إعلان

إلغاء النقود الورقية.. "كله بالموبيل حتى لو هتشتري لبان" في هذه الدولة

04:45 م الأحد 21 أكتوبر 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث
كتبت- فاطمة خالد:
رغم أنها تعاني من اقتصاد ضعيف بفعل الحروب الأهلية والمجاعة، وفي ظل ارتفاع معدلات الفقر والبطالة وسوء البنية التحتية، ورغم عدم حصولها على اعتراف دولي، إلا أنها استطاعت أن تستغني عن النقود الورقية في تعاملاتها المالية.
أرض الصومال أو "صوماليلاند" التي انشقت عن جمهورية الصومال، وأعلنت استقلالها في عام 1991 وتقع شمال البلاد، لجأت إلى أنظمة التحويلات المالية عبر الهاتف المحمول، بعد أن استطاعت أن تكون أول مجتمع بلا نقود ورقية في العالم، لأسباب عدة منها أن قيمة الشلن، العملة الرسمية، مستمرة في الانخفاض بشكل متزايد، إذ وصل سعر الدولار الأمريكي إلى نحو تسعة آلاف شلن، وزاد سعر صرف الدولار بمقدار الضعف على مدار السنوات القليلة الماضية.
وتعتبر أرض الصومال تربة خصبة لانتشار أنظمة الدفع الرقمي التي لا تخضع لضوابط أو قواعد تنظيمية، وتخطو أولى خطواتها نحو بناء أول مجتمع خال من النقود وفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية "BBC"، فإذا أردت شراء أي شيء هناك، لن تبتاع بالنقود، كل ما تحتاجه هو الضغط على زر هاتفك لتحويل النقود الإلكترونية للبائع.
وحققت أنظمة التحويلات المالية عبر الهاتف انتشارًا واسعًا في أرض الصومال، وسرعان ما أصبحت طريقة السداد الأكثر استخدامًا في البلاد، سواء في الأكشاك المنتشرة على جانبي الطرق، أو في متاجر البيع بالتجزئة في العاصمة هرقيسا.
ويرجع تجنب سكان أرض الصومال استخدام النقود إلى أسباب عديدة، منها أن قيمة الشلن، كما أنه واجه بدايات غير مستقرة. فبعد إصداره في عام 1994، كعملة رسمية للبلاد، أُنفقت مبالغ كبيرة بالعملة المحلية على شراء الأسلحة وتمويل الحرب الأهلية التي تخوضها المنطقة في مواجهة الجماعات المسلحة، ثم طبعت الدولة المزيد من الأوراق النقدية، بناء على طلب المسؤولين، لدعم الطموحات السياسية في الجمهورية المنفصلة، ما أدى إلى تدهور قيمة الشلن عامًا بعد الآخر.
ورغم أن الأوراق النقدية من فئة 500 و1000 شلن هي الأكثر انتشارًا في أرض الصومال، فإن شراء القليل من سلع البقالة سيكلفك الكثير من الأوراق النقدية، في حين تتطلب عملية الشراء المتوسطة حقيبة مليئة بالنقود.
وكشف بحث أجري في عام 2016 أن 88 % من الصوماليين الأكبر من 16 عاما يمتلكون شريحة هاتف محمول واحدة على الأقل، ويستخدم 81 %من سكان المدن و62 % من سكان المناطق القروية في أرض الصومال خدمات التحويلات المالية عبر الهاتف.

فيديو قد يعجبك: