إعلان

تأهيل المقبلين على الزواج .. دار الإفتاء تسبق الجميع بعامين

04:25 م السبت 11 فبراير 2017

تأهيل المقبلين على الزواج .. دار الإفتاء تسبق الجم

إعداد - سماح محمد :

موجة كبيرة من التصريحات الرنانة صاحبت أزمة "الطلاق الشفوي" من كافة المؤسسات والهيئات المعنية، ولكن قلائل هم من كانوا يعملون قبل أن يطلقوا التصريحات، ويسعون لحل مشكلات الأسرة المصرية من جذورها لتنشأ على أعمدة قوية ودعائم صامدة تواجه أمواج الحياة.

وهكذا كانت دار الإفتاء المصرية التي بدأت ليس اليوم بل قبل عامين "دورات تأهيلية للمقبلين على الزواج"، حيث عقدت حتى الآن ومنذ أواخر عام 2014 ثلاث دورات لتأهيل الشباب والشابات المقبلين على الزواج وتزويدهم بالخبرات والمهارات التي يستطيعون بها تأسيس بيت قوامه المودة والرحمة والحب، ويواجهون بذلك مصاعب الحياة التي قد تجعل من البيوت كيانًا هشًا إذا لم يكن ساكنوه لديهم القدرة على مواجهة مشكلات الحياة الزوجية، فضلًا عن أن الدار ستبدأ غدًا الدورة الرابعة لها في هذا المجال.

ماذا يتم في البرنامج؟

سعت دار الإفتاء من خلال برامج تأهيلها للمقبلين على الزواج أن تقدم للمتدربين معارف وخبرات تساعدهم في كافة أمور حياتهم الزوجية، فاهتمت بتعريفهم ببعض الأحكام الشرعية مثل: أسس اختيار الزوج والزوجة، وبعد الأحكام والأمور والمعاملات المتعلقة بفترة الخطوبة، ومعنى عقد الزواج وما يترتب عليه من حقوق، وآثار عقد الزواج والتزاماته، وتنظيم الإنجاب.

وبالنسبة للإرشاد النفسي والاجتماعي فعملت الدار على تهيئة الزوجين للحياة الزوجية، وتدريبهم على حل الإشكالات الزوجية، وتدريبهم على التعامل مع ضغوط الحياة الزوجية.

أما الإرشاد الطبي والصحة الإنجابية، فقدمت الدار من خلال تدريباتها نصائح عامة للمقبلين على الزواج، وبينت لهم الاضطرابات التي تحدث بعد الزواج، وقدمت نصائح متعلقة بالإنجاب وسبل تنظيمه.

وحرصت الدار في دوراتها أن يقدمها عدد من المتخصصين في كافة المجالات فاستعانت بكبار الخبراء والأساتذة في مجالات متعددة من علماء الشريعة وعلماء النفس وعلماء الاجتماع وأساتذة الطب، وخبراء التنمية البشرية.

البداية

البداية كانت في شهر نوفمبر 2014 حيث أعلنت دار الإفتاء المصرية عن إطلاق أولى برامجها التدريبية لتأهيل المقبلين على الزواج، والتي تهدف إلى تدعيم الشباب بالمعارف والخبرات والمهارات اللازمة لتكوين حياة زوجية وأسرية ناجحة، وللحد من ظاهرة الطلاق المنتشرة بين الشباب في السنوات الأولى من الزواج.

وقد شارك في البرنامج الأول (62) متدرب ومتدربة، غالبهم من طبقة الشباب التي يتراوح أعمارهم ما بين (22-35) عاما.

وحينها صرح الدكتور عمرو الورداني- مدير إدارة التدريب بدار الإفتاء والمشرف على الدورة- أن أمر الزواج من أهم وأخطر الأمور الشرعية؛ لخطورة ما يترتب عليه من آثار على كلا الطرفين، الزوج والزوجة، وعلى جميع المحيطين بهم، وعلى المجتمع من بعد ذلك، مؤكدا أن خطورته تظهر فى أن الزواج هو الرافد الشرعى الوحيد لإخراج جيل من الأبناء الذين يكونون امتدادا للأجيال السابقة فيما بعد.

وقال د. الورداني أن خبرة دار الإفتاء المصرية على مدار أكثر من مائة عام من القيام بمهمة الإفتاء الشرعى، تؤهلها للوقوف على أهم أسباب تقوية الروابط الأسرية وأهم أسباب انفصامها.

أشار "الوردانى" إلى أن أهمية البرنامج هي الوقوف على أسباب ودوافع ما ابتلى به المجتمع من كثرة وقوع الطلاق بين طبقة الشباب لأسباب تعود فى أغلبها إلى قلة المعرفة وعدم التأهيل المناسب، وما ترتب على ذلك من تزايد حالات الطلاق بشكل يهدد استقرار الأسر المصرية، وذلك نتيجة لانتشار الأفكار والمفاهيم المغلوطة والمنحرفة المفسدة للزواج والأسرة؛ خاصة مع انتشار التيارات المتشددة وانتشار أفكارها عبر وسائل الإعلام المختلفة، ما جعل كثيرا من الأحكام الشرعية والقيم الأخلاقية مشوشا عليه بسبب ما تقوم به تلك التيارات من ضجيج وتشغيب.

وفي ختام البرنامج التدريبي الأول الذي استمر قرابة الشهرين أكد فضيلة الأستاذ الدكتور شوقي علام- مفتي الجمهورية- خلال احتفال حفل تخريج الدفعة الأولى من المتدربين على أن كل ما تم تدريسه في الدورة التدريبية من علوم نفسية وسلوكية واجتماعية إنما هي من أساس الشريعة الإسلامية، لأن تحقيق المصلحة هو مدار الشريعة، وأينما وجدت المصلحة فثم شرع الله.

وأشار فضيلة المفتي إلى أهمية ترجمة المعلومات والمعارف التي تم تدريسها في الدورة إلى سلوكيات وممارسات واقعية تحقق الرحمة والمودة والسكن بين الزوجين، وأهمية أن يتم عقد لقاءات في دار الإفتاء بشكل دوري للمتدربين لبحث المشكلات وتبادل الخبرات وتحقيق التواصل والتراحم.

البرنامج الثاني

بعد النجاح الكبير الذي حققته الدار في البرنامج الأول أطلقت في 16 من أبريل 2015 برنامجها الثاني والذي استمر لمدة شهر ونصف، وذلك بمشاركة ما يقرب من 40 شابًا وفتاة.

البرنامج الثالث

خبرات متراكمة أصبحت لدى دار الإفتاء بعد دورتين عقدتهما لتأهيل المقبلين على الزواج حيث قامت بتطوير برامجها التدريبية، لتعلن عن برنامجها الثالث في 11 ديسمبر 2015 والذي استمر حتى 13 يناير 2016، وشارك 58 من الشباب الذي يتراوح أعمارهم ما بين (22-35) عاما، وكان ضمن المشاركين ثلاث من خارج مصر، اثنان من ليبيا وواحدة من فلسطين.

وقد تفاعلوا مع أنشطة البرنامج تفاعلا جادًا مثمرًا؛ حيث تنوعت هذه الأنشطة لتتوافق مع الأنماط الشخصية للمتدربين، كما تم تخصيص ساعة قبل موعد بدء المحاضرات ليتم فيها مناقشة موضوعات البرنامج، والتدريب على موضوعات الاستبيانات الممهدة لموضوعات البرنامج.

وغدًا .. البرنامج الرابع

ومع تنامي الأصوات التي تنادي بضرورة تحصين الأسرة المصرية من التفكك والوصول للطلاق، وفي الوقت الذي كان البعض لا يزال يطلق التصريحات والنوايا دون عمل.. كانت دار الإفتاء تسبقهم عمليًا بعامين .. حيث استكملت دار الإفتاء المصرية مجهوداتها في هذا المجال فأعلنت عن برنامجها التدريبي الرابع الذي يبدأ غدًا الأحد 12 فبراير 2017، والذي يستمر لمدة ستة أسابيع بما يعادل 24 ساعة تدريبية بمعدل ساعتان في اليوم، على مدار يومين في الاسبوع بدءً من الساعة 5 مساء.

وأوضحت الدار أن المتوقع من المتدرب في نهاية البرنامج أن يكون قادراً على إدراك الحقوق والواجبات الشرعية المشتركة بين الزوجين، فهم طبيعة كل طرف من الناحية النفسية والاجتماعية والثقافية، والإلمام بالمهارات والخبرات اللازمة للحياة الزوجية، والتعامل مع المشكلات المسببة لفشل الزواج.

وأوضحت الدار أن المستهدفين من البرنامج الشباب المقبلين على الزواج، أو المتزوجين، الراغبين في اكتساب بعض المهارات الخاصة بتحقيق السعادة الزوجية وفق الرؤية الشرعية والنفسية والاجتماعية الصحيحة.

فيديو قد يعجبك: