إعلان

تقرير.. السيارات الكهربائية تهدد مستقبل سيارات الاحتراق الداخلي

11:51 ص الإثنين 19 يونيو 2017

صورة أرشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - أيمن صبري:

في ظل أزمة التلوث البيئي المتصاعدة ومخاوف نضوب النفط عالميًا، سعت الحكومات وشركات تصنيع وتطوير السيارات إلى إيجاد بديل آمن للسيارات الاعتيادية التي تعمل بمحركات الاحتراق الداخلي وتعتمد على المشتقات البترولية.

وبعد أعوام طوال من العمل الدؤوب والبحث دون توقف، توصل العلماء المشتغلين في مجال تطوير السيارات إلى أن الطاقة الكهربائية هي الحل الأمثل لتكون بديلًا عن الوقود الأحفوري الذي يعد عاملًا رئيسًا في ارتفاع مستوى ثاني أكسيد الكربون بفعل الاحتراق، وكذلك ارتفاع درجة حرارة الأرض.

وفي سبعينيات القرن الماضي خرجت للنور أولى السيارات التي تعتمد بشكل كامل على الطاقة الكهربائية، إلا أنها لم تلقى القبول الذي تلقاه السيارات الاعتيادية، ذلك نظرًا للمشكلات المتعلقة والتي تمثلت في أسعارها المضاعفة وضعف عزمها وحاجة البطاريات إلى الشحن مرات عدة في الرحلة الواحدة وعدم توافر محطات الشحن اللازمة.

ولكن بمرور السنين وارتفاع وتيرة التطور التكنولوجي واعتراف الحكومات والمنظمات الدولية بخطورة معدلات التلوث البيئي التي يعاني منها سكان الأرض، أصبحت السيارات الكهربائية الملاذ الآمن وشبه الوحيد لحل جزء كبير من هذه القضية.

شركات السيارات الكبرى في العالم انتبهت لرياح التحول القادمة لا محالة، وحتى لا تجرفها تلك الرياح نحو المجهول قررت أن تستغلها، وبدأت في تطوير وإنتاج ما يعرف بالسيارات الهجين التي تعتمد على الطاقة البترولية والكهربائية في آن واحد، ذلك حتى تكون قد أمسكت بالعصا من المنتصف.

وفسر بعض خبراء السيارات أن لجوء شركات السيارات الكبرى إلى مفهوم السيارات الهجين هو بمثابة التحول الآمن لتكنولوجيا السيارات الكهربائية، وذلك من أجل تفادي مشكلات ما يعرف بـ"STart Up" أو حمى البدايات، وأيضًا حتى لا يفقدوا العملاء الذين ما زالوا مرتبطين بتكنولوجيا الاحتراق الداخلي.

وإلى جانب الشركات التي اختارت التحول الآمن عن طريق المحركات الهجين، هناك شركات أخرى اختارت خوض التجربة بالكامل مثل شركة تيسلا الأمريكية التي تعد الشركة الرائدة الأولى على مستوى العالم في صناعة السيارات الكهربائية.

ولم تكن شركات السيارات وحدها التي ترى أن المستقبل يفتح أبوابه على مصراعيه لاستقبال السيارات الكهربائية، بل إن شركات ومؤسسات أخرى ارتأت ذلك وعمدت إلى العمل لخدمة ذلك المجال الذي سيغزو عاجلًا دون آجل شوارع العالم ويقضي على السيارات الاعتيادية.

ومن أبرز تلك المؤسسات، شركة كوالكوم المتخصصة في تصنيع الشرائح الذكية لهواتف المحمول، حيث أعلنت مؤخرًا عن تطوير طرق لشحن السيارات ذاتيًا ودون توقف، حيث لن تحتاج السيارة سوى المرور أعلى تلك الطرق، وهذه الفكرة إذا ما أثبتت جدواها فإن السيارات الكهربائية ستنعم بالطاقة طوال الوقت دون الحاجة إلى توقف لإعادة الشحن.

وفي الوقت الذي لا تتعدى مبيعات السيارات الكهربائية عالميًا نسبة 1% من إجمالي مبيعات السيارات والتي تصل إلى أكثر من 200 مليون سيارة سنويًا، إلا أن دراسة أعدتها مؤسسة بلومبيرج نيو إنرجي فاينانس العالمية أشارت إلى أن السيارات الكهربائية في عام 2040 سيصل حجم مبيعاتها أكثر من 40 مليون وحدة، خاصة في ظل التطوير وترسيخ مفهوم الطاقة النظيفة لدى سكان الأرض.

ويرجح بنك يو بي إس العالمي أن تنخفض تكلفة امتلاك سيارة كهربائية مقارنة بسيارة مزودة بمحرك احتراق داخلي خلال عام 2018، الأمر الذي سيؤدي إلى انضمام مزيد من العملاء المحتملين لشراء سيارة مزودة بمحرك كهربائي بالكامل.

ويبلغ متوسط كلفة تصنيع سيارة كهربائية نحو 29 ألف دولار أمريكي، ويذهب نصف هذا المبلغ في صناعة بطارية السيارة وحدها، إلا أن الخبراء يؤكدون أن تطور تكنولوجيا تصنيع بطاريات السيارات الكهربائية سيهبط بسعرها في السنوات القادمة بأكثر من 80% من السعر الحالي.

فيديو قد يعجبك: