إعلان

"لون الإيمان" .. حين تتسامح الأديان بالألوان

05:02 م الإثنين 26 سبتمبر 2016

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

بقلم – هاني ضوَّه :

"لون الإيمان" .. محاولة من الفنان الأميركي من أصل كولومبي "يازماني أربوليدا" لينشر روح المحبة والسلام بين أتباع الأديان في كينيا، حيث بدأ مشروعًا فنيًا استهدف فيه طلاء دور العبادة في عدة مدن كينية بلون أصفر زاهي لتظهر به المساجد والكنائس والمعابد اليهودية والهندوسية بلون أصفر موحد يرمز إلى الوحدة والسلام والتسامح بين جميع الأديان، ولمحاربة التطرف والتشدد الذي انتشر في المجتمع الكيني والعالم بشكل عام.

وبالفعل تحمس لها الكثير من النشطاء في مجال السلام ورجال الدين، وبدأوا في عقد الاجتماعات على مدار ثلاثة أشهر مع الزعماء الدينيين والشباب، حيث استهدفوا طلائ أربعة عشر دارًا للعبادة لتتحول مبانيها إلى لوحة فنية صفراء.

كما استخدمت وسائل التواصل الاجتماعي –فيس بوك، تويتر، انستجرام- لتكون منصة للدعوة إلى المشاركة في هذا المشروع، حيث يمكن لأي أشخاص مهتمين أن يتبادلوا وجهات النظر والأفكار وينسقوا فيما بينهم في تنفيذ هذه الأفكار، وأطلقوا هاش تاج #ColourinFaith ، والذي احتل لأكثر مرتين مركزًا بين الخمسة الأوائل الأكثر بحثًا ومناقسة في كينيا خلال شهر سبتمبر.

وشارك في المشروع مالا يقل عن 70 متطوعًا من مختلف الديانات عملوا وتعاونوا سويًا، حيث بدأوا بطلاء مسجد جدة كامبي، ثم تلاها مبنة أبرشية A-C-K Holy Trinity المسيحية، ثم معبد Baps Swaminarayan الهندوسي، وكنيسة Jesus Is the Key of Life ، وغيرهم، كل هذا وسط بعض العراقيل التي تعرضوا لها بسبب بعض المتشددين وكذلك فتور حماس بعض المسؤولين أو خوفهم من انتقادات مجتمعية.

مع ذلك فقد كانت مشاركة المتطوعين من الديانات المختلفة فرصة حقيقية للتقارب والتعارف والتسامح ومد جسور التعاون فيما بينهم بدلًا من خلق حالة من الاحتقان بين أبناء الوطن الواحد.

وفي شهر سبتمبر تم إقامة معرض فني في نيروبي ضم صورًا ورسمومًا للمباني الدينية التي طليت باللون الأصفر، وصورًا للمتطوعين من مختلف الأديان وهم يقومون بعملية الطلاء في مشهد بديع يشع بالسلام ويدل على الوحدة.

ما أشد حاجتنا إلى مثل هذه المشروعات وأمثالها من المبادرات التي تخاطب إنسانيتنا وتنشر المحبة والتسامح والسلام فيما بين البشر جميعًا، فقد خلقنا مختلفين في العقيدة واللون والجنس والفكر وهذه سنة الكون التي خلقنا الله بها، وأوضح لنا أن الاختلاف لا يجب أن يكون أبدًا سببًا للنفور والبعد والإقصاء، ولكن هو أدعى للتقارب والتعارف من أجل التعاون سويًا لعمارة الكون، يقول تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}.

نحتاج إلى أفكار إبداعية جديدة تقرب وتجمع أتباع الأديان وأن تتبناها مؤسسات كبيرة وتطورها من أجل خلق حوار جاد بين أتباع الأديان المختلفة، مثل "كايسيد" مركز الملك عبدالله للحوار بين الأديان، الذي يبذل الكثير من المجهودات من أجل نشر التسامح والتقارب بين أتباع الديانات المختلفة، وكل هذا من شأنه أن يكون حصنًا منيعًا أمام موجات التطرف والتشدد والإرهاب التي تنحت وتأكل في شواطئ السلام والمحبة بين البشر.

فيديو قد يعجبك: