"كله بيرقص".. ما حكاية طاعون الرقص الذي انتشر في فرنسا قديما؟

كتبت: رويدا أشرف

قبل أكثر من 500 عام وفي شهر يوليو عام 1518، سيطر طاعون الرقص وهي حالة من هوس الرقص وقعت في مدينة ستراسبورغ الفرنسية لأيام دون راحة، وعلى مدار شهر، أصيب بعضهم بالانهيار وتوفى آخرون بالنوبات القلبية والصدمة أو الإرهاق.

استمر الهوس لمدة شهرين تقريبًا قبل أن ينتهي بشكل غامض كما بدأ، وفقًا لما جاء بموقع "Britannica".

في يوليو 1518، نزلت امرأة إلى الشارع وبدأت في الرقص، بدت غير قادرة على التوقف، وظلت ترقص حتى انهارت من الإرهاق.

بعد الراحة، استأنفت نشاطها المحموم القهري، استمرت على هذا النحو لعدة أيام، وفي غضون أسبوع أصيب أكثر من 30 شخصًا آخر بالمثل.

استمروا في تجاوز نقطة الإصابة، وشعرت سلطات المدينة بالقلق من العدد المتزايد باستمرار للراقصين.

افترض القادة المدنيون والدينيون أن المزيد من الرقص هو الحل، ولذلك رتبوا قاعات النقابات للراقصين للتجمع، والموسيقيين لمرافقة الرقص، والراقصين المحترفين لمساعدة المنكوبين على مواصلة الرقص.

أدى هذا إلى تفاقم العدوى، واستهلك إجبار الرقص في النهاية ما يصل إلى 400 شخص، ومات عدد منهم من مجهوداتهم، وفي أوائل سبتمبر بدأ الهوس في الانحسار.

كان حدث عام 1518 هو الأكثر توثيقًا بشكل شامل وربما الأخير من بين العديد من الفاشيات المماثلة في أوروبا، والتي حدثت بشكل كبير بين القرنين العاشر والسادس عشر.

أشهرها حدث عام 1374؛ انتشر هذا الانفجار البركاني إلى عدة مدن على طول نهر الراين.

تضمنت التفسيرات المعاصرة للطاعون الراقص الاستحواذ الشيطاني والدم المحموم.

اقترح المحققون في القرن العشرين أن المصاب ربما تناول الخبز المصنوع من دقيق الجاودار الملوث بمرض الشقران الفطري المعروف بإحداث تشنجات.

وافترض عالم الاجتماع الأمريكي روبرت بارثولوميو أن الراقصين كانوا من أتباع الطوائف الهرطقية، يرقصون لجذب النعمة الإلهية.

كانت النظرية الأكثر قبولًا على نطاق واسع هي نظرية المؤرخ الطبي الأمريكي جون والر، الذي أوضح في عدة أوراق أسبابه للاعتقاد بأن الطاعون الراقص كان شكلاً من أشكال الاضطراب النفسي الجماعي.

تحدث مثل هذه الفاشيات في ظل ظروف من الإجهاد الشديد وتتخذ بشكل عام بناءً على مخاوف محلية.

لمتابعه كل ما يخص علاقات الرجل والمرأة والمنوعات.. اضغط هنا