إعلان

بالصور: "المسجد الأحمر".. من مسجد إلى نادى ليلى.. إلى أين المستقر؟

09:00 ص الخميس 16 مارس 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - سماح محمد:

في القرن الثامن عشر وتحديدًا عام 1779 انشاء الأمير الألماني كارل ثيودور فى قصره الصيفي حديقة تركيّة وجعل فيها مسجدًا، ما يزال حتى اليوم من أجمل مساجد ألمانيا!.

ويعد المسجد الأحمر هو الأقدم فى المانيا وأيضا أفخم وأثمن الآثار الموجودة في حديقة القصر والذى قام بتصميمه مهندس فرنسي يدعى “نيكولاس دي بيجاجي” وغلب عليه الطراز العثماني مختلطًا بالطراز الكلاسيكي الأوروبي، فحينما بدأت أعمال البناء في المسجد الأحمر في حديقة القصر في مدينة شفتسينجن، لم يكن تعداد المُسلمين في ألمانيا أكثر من 1000 مُسلم غالبًا، منهم من دخلوا ألمانيا كأسرى حرب.

كما أن لهذا المسجد العديد من الأساطير القديمة ومنها أسطورة تقول إن الأمير كارل وقع في عشق أميرة شرقية، وقد بنى لها هذا المسجد كي يكون معبدًا لها، وتحكى أسطورة أخرى بأنه قد تزوّجها وأسلم على يديها وبناهُ إكرامًا لها.

يفتقد تصميم هذا المسجد إلى أبرز ما قد يميّز أي مسجد في العالم الإسلامي، فبدلًا من وجود محرابٍ واضحٍ باتجاه مكّة، هناك أكثر من واحدٍ، وكل منها في اتجاه مختلف، كما أن المبنى ليس فيه أي منبر ليصعد عليه الخطيب في يوم الجُمعة مثلًا، وبدلًا من الآيات القرآنية التي تزيّن الجدران في كُل مسجد، يجد الزائر عددًا من الحِكم الشعبية على الجدران بالعربية مع ترجمتها بالألمانية والتى تظهر بها أخطاء إملائية فادحة تدل على ان القائمين على التصميم والبناء كانوا لا يعرفون العربية وليس لهم علاقة بالدين الإسلامى.

والجدير بالذكر أن المبنى لم يُستخدم كمسجد إلا في فترات نادرة ومتقطعة، وبحسب الوثائق فإن أول من صلّى فيه كان من المغاربة الذين أسروا في الحرب الفرنسية الألمانية عام 1871، وبعد الحرب العالمية الثانية وفي ستينات القرن الماضي تحديدًا، قدم آلاف العُمال والطلبة المُسلمين إلى ألمانيا، وطالبوا بأماكن للصلاة أيام العيد، ولم يكن حينها في ألمانيا مساجد، فسُمح لهم بإقامة صلاة عيد الأضحى في المسجد بتاريخ 20 مايو 1961، وقد تكرر ذلك لاحقًا في فترات قليلة، كما أن الملك الأردني الحسين بن طلال قام بزيارة المسجد عام 1962 وأعجب به.

وكثيرًا ما استخدم المبنى لأغراض أخرى مثل استخدم الأمريكان له بعد انتصارهم على الألمان في الحرب العالمية الثانية كنادٍ ليلي يقيمون فيه حفلات موسيقية، هذا غير أن الألمان أنفسهم أستخدموه لإحياء بعض حفلات الأوبرا، وقد استخدم سابقًا في مطلع القرن التاسع عشر في حفلات الأزياء.

ومع كل هذه الأحداث التى لا يوجد بينها أى رابط سوى المكان يعد هذا المسجد من أقدم المبانى الأثرية فى ألمانيا والتى أحتفظت بجماله ورقى ذوقه شاهد على اختلافات لا يمكن ان تجتمع فى مكان واحدا إلا لرفعة مكانته وقيمته.


موضوعات متعلقة:

بالصور.. قصة المسجد الذي شيّد قبل 100 عام

بالصور والفيديو: مسجد سارينا زاميجا بمقدونيا.. ابداع عثمانى شهد عليه التاريخ

بالفيديو والصور: قصة أول مسجد بناه العثمانيون باسطنبول بعد فتح القسطنطينية

فيديو قد يعجبك: