إعلان

دير الآباء الدومنيكان .. مكتبته تضم 125 ألف كتاب إسلامي وأغلب رواده أزهريين ومسلمين

03:27 م الإثنين 10 أبريل 2017

إعداد – هاني ضوَّه :

التجربة المصرية في التعايش والمواطنية والامتزاج بين جميع المصريين بمختلف معتقادتهم وطوائفهم تدعو إلى الدهشة، وهي سر تماسكهم منذ مئات السنين ليكونوا نسيجًا واحدًا مترابط لا يؤثر عليه شئ.

ومن صور هذا التمازج والإندماج صورة مشرفة قدمتها مكتبة "دير الآباء الدومنيكان" بالقاهرة، والتي تعد ملاذًا لعدد كبير من الأزهريين والباحثين الإسلاميين، حيث تضم المكتبة عددًا كبيرًا جدًا من كتب التراث الإسلامي المهمة في نفس الوقت، فضلًا عن المخطوطات النادرة، والتي تعد من أبرز المكتبات المتخصصة في الإسلاميات في العالم.

تضم مكتبة "دير الآباء الدومنيكان" ثروة كبيرة من الكتب تزداد، حيث تضم أكثر من 150 ألف كتاب، وما يزيد عن 800 عنوان لمجلة دورية، وأكثر من 95 ألف عمل فى مجال الدراسات الإسلامية والمسيحية ما بين أمهات كتب ودراسات وكتب وفصل. وهناك حوالى 1500 من النشرات الدورية بعضها توقف صدوره.

كما تحتوي المكتبة على أكثر 20 ألف نص من التراث العربي الإسلامي، وكذلك دراسات باللغات العربية والأجنبية وكثير من رسائل الدكتوراه.

وتهدف هذه الثروة الكبيرة من الكتب إلى تغطية كل المجالات في الدراسات الإسلامية خاصة خلال القرون الهجرية العشر الأولى في علوم مختلفة مثل: اللغة العربية وعلومها، والتفاسير والعلوم القرآنية، وعلوم الحديث، والسيرة النبوية، والفقه الإسلامي بمختلف مذاهبه، وعلم الكلام والشريعة والتاريخ الإسلامي والفلسفة الإسلامية والتصوف وتاريخ العلوم. 

وبعد أم ضاقت المكتبة بمقتنياتها، تم إنشاء مكتبة جديدة افتتحت في أكتوبر عام 2002 عقب تجديد مبناها، وشارك في الافتتاح وزير الأوقاف المصرية حينها وبطريرك الكرازة المرقسية في مصر، وحضر خصيصا من روما الكاردينال موسى داؤد رئيس مجمع الكنائس الشرقية في الفاتيكان.

وفي عام 2013 شرع المعهد الدراسات الشرقية بالدير في برنامج بحوث بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي، يهدف إلى وضع 200 مؤلف من التراث الإسلامي الكلاسيكي، في داخل سياقهم لمساعدة الطلاب الباحثين على قراءتهم في شكل أدق.

توجد المكتبة بدير الآباء الدومنيكان، شارع مصنع الطرابيش رقم 1 أمام الجامعة العمالية (محطة مترو الجيش)، حيث تفتح أبوابها للزوار أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس والجمعة من الساعة 9 ص إلى الساعة 5 م، حيث يزورها الطلبة والباحثين.

ويعود تاريخ تأسيس دير الآباء الدومنيكان إلى عام ١٩٢٨ على يد الأب أنطونين جوسان (١٨٧١‒١٩٦٢) وكان الهدف آنذاك أن يكون الدير امتدادًا لمدرسة القدس للكتاب المقدس لدراسة الآثار المصريّة في ضوء الدراسات الكتابيّة.

ولسوء الحظّ وقفتْ الأحداث العالميّة آنذاك عائقًا في وجه المشروع حتّى جاء عام ١٩٣٧ وجاء معه ثلاثة رهبان دومنيكان قرّروا تكريس حياتهم لدراسة الإسلام وبدتْ القاهرة من وجهة نظرهم مقرًّا نموذجيًّا فهنا جامعة الأزهر الشريف ناهيك عن المكانة المتميّزة للثقافة المصريّة وسط كلّ العرب.

وكان أن التقتْ رغبة هؤلاء الثلاثة جورج قنواتيّ وجاك جومييه وسرج دي بوركي مع دعوة الفاتيكان لأتباعه بأخذ الإسلام على محمل الجدّ بعيدًا عن أيّ أهداف تنصيريّة وإنّما من أجل فهمٍ أفضل للإسلام وتقدير أبعاده الدينيّة والروحيّة. 

وما لبث هؤلاء الثلاثة أن بدؤوا عملهم عقب نهاية الحرب العالميّة الثانيّة في مطلع خمسينيّات القرن العشرين وفي يوم ٧ مارس ١٩٥٣ تمّ تأسيس معهد الآباء الدومنيكان للدراسات الشرقيّة (IDEO) والّذي صار اليوم معهدًا عالميًّا متخصّصًا في الدراسات التراثيّة العربيّة والإسلاميّة.

فيديو قد يعجبك: