إعلان

هل يجوز إنشاء صندوق زكاة للإنفاق على الأمهات البديلات بدور الأيتام؟

03:14 م الخميس 20 نوفمبر 2014

تجيب لجنة الفتوى بدار الإفتاء المصرية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

تجيب لجنة الفتوى بدار الإفتاء المصرية :

يجوز شرعًا إنشاء صندوقٍ للإنفاق على تعليم الأمهات البديلات وتدريبهن داخل دور الأيتام حتى ولو لم يكن في ذلك تمليك الزكاة لمستحقيها من الأيتام ونحوهم؛ لأنها تؤول في النهاية إلى القيام برعايتهم وحسن تربيتهم وتدبير مصالحهم.

وللزكاة مصارفها التي حددها الله تعالى في كتابه الكريم بقوله سبحانه: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}.. [التوبة : 60]، والذي عليه التحقيق والفتوى أن مصرف (سبيل الله) يختص بالعلم والجهاد؛ لأن الجهاد يكون باللسان كما يكون بالسنان، كما قال تعالى في القرآن الكريم: {فَلاَ تُطِعِ الكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا}.. [الفرقان : 52].

ومع أن جمهور الفقهاء يشترطون تمليك الزكاة لمن يُعطاها من مستحقيها إلا أنه يمكن عند الحاجة الأخذ بقول من أجاز من الفقهاء إنفاق مصرف (في سبيل الله) في جميع وجوه البر والخير سواء أكان هذا الصرف على وجه التمليك أم لا:

ففي تفسير الإمام الفخر الرازى عند تفسير مصرف (وفي سبيل الله) ما نصه: [واعلم أن ظاهر اللفظ في قوله (وفي سبيل الله) لا يوجب القصر على كل الغزاة؛ فلهذا المعنى نقل القفال في تفسيره عن بعض الفقهاء أنهم أجازوا صرف الصدقات إلى جميع وجوه الخير..؛ لأن قوله (وفي سبيل الله) عام فى الكل] اهـ.

وقال الإمام الكاساني الحنفي في (بدائع الصنائع): [وأما قوله تعالى: {وفي سبيل الله} فعبارة عن جميع القُرَب؛ فيدخل فيه كل مَن سعى في طاعة الله وسبيل الخيرات إذا كان محتاجًا] اهـ.

والأمهات البديلات هُنّ اللائي يُستَأْجَرْنَ لرعاية الأيتام أو اللقطاء أو غيرهم من الأطفال الذين لا راعي لهم من أب أو أم، ومما لا شك فيه أنه يجوز الإنفاق على هؤلاء من الزكاة في رعايتهم والقيام بكفايتهم وسد حاجاتهم ومتطلبات معيشتهم طالما أنهم من الفقراء والمساكين، ومن صميم رعايتهم وسد حاجتهم توفير الأمهات البديلات وتدريبهن وتعليمهن بما يعود على هؤلاء المحتاجين بتمام الرعاية وكمال التربية وحسن التوجيه، حيث إن ذلك من آكد مظاهر رعايتهم وتربيتهم وتنشئتهم وكفايتهم، فجاز لذلك الإنفاق على تعليمهن وتدريبهن من الزكاة؛ وصولاً بذلك إلى رعاية الأيتام ونحوهم.

فيديو قد يعجبك: