إعلان

توتر محمود سعد وديكور بروح " المعز " .."مصراوي" يرصد كواليس أولى حلقات "باب الخلق"

06:36 م السبت 03 فبراير 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- سما جابر:

تصوير- علاء القصاص:

بعد عامين من الغياب عن الساحة الإعلامية، كان من الطبيعي أن تكون حلقة العودة للإعلامي الكبير محمود سعد مختلفة ومميزة، وهو ما حققه مساء أمس الجمعة، من خلال أولى حلقات "باب الخلق" عبر شاشة النهار.

بروح "ابن البلد" التي اعتاد عليها متابعوه، أطل محمود سعد على جمهوره الذي قرر أن يكون هو هدف البرنامج الأساسي على مدار حلقاته المقبلة، مبتعدًا عن السياسة بشكلها الصريح، متعمقًا في المشاكل والأمور الحياتية التي يمر بها "خلق الله".

وفي كواليس حلقة عودة الإعلامي الكبير، رافق "مصراوي" فريق عمل البرنامج لأكثر من ساعتين، ففي الحلقة التي انتظرها الكثير من متابعي الإعلامي القدير، الذي ابتعد عامين كاملين عن الأضواء، والتزم منزله مع زوجته، يتابع ما يحدث على الساحة الإعلامية في صمت، ويفكر أحيانًا في الابتعاد عن المجال نهائيًا.

1

هدوء ما قبل العاصفة

للوهلة الأولى منذ دخول استديو القناة قبل بداية الحلقة بساعة ونصف الساعة، تعتقد أن الأمور هادئة بسبب عدم وصول الإعلامي القدير، وانشغال باقي فريق البرنامج بعمل بروفات على الصوت والمقدمة ومراجعة التعديلات الأخيرة على الديكور والفنيات، لكن في هدوء تام، وعلى عكس المتوقع، فإن أول ظهور لـ"سعد" بعد غياب، كان يجب أن يكون مصحوبًا بصخب وتوتر أكثر، وحركة أكبر في المكان، كانت الأمور هادئة، وكل فرد من فريق الإعداد يعمل في صمت، منتظرين بداية "العاصفة" مع نزول تتر المقدمة.

حتى بعد حضور "سعد" قبل بداية الحلقة بـ45 دقيقة تقريبًا، ظلت الأمور هادئة، ربما بسبب الخبرة الطويلة التي حققها خلال عمله في المجال الإعلامي، فبمجرد دخوله من باب القناة استقبله الجميع بالتهاني والقبلات، وبدأ في تغيير ملابسه وتحضير نفسه للحلقة في هدوء تام أيضًا، ليدخل استديو البرنامج للمرة الأولى منذ أن تم بناؤه خصيصًا لـ"باب الخلق".

2

حالة الهدوء التي تمتع بها "سعد" منذ حضوره للقناة، لم تستمر طويلًا، فالارتباك والرهبة التي ترافق الظهور على الشاشة لم تفرق بين إعلامي في بدايته أو إعلامي مخضرم، صاحب باع طويل في المجال، فبدأت حالات التوتر تظهر على محمود سعد خاصة بعد جلوسه على مكتبه، حيث بدأ في تدخين سيجارته قبيل الحلقة بدقائق، مع احتساء قهوته، بالإضافة إلى نظارته التي اكتشف أنها "مشوشة" وسببت له مضايقة إلى حد ما، فتركها لمساعده لينظفها، أما الكرسي الذي يجلس عليه أمام المكتب فوجده "فجاة" غير مريح، طالبًا من فريق الإعداد تغييره أو إصلاحه، في نفس الوقت يطلب من زملائه مساعدته في تذكر أسماء صناع تتر البرنامج الذي أهداه علي الحجار إياه لتوجيه الشكر لهم على الهواء، كانت دقائق قليلة بالفعل لكنها كانت مليئة بالتفاصيل التي توحي بالتوتر، إلى أن ظهر على الشاشة.

3

من "الخلق" وإلى "الخلق"

من وإلى الخلق.. اتبع فريق إعداد البرنامج هذا الشعار، حيث يؤكد كل منهم أن البرنامج هدفه الأول والأخير هو الإنسان، فـ"الشتيمة" والإهانة التي يلقاها المواطن في بعض البرامج الأخرى هي ما دفعت الفريق للدفاع عن الإنسان وعرض مشكلاته ودعمه في الحصول على حقوقه.

4

وبالرغم من ابتعاد البرنامج عن السياسة، إلا أنه يناقش كل ما يخص "الخلق" ويرتبط بالسياسة حتى ولو بشكل غير مباشر، حيث أكد "سعد" خلال مقدمة أول حلقة أنه "لا ولم ولن يعمل في السياسة"، لكن مشكلات التعليم أو التموين أو أي مشكلة تخص المواطن فهي ترتبط بالسياسة بشكل أو بآخر، ومن واجبه مناقشتها، كما أنه وجد أن "باب الخلق" هو الاسم الأنسب لفكرة البرنامج، وبالرغم من أنه كان يتمنى العودة ببرنامج منفصل عن "آخر النهار" إلا أنه خضع لرغبة القناة بأن يكون البرنامج تحت راية "آخر النهار" لكن بمسمى مختلف وهو "باب الخلق".

وقال مقدم "باب الخلق": "أنا كنت حابب أعمل باب الخلق، لكن ده اختيار المحطة، وآخر النهار برنامجي اللي عملته وأنا اللي كنت مسميه، فمفيش مانع أرجع أشتغل ضمن فريقه تاني"، مستطردًا: "وكمان عشان أكون ضمن فريق البرنامج المميز ومع زميلي الإعلامي معتز الدمرداش.. وأنا بحب معتز جدًا وهو مذيع كبير".

5

تناغم وهدوء فريق العمل

لم يتغير فريق عمل الإعلامي الكبير منذ آخر تعاون معه في آخر النهار قبل عامين، وهم هبة شلبي رئيس تحرير البرنامج والمعدان أحمد حربية وعزيزة أبوبكر وغيرهم، حيث اعتمد عليهم مقدم "باب الخلق" في برنامجه الجديد، بالتأكيد بسبب اجتهادهم، ولكن السمة الأهم هي تناغمهم واحترام كل منهم لاختصاصات الآخرين، فرئيس تحرير البرنامج التي عملت معه لمدة تزيد على 15 عامًا كانت تراقب وتتابع كل التفاصيل من أكبرها لأصغرها قبل الحلقة، كذلك باقي فريق الإعداد الذي كان يرافق كل ضيف بداية من الإعلامي اللبناني جورج قرداحي الذي وقع الاختيار عليه ليكون ضيف الحلقة الأولى، نهاية ببعض الصحفيين الشباب الذين جاءوا لتغطية الحلقة الأولى وكواليسها.

6

اتفق فريق الإعداد في قولهم إن الهدوء يسيطر دائمًا على العمل مع محمود سعد، فهو من الإعلاميين القلائل "غير الموتّرين" لمن حولهم في أثناء العمل، وداعم لهم دائمًا، كما أنه لا يستطيع إحراج أي شخص سواء من العاملين أو غير العاملين معه، كما أصبحت لديهم القدرة على فهم "سعد" دون أن يتكلم.

الحفاظ على حالة الهدوء تلك، ومحاولة الظهور بشكل لائق لتاريخ الإعلامي القدير، جعلته يتفق معهم على "سيم" أو إشارة يفعلها بيده إذا أراد الخروج إلى فاصل دون أن ينتبه الجمهور، لتستمر تلك الحالة حتى إطلاق شارة البداية مصحوبة بصوت علي الحجار، وهو يغني تتر البداية "خلق الله".

7

الحديث عن لباقة ورُقي وتاريخ محمود سعد لم ينقطع طوال الوقت من جانب زملائه في العمل، حيث تحدثت هبة شلبي لـ"مصراوي" خلال التحضير للبروفة النهائية، عن مقدم "باب الخلق" قائلة: "طول عمره لما بيشتغل سياسة بياخدها من زاوية الناس، والمرة دي حب يكون للناس مساحة أكبر.. فإحنا بنهتم باللي يهم الناس".

وعن الهدوء الذي سيطر على التحضيرات النهائية للحلقة، قال أحمد حربية إنهم كانوا يجلسون يوميًا للتحضير لأول حلقة، فبالتالي لا يوجد مبرر لحالة التوتر قبل الحلقة، وأيضًا لا يوجد مبرر لوجود الفريق قبلها بساعات كثيرة.

8

ديكور من شارع المعز

لم تكن الصورة التي ظهرت على الشاشة مساء أمس، بنفس درجة الإبهار التي رأيناها في الاستديو على أرض الواقع، فمن ضمن الاهتمام بتفاصيل "باب الخلق" كان من الطبيعي أن يكون ديكور البرنامج معبرًا عن الحالة التي يهدف إليها، لدرجة جعلت تلك التفاصيل والفنيات تتسبب في تعطيل خروج البرنامج للنور لأسابيع، حتى يظهر ديكور الاستديو بالشكل المثالي، وكأنه قطعة من "شارع المعز" وباب الخلق، كما أن التفاصيل التي لن يراها الجمهور، حرص صناع البرنامج على تنفيذها في أفضل صورة ملائمة لفكرة البرنامج، حيث وُضعت لافتة تشبه اللافتات الموجودة عليها أسماء الشوارع، تحمل اسم "باب الخلق" على غرفة ملابس محمود سعد.

9

ويقول محمود الفرماوي مصمم الديكور إنه بدأ العمل منذ نحو 45 يومًا، واعتمد فيه على الأسلوب المصري، اللائق على فكرة البرنامج، وأضاف: "اهتمامنا كان منصب على كيفية إبراز الأماكن المصرية، وأخدنا الروح من شارع المعز وباب الخلق، والصورة المنضبطة كانت نتيجة عمل جماعي".

كما أوضح سبب صعوبة تنفيذ الديكور، حيث كان يتم بناء ديكور باب الخلق، داخل استديو يحوي ديكور برنامج آخر، وهو ما اضطرهم لتنفيذ الديكور يوميًا لكن بعد انتهاء بث البرامج الأخرى.

 

 

فيديو قد يعجبك: