداية المقال:

الرأي الأول:

اعتبر أن الفسيخ الكبير طاهر، لأن الحديث الشريف الوارد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أكد أن الأسماك طاهرة وكذلك ميتتها، فقال صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله عن البحر: "هو الطهور ماءه الحل ميتته". وكذلك ما في جوف السمك فهو طاهر وما يسيل منه الأصل فيه الطهارة.

وهذا الرأي قال به فقهاء المذهب الحنفي والحنبلي وبعض المالكية، وجماعة كبيرة من العلماء والفقهاء المعاصرين خاصة في مصر.

أما الرأي الثاني:

فيعتبرون أن "الفسيخ" نجس نظرًا لما يخرج منه من دم يختلط به، وكذلك لنجاسه ما في جوف الأسماك، وهذا القول يقول به السادة الشافعية خلافًا للإمام السيوطي الذي أجازه، وجمهور المالكية أيضًا يحرمونه.

والفتوى في دار الإفتاء المصرية استقرت على أن أكل "الفسيخ" جائز شرعًا، ما لم يترتب على أكله ضرر للإنسان.

وفي النهاية .. هذه المسألة كما قلت في بداية المقال هي من مسائل الفقه الخلافية، والقاعدة الأصولية تقول: "إنما ينكر المتفق عليه، ولا ينكر المختلف فيه"، وبالتالي فلا يحق لمن يتبع رأيًا من الآراء في هذه المسألة أن ينكر على من يتبع الرأي الآخر، فمن لا يرى جواز أكل "الفسيخ" لا يحق له أن ينكر على من يرى جواز أكل، والعكس.

أما عن نفسي .. فالخروج من الخلاف أولى، وفي "الرنجة" متسع للجميع.

فيديو قد يعجبك: