إعلان

حوار- مي نور الشريف: لن نطرح مذكرات والدي.. وهذا الحلم لم يحققه

01:30 م الجمعة 28 أبريل 2017

محررة مصراوي في بيت نور الشريف

حوار- منى الموجي:

تصوير- فتح الله:

صحيح أن "آفة حارتنا النسيان"، لكن هو لن يكون من بين من طوتهم صحيفة النسيان، صدقه وإيمانه بقيمة ما يقدم للجمهور جعلا منه شمسا لا يغيب أثرها رغم أنك لم تعد تراها، نور هو اسمه وصفته وشريف في تعامله مع مهنته، حاول أن يعطيها بقدر ما أخذ منها "حب ونجاح وتقدير الملايين"، فلم يكتف بمشاركته في العمل الفني كممثل، بل شارك كمنتج واعي في تقديم العديد من الأفلام إلى المكتبة السينمائية، وضخ دماء جديدة في مجالات الصناعة المختلفة، هو الفنان نور الشريف.

"مصراوي" يشارك محبي نور الشريف الاحتفال بذكرى ميلاده، وكان لنا لقاء مع ابنته الفنانة مي نور الشريف، لنقترب أكثر من نور الأب والفنان. تشير مي إلى أن والدها كان شديد الاهتمام بعمله الفني، عاشقا للمسرح والسينما، وحريصا على الإلمام بكل التفاصيل وتنمية نفسه وتثقيفها في كافة المجالات، إلى الحوار..

والدك أصوله صعيدية.. هل كان العرق الصعيدي يظهر في بعض المواقف؟

والدي كان من النوع الهادئ الصبور، لا تظهر "نرفزته" سريعا، لكن لو ظهرت تكون صعبة، "اتق شر الحليم إذا غضب"، وهو ما كان يحدث في حالة تراكم الأخطاء، كان يحب الانضباط وأكثر ما كان يضايقه عدم الالتزام بالمواعيد.

حوار مي نور الشريف (2)

ما الصفات المشتركة بينك وبين والدك؟

أشبه والدتي أكثر، لكنني أخذت منه الهدوء، سارة أخذت عنه الكثير مثل حب القراءة، كما أنها درست المسرح وتحبه مثل والدي، ودائما كانا يجدان نقاط مشتركة يتناقشان فيها، وأنا كنت أحب الاستماع لهما.

وكيف كان يتعامل معكما سارة وأنتِ كأب في مراحل عمركما المختلفة؟

كان لديه وعي كبير بكل مرحلة نمر بها، وكل عمر له طريقة مختلفة في التعامل، في الصغر كانت القرارات حاسمة، وكان ينمي لدينا النقاش ولا يتدخل في اختيارتنا بالدراسة، سارة اختارت دراسة المسرح وأنا اخترت دراسة الإعلام، وأعطانا مساحة حرية كافية، وعندما كبرنا أصبحنا أصدقاء.

IMG-20170417-WA0039

ومتى اكتشفتِ أن طفولتك مختلفة وأن أسرتك مُحاطة بالأضواء؟

اكتشفنا الموضوع بسلاسة، كانا دائما يصطحبانا إلى موقع التصوير، وكنت أذهب مع والدتي للمسرح، وعشت بداخل هذه الأجواء، وهو ما لم يجعلنا نتفاجئ بشهرتهما، ولم يكن لها تأثير سلبي علينا، وشاركت في عدد من الأفلام التي أنتجتها شركتنا، ليس بهدف احتراف الفن، ولكن للذكرى.

ومتى فكرتِ في احتراف التمثيل؟

أثناء دراستي الجامعية فكرت في احتراف التمثيل، والحصول على ورش لكنني تراجعت ورفضت فكرة أن أكون مشهورة، بسبب التدخل في الحياة الشخصية، هناك حدود البعض يتخطاها أحيانا، ومن المفترض أن حياتي الشخصية لا يتدخل أحد بها، لكن بعد ذلك عرفت أن لكل شيء ثمن، والنجاح له أيضا ثمن. قديما أن هناك حدود، فالتواصل مع الجمهور متعة ونعمة من ربنا، لكن التدخل السافر مرفوض، وهناك أمور لن تفيد الجمهور إذا عرفها، والموضوع يزداد سوءا بسبب استسهال بعض المواقع بنشر أخبار غير حقيقية أو عناوين مضللة، خاصة وأن الجمهور يتداول شائعات المرض والوفاة التي تنشرها بعض المواقع دون تأكد، ويحصل على المعلومة من عنوان الخبر فقط.

IMG-20170417-WA0035

وكيف استقبل رغبتك في العمل بالتمثيل؟

شجعني، هو حبيبي كان فريد من نوعه، هناك من لا يحب أن يعمل أولاده بالوسط الفني، لكنه كان يشجعنا جدا ويحب عملنا بالفن، ونصحني بما يجب أن أقوم به، وبدأت البحث عن ورش أحضرها وذهبت لدكتور نجاة علي لأتمرن معها على الإلقاء، وكانت مشكلته معي أنا وسارة "إننا كسلانين".

وبماذا كان ينصحكما؟

بالانضباط، المذاكرة، القراءة بشكل عام.

شاركتِ معه في أكثر من عمل كيف كانت تعليقاته على أدائك؟

كنت أتمرن معه في البيت وأسأله، لكن في موقع التصوير يجب أن أكون مستعدة ومذاكرة، كان يتحفظ على بعض الأشياء كما كان يفعل مع الكل، لكن في الحقيقة خلقه كان ضيق معي أكثر، وكان  أكثر صبرا مع الآخرين.

حتى لا يقال أنك ابنته؟

لا أعرف.

ألم تعترضِ؟

لا، "مكنتش أقدر أتكلم والله، أيا كان ما يحدث تمام".

مي مع والدها نور الشريف

ومتى قال لكِ "برافو"؟

قدمت معه مشهد في الجزء الثاني من مسلسل "الدالي"، تناقشنا فيه بعد عرضه، وكان له رد فعل جيد عند الناس، لكن أثناء التصوير "جالي انهيار عصبي"، سيطر عليّ القلق، وفقدت تلقائيتي أمام الكاميرا، وبدأت أتخشب من تعديلاته، ويومها تعصب جدا، كان يوم عبقري "اتمسح بيا الأرض"، وبكيت من شدة الأعصاب، وقام معي بالواجب، وبعدما هدأت أصريت على تقديمه كما أراد.

من بين ما قدم.. ما هي الشخصيات الأقرب إلى قلبه؟

كل شخصياته كان لها مكانة مميزة لديه، خاصة الأعمال التي أنتجها، لكن بالنسبة لي من أهم أعماله والتي أرى أنه بذل فيها مجهود غير طبيعي، دوره في فيلم "ليلة البيبي دول"، لم ينتبه الجمهور للمجهود المبذول في هذا الدور.

وكيف كان يرسم شخصيات أعماله؟

التحضير، هو مراقب جيد للحياة، للشخصيات المختلفة من بيئات مختلفة، مثلا مشهد ماسح الأحذية في فيلم "عمارة يعقوبيان"، تجدينه يُمسك بتفاصيل المهنة، وبالنسبة للشخصيات التاريخية التي كان يقدمها، اهتم بقراءة مراجع مختلفة حتى يصل للحقيقة، بعيدا عن التشويه، ويبحث عن تفاصيل تتعلق بالشكل، بالصوت، بطريقة الأداء، بالنظرات.

وكيف ترين تجربة نور الشريف الإنتاجية؟

كان جريئا، سخيا في إنتاجه، وتجاربه ناجحة، يحب الفن وساهم في تقديم وجوه جديدة ليس فقط كممثلين، ولكن في الإخراج والكتابة، وهذه هي التنمية الحقيقية، (ضاحكة) في وقت أضره لأنه كان "بيخرب" بيته.

ما هو الحلم الذي لم يحققه؟

حلم بتقديم فيلم عن حرب أكتوبر، عن الضربة الجوية، ولم يُنفذ بسبب صعوبة التمويل، وكثير من الشخصيات الإسلامية التي لم يستطع تقديمها بسبب منع تجسيدها في الأعمال الفنية.

ذكر في حوار تليفزيوني أنه يخصص أجندة مع مطلع كل عام ليسجل فيها أبرز أحداث يومه.. ما مصيرها وهل ستطرحونها كمذكرات؟

لا نفكر في طرح مذكراته، هو كان يتمنى تسجيلها بنفسه صوت وصورة، وبالفعل كنا قد بدأنا العمل على تنفيذ هذه الرغبة، وللأسف لم يحدث.

وهل تمانعون فكرة تقديم عمل فني عن حياته؟

إطلاقا، لا نمانع في وجود أعمال فنية تتحدث عنه لكن نكون فاهمين.

متى سترتدين "الحلق" الذي أهداه لكِ والدك؟

الحلق، لا أعرف، مازلت احتفظ به كما هو ولم أقترب منه، "غالبا هفضل شايلاه حتى يوم فرحي".

28 أبريل هو ذكرى ميلاده.. كيف ستحيين هذه الذكرى؟

سنزوره أكيد، وسنرتب لعمل ختمة قرآن.

فيديو قد يعجبك: