إعلان

حوار- حسين فهمي: أنا كسلان.. والوفاة أثناء العمل أحسن حاجة تحصل للفنان

07:27 ص الأربعاء 13 ديسمبر 2017

النجم حسين فهمي

حوار- منى الموجي:

مشوار فني طويل، يعتز به ويدفعه للتروي في قبول المشاركة في أي عمل جديد، حتى لا يخذل جمهوره الكبير، يؤمن أن الفنان لا يعتزل طالما لديه القدرة على العطاء، ويرى أن وفاة الفنان أثناء العمل "أحسن حاجة ممكن تحصل له"، هو الفنان حسين فهمي الذي يعيش حالة من النشاط الفني، لاشتراكه في 3 أعمال من المقرر عرضها قريبًا.

"مصراوي" التقى النجم حسين فهمي، وتحدث معه عن مشاركته في مسلسل "خط ساخن"، و"بالحب هنعدي"، المقرر عرضهما في رمضان 2018، وليحدثنا عن تجربته مع مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الماضية، إذ تولى رئاسة لجنة تحكيم المسابقة الدولية، وكشف خلال الحوار عن سبب رغبته في تقديم شخصية محمد نجيب في عمل فني، وترحيبه بتقديم جزء ثالث من "يا رجال العالم اتحدوا"، إلى الحوار..

تعاقدت مؤخرًا على بطولة "خط ساخن".. ما الذي شجعك على قبول المشاركة في المسلسل؟

قبلت المسلسل لأنها ليست المرة التي أتعاون فيها مع شركة إنتاج الجابري، وكذلك مع المخرج حسني صالح، الذي استمتعت جدا بالعمل معه، بالإضافة إلى وجود فريق عمل حلو جدًا، منهم الفنانة السورية سلاف فواخرجي وهي فنانة قديرة، وأنا معجب شخصيًا بأعمالها، ومعنا نضال الشافعي، سناء شافع، صلاح عبدالله، إلى جانب الوجوه الجديدة.

وما طبيعة الدور الذي ستطل به على الجمهور؟

لن أكشف عن تفاصيله، لكن هو دور لم أقدمه من قبل، رغم كثرة الأعمال التي قدمتها على مدار مشواري الفني، وهو ما استهواني ودفعني لقبوله.

وكيف ترى مشاركة أكثر من عنصر عربي في "خط ساخن" منهم السورية سلاف فواخرجي وصاحبة النص المغربية فوزية حسين؟

أراها تجربة رائعة جدًا، فليس هناك ما يمنع في وجود عناصر عربية في أعمال فنية مصرية.

البعض قد يعلق على أن أحداث النص تقع في مصر وباللهجة المصرية بينما المؤلفة مغربية.. كيف ترى ذلك؟

الورق مكتوب بشكل جيد جدًا، وهي كاتبة متميزة، وهذه هي المنافسة، وجمال الفن في المنافسة، وطالما أن العمل جيد فما الداعي لرفضه، وفي النهاية كلنا عرب.

وكيف ترى انتشار فكرة عرض المسلسلات خارج السباق الرمضاني؟

طالبت بتنفيذ هذه الفكرة منذ 20 عامًا، رمضان كله 30 يومًا ولا يمكن أن يكون كل إنتاجنا التليفزيوني في هذا الشهر فقط.

وهل هناك أعمال أخرى تستعد لتقديمها؟

مسلسل "السر" سيتم عرضه قريبًا، وأشارك في السباق الرمضاني في مسلسل "بالحب هنعدي" مع الفنانة سميرة أحمد.

وما الفرق بين المسلسلات الثلاثة؟

كل دور فيها مختلف تمامًا، وهو أكثر ما يعجبني في الأعمال التليفزيونية التي تُعرض عليّ، عكس السينما لا أجد فيها ما يغريني. كما أن عودتي للتعاون مع الفنانة سميرة أحمد ستكون مختلفة عن الشخصية التي قدمتها معها في مسلسل "يا ورد مين يشتريك"، وألعب من خلاله شخصية دمها خفيف جدًا.

تفكر مع المؤلف عاطف بشاي في تقديم جزء ثالث من "يا رجال العالم اتحدوا".. إلام وصلتما؟

أتحدث أنا والكاتب عاطف بشاي، حول الفكرة ويضع هو الخطوط العريضة، وبمناسبة هذا العمل، أتذكر أن المسلسل كان يحكي عن تأسيس الرجال لجمعية للرجال المعذبين بسبب زوجاتهم، وفي يوم أثناء ممارستي للرياضة في نادي الجزيرة، وجدت الرجال يسألونني عن الجمعية ويعلنون رغبتهم في الانضمام لها، فاتصلت بعاطف وعملنا استمارة اشتراك، ووزعتها في النادي، وبدأوا في السؤال عن قيمة الاشتراك، فبدأت أقلق وقُلت لعاطف "هنخش في تهمة، والموضوع قلب هزار".

كيف ترى تقديم مسلسلات عن أعمال سينمائية قديمة كما حدث في فيلمي "العار" و"الإخوة الأعداء"؟

لا أحب هذا الشكل من الأعمال، ولم أحب أن مؤخرًا تم إعادة تقديم فيلم "لا تطفئ الشمس" في عمل تليفزيوني.

لكنها فكرة معمول بها منذ بداية التليفزيون وتحديدًا "لا تطفئ الشمس" تم تقديمه في التليفزيون من قبل؟

يعني هناك 3 أعمال عن نفس القصة؟، هذا إفلاس.

تغيب عن السينما منذ فترة.. ما السبب؟

أين هي الأفلام؟، لم تأتيني أفلام مكتوبة بشكل جيد لتقديمها، والعمل المناسب لن أرفضه، لكن لابد أن يكون دوري فيه مكتوب بصورة لائقة، لأنني لن أخذل الجمهور الذي يشاهد أعمالي منذ سنوات، ولن أشارك في عمل لا يليق بمشواري، ولم يُعرض عليّ منذ آخر أفلامي "لمح البصر" فيلم يغريني.

هذه مشكلة تقابل النجوم الكبار.. والفنان فريد شوقي هرب منها بأنه كتب لنفسه قصص تناسب سنه وقام بإنتاجها.. لماذا لم تفكر في الأمر؟

أنا كسلان في فكرة الكتابة لنفسي. وتجربة فريد شوقي كانت في عصر مختلف، كما أنه كان يقدم في شبابه أدوار ذات نمط واحد فوجد لنفسه مساحة كبيرة عندما تقدم في السن بدأ في تقديمها، لكن أنا قدمت شخصيات مختلفة، ولم أشعر أنني بحاجة للإنتاج لنفسي، لأن حياتي الفنية بها الكثير من التنوع.

وماذا عن رأيك في إعلان عدد من الفنانين مؤخرًا لاعتزالهم؟

لا أؤمن بالاعتزال، طالما أن الفنان لديه القدرة على العطاء، الله يرحمه أستاذ محمود المليجي مات وهو يعمل "ودي أكثر حاجة ممكن تحصل لفنان".

صرحت من قبل أنك تتمنى تقديم شخصية أول رئيس جمهورية لمصر محمد نجيب.. لِمَ؟

"محمد نجيب ده حدوتة"، ما حدث في حياته دراما، المسألة ليست رغبة في تقديم شخصية بعينها، ولكن تتوقف على الدراما الموجودة في حياته، لواء في الجيش فقصة وصوله لهذا المنصب دراما، وكان من المفترض أن يكون رئيس نادي الضباط، لأنه كان محبوبًا جدًا داخل الجيش، وهو ما جعل الضباط الأحرار يختارونه ليكون على رأسهم، كان ديمقراطي وأراد إعادة الجيش لثكناته، فوقفوا ضده عام 1954، وهنا أيضًا قصة كيف لرجل عسكري يأمر عساكره بالعودة للثكنات ويدعو لتكوين أحزاب، فينقلبوا عليه ويقولون له "اقعد انت في البيت".

ألا تتفق مع الفنانين الذين يروا أن الحديث في السياسة يتسبب في خسارتهم؟

لا أفكر في الأمر على طريقة المكسب والخسارة، لأن بهذه الطريقة لن أتحدث إطلاقًا، وعندما انتقدت عبدالناصر وعصره، ليس لأنهم أخذوا أراضي من أسرتي كما يشيع البعض ولكن لأنني أتحدث عن الصالح العام، ووقتها وجدت شخص يقول لي "انت خسرت ناس كتير لما اتكلمت"، وأنا أقول له "أنا كسبت نفسي".

توليت رئاسة لجنة التحكيم الدولية في الدورة الحالية من مهرجان القاهرة السينمائي.. حدثنا عن هذه التجربة؟

كنت رئيسًا للمهرجان لمدة 4 سنوات، وعندما عُرض عليّ رئاسة لجنة التحكيم وافقت دون تردد، لأنه المهرجان الأساسي في المنطقة العربية، مهرجان درجة أولى علينا الاعتناء والاهتمام به، حتى يظل في المقدمة دائمًا، وكلما استطعت المشاركة بأي جهد سأقوم به في سبيل الارتقاء بالمهرجان، إلى جانب أنه مهرجان السينمائيين، ويخصنا كسينمائيين مصريين وعرب.

وكيف رأيت مستوى الأفلام المشاركة في المسابقة؟

فهمت أنه تقدم للجنة المشاهدة عدد كبير، وصلوا في النهاية لـ16 فيلم، المستوى كان مثل كل المهرجانات الدولية متقارب جدًا منها، عدد الأفلام الجيدة أقل من عدد الأفلام الأقل جودة.

لكن هناك مشكلة تواجه المهرجان منذ سنوات أنه يقبل مشاركة أفلام في مسابقته الرسمية سبق وشاركت في مهرجانات أخرى.. ما تعليقك؟

الأمر يرجع إلى أن المهرجانات الأخرى لها سمعة أكبر، وربما أهمية أكبر، لأن لها فترة أطول من مهرجان القاهرة السينمائي، مثل "كان"، "فينيسيا"، "برلين".

سمعة أم لأن ميزانية كل مهرجان مما ذكرت أكبر بكثير؟

الاثنان، عندما تُمنح جائزة قيمتها المادية كبيرة للفيلم، سيسعى بالطبع صنّاع الأعمال السينمائية للمشاركة في المهرجان، وللتنافس للحصول عليها، الأمر الثاني اسم المهرجان بعد 25 يناير تأثر جدًا، وعلينا الارتقاء مرة أخرى بمستواه.

وكيف يصل مستوى "القاهرة السينمائي" لمهرجانات مثل "كان" و"فينيسيا"؟

سأقول لكِ شيئًا واحدًا، ميزانية مهرجان كان 50 مليون يورو، تأتي من قسم الثقافة في وزارة الخارجية الفرنسية، وزارة الثقافة، شركات سينما، مطار نيس، المطافي، رابطة سواقين التاكسي، رابطة المطاعم والفنادق، وتمنح شركات السيارات للمهرجان 50 عربية، لتحركات الضيوف. وقت رئاستي للمهرجان كانت وزارة الثقافة تمنحني 200 ألف جنيه فقط.

وما تعليقك على غياب الفيلم المصري عن المهرجان هذا العام؟

صادفت هذه المشكلة أثناء رئاستي للمهرجان، والسبب اهتمام صنّاع السينما بإنتاج أفلام تجارية أكثر منها دولية، لا يستطيع القائمون على المهرجان تقديمها للجان التحكيم لتمثل مصر.

وما الذي يدفع صنّاع السينما في مصر للمشاركة بأعمالهم في مهرجانات أخرى مثل مهرجان دبي على المشاركة في المهرجان الرسمي للدولة؟

لا أعرف، عليكِ طرح السؤال عليهم، لكن الميزانية ممكن تكون سببًا في تفضيلهم الذهاب لحضور مهرجانات أخرى كضيوف أو حتى كأفلام مشاركة.

وكيف ترى انتقاد البعض لقناة DMC التي كانت الراعي الرسمي للمهرجان خاصة بعد منع وسائل الإعلام من التسجيل مع الفنانين، ورأوا أنها المتحكمة في المهرجان؟

"محدش يقدر يتحكم في إدارة المهرجان"، هي دخلت كممول وتأخذ مقابل ذلك خدمات من المهرجان، وقت رئاستي للمهرجان كان التليفزيون المصري هو الراعي وبعد مرور السنوات لم يعد في نفس المكانة، وعليه تم اختيار قناة خاصة لديها امكانيات، ولفت نظرهم للخطأ الخاص بمنع وسائل الإعلام من التسجيل، وهو أمر نتج عن حداثة عهدهم في تنظيم المهرجان.

في السنوات الأخيرة ظهرت الكثير من المهرجانات.. هل ترى أن تأثيرها سيكون سلبي على "القاهرة السينمائي"؟

"ياريت يبقى فيه 5000 مهرجان في مصر، ياريت كل مدينة يكون فيها مهرجان، مهرجان طنطا السينمائي، ومهرجان سوهاح والمنيا، وجود المهرجانات أمر جميل وحضاري".

في ندوة أقيمت ضمن فعاليات "القاهرة السينمائي" قال المخرج مجدي أحمد علي أن مشكلة السينما تُحل بتليفون رئاسي لكن صناع الفن فشلوا في اقناع الدولة بقيمة الفن وأهميته.. هل تتفق معه؟

ابتعدت منذ سنوات عن فكرة أن الدولة هي الحل، وضد أن تشارك الدولة في صناعة السينما، فعندما حدث ذلك في الستينات، وتم تأميم السينما خسرت الدولة أموال طائلة، صحيح قدمنا مجموعة من الأفلام المهمة، لكنها أفلام قليلة جدًا مقارنة بالأفلام التي "اترمت في الزبالة"، فمؤسسة السينما كانت ميزانيتها 9 مليون جنيه وهو مبلغ كبير وقتها، فالخسارة كانت فادحة، في النهاية أنا ضد تدخل الدولة في الفن وضد الرقابة.

لكن للدولة دور في محاربة القرصنة وتشجيع بناء دور العرض مثلًا؟

طبعًا محاربة القرصنة دور الدولة، لكن دور العرض في العالم كله قطاع خاص، لكن الأزمة في فكرة الاستيراد نحن ليس صنّاع سينما نحن تجار، نستورد كل ما له علاقة بالصناعة ولا نقوم بإنتاجه "ستارة السينما، آلات عرض والكاميرات"، المنتج النهائي الذي يخرج للنور هو الثقافة، وكنت قد طلبت أثناء تواجدي ضمن لجنة شُكلت للارتقاء بالسينما قبل سنوات، وجود تسهيلات في الجمارك، وفي الضرائب.

هل ستتولى رئاسة المهرجان العام المُقبل؟

سمعت أنه تم ترشيحي، لكن رسميًا لم يتحدث معي أحد، ولم يُعرَض عليّ الأمر حتى الآن، وإذا عُرض عليّ المنصب سأفكر قبل تحديد موقفي، ومن الصعب تحديد موافقتي من عدمها في الوقت الحالي، والتفكير مرتبط بكثير من الأمور المتعلقة بالمهرجان، وعوامل كثيرة لابد من توفيرها لي حتى أقبل المنصب.

فيديو قد يعجبك: