إعلان

ماركوس شيفر: الأم روسيا تقود سيارة مرسيدس

03:51 م الثلاثاء 20 يونيو 2017

مرسيدس E180

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

موسكو - (د ب أ):

بدأت الرايات السوداء التي تحمل نجمة مرسيدس ترفرف بالفعل في الهواء، ما عدا ذلك فليس هناك في الغابة الصغيرة التي تقع على بعد نحو 40 كيلومترا شمال غرب موسكو الكثير مما يشير إلى أنه سيتم هنا وفي غضون عامين إنشاء خطوط لإنتاج سيارات لشركة دايملر الألمانية.

بدأت شركة دايملر بالفعل خطوات إنشاء أول مصنع لها في أكبر دولة في العالم من حيث المساحة فوق أرض كانت تابعة للجيش على أعتاب عاصمتها موسكو.

عن ذلك قال ماركوس شيفر، عضو مجلس إدارة مرسيدس بنز للسيارات: "الأم روسيا ستقود سيارة مرسيدس".
الأجواء هنا احتفالية، دعت إليها شركة دايملر للاحتفاء بوضع حجر الأساس للمصنع.

أكد شيفر أن الشركة قررت إنشاء مصنع لها في إحدى أكبر أسواق العالم في إطار الاستعداد لمواجهة تحديات المستقبل.

وترى روسيا في هذا المصنع الجديد مشروعا يتعلق بسمعتها ومكانتها وذلك بعد سنوات من الركود في هذه السوق التي كانت واعدة يوما ما.

يبدو توقيت بناء المصنع وكأنه تم اختياره بشكل جيد حيث إن خبراء يرون أن هناك حراكا ونشاطا في السوق، ومع ذلك فإن الازدهار المتوقع لا يزال نبتة صغيرة.
تم وضع الأساس الخرساني للمصنع بالفعل، وعلى مسافة غير بعيدة تقف معدات بناء ثقيلة مصطفة تنتظر انطلاق العمل.

من المنتظر أن تنشئ دايملر مصنعها في ساحة يسبوفو الصناعية في موسكو التي تبلغ مساحتها نحو 85 هكتارا، وستكون مساحة المصنع نفسه 95 ألف متر مربع، وتهدف الشركة لإنتاج 25 ألف سيارة سنويا اعتبارا من عام 2019. ويسمح المصنع بإنتاج طرز مختلفة من سيارة مرسيدس.

تعتزم الشركة إنتاج سيارات ليموزين وسيارات رباعية الدفع، أكثر السيارات مبيعا في روسيا حتى الآن، وتسعى الشركة من خلال ذلك لتعزيز مركزها في قطاع السيارات في روسيا "فهذه هي السيارات التي يفضلها عملاؤنا الروس" حسبما أوضح شيفر.

باعت مرسيدس نحو 37 ألف سيارة في روسيا عام 2016، ورغم أن هذا العدد أقل بنسبة 11% عن مبيعات الشركة في روسيا عام 2015 إلا أن حجم المبيعات ارتفع مؤخرا بشكل بسيط حيث تقوم الشركة منذ سنوات بإنتاج سيارات للسوق الروسية بالتعاون مع شركة كاماز الوطنية الروسية لسيارات الشحن.

بلغت مشتريات روسيا من السيارات الجديدة نحو 9ر2 مليون سيارة عام 2012 وكانت بذلك ثاني أكثر دول أوروبا شراء للسيارات الجديدة، لا تسبقها سوى ألمانيا ولكن تراجع أسعار النفط وتراجع قيمة الروبل هوى بروسيا في أزمة طاحنة اضطرت الكثيرين للتقشف مما خفض مشتريات الروس من السيارات إلى 4ر1 مليون سيارة فقط عام 2016.

ولم يعد الانتعاش في سوق السيارات في روسيا إلا الآن، بعد أكثر من أربع سنوات من الأزمة، حيث ازدادت مشتريات الروس من السيارات في الفترة بين مارس ومايو الماضيين مدفوعة بالانفراج الاقتصادي حيث أكد اتحاد الشركات الأوروبية تزايد هذه المشتريات بنسبة 7ر14% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
وقال خبير الاتحاد، يورج شرايبر، إن هذه الزيادة هي أول زيادة فوق 10% منذ سنوات مضيفا أن "عملية الانتعاش تتحول إلى توجه مستمر".

إنه توجه تنتظر منه القيادة الروسية تأثيرا إيجابيا حيث تأمل الحكومة الروسية في أن توفر استثمارات دايملر في هذا المصنع والتي تقدر بأكثر من 250 مليون يورو أكثر من ألف فرصة عمل.

ورأى وزير الصناعة الروسي دنيس مانتوروف أن المصنع ليس إلا بداية وأن "الاستثمارات التالية ستكون جيدة لاقتصادنا".

من جانبه قال محافظ موسكو، أندريه فوروبيوف، إن هناك مساحات محجوزة بالفعل لإنشاء مصانع للشركات الموردة لمرسيدس وحلفائها مشيرا إلى أن هذا هو أول مصنع لشركة سيارات غربية في روسيا منذ عشر سنوات، وذلك حسبما نقلت عنه وكالة تاس الروسية للأنباء.

ولا تتوقف السلطات الروسية عن تقديم المغريات لدايملر لدفعها للاستثمار في روسيا حيث أعفت موسكو الشركة من ضرائب العائدات حتى عام 2025 على أن ترتفع تدريجيا إلى 5ر13% بحلول عام 2029.

كما يعتقد مراقبون أيضا أن مرسيدس تريد من وراء المصنع تعزيز مكانتها كعلامة مفضلة للمسؤولين السياسيين.

وكانت الحكومة الروسية قد وجهت عام 2014 بألا يسمح للهيئات الروسية بشراء سوى سيارات روسية الصنع.
ولكن ماتياس شيب، رئيس غرفة التجارة الخارجية، في روسيا على قناعة بأن "المناطق الروسية تفرش في الآونة الأخيرة السجاد الأحمر للاستثمارات" وقال إن هناك تقديرات بأن شركات ألمانية تتمسك باستثماراتها في روسيا رغم المشاكل السياسية هناك "فبينما غادرت شركات أمريكية مثل جنرال موتورز روسيا فإن شركات ألمانية ظلت هناك، بل إن هناك شركات تدخل سوق الاستثمارات الروسية بقوة".

وبالفعل فإن شركة دايملر تقفز من خلال إنتاجها في روسيا على قطار ركبه بالفعل منافسون لها قبل سنوات حيث إن شركة BMW متواجدة بالفعل منذ عام 1999 من خلال مصنع لها في مدينة كالينينجراد، وأنتجت الشركة 16 ألف و 200 سيارة عام 2015 في هذا المصنع.

كما وسعت شركة فولكسفاجن إنتاجها في روسيا مؤخرا حيث قالت الشركة إنها استثمرت نحو 500 مليون يورو في السنوات الماضية في روسيا. وتشمل هذه الاستثمارات أيضا بناء مصنع محركات.

وأعلنت فولكسفاجن الأسبوع الماضي تمديد تعاونها مع شركة GAZ الروسية للسيارات حتى عام 2025.

فيديو قد يعجبك: