إعلان

الصوم وقاية .. فهل تعرف من ماذا؟

04:30 م الثلاثاء 06 يونيو 2017

الصوم وقاية .. فهل تعرف من ماذا؟

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

بقلم – هاني ضوَّه :

نائب مستشار مفتي الجمهورية

لا شك أن شهر رمضان يعد فرصة عظيمة لكي يغير الإنسان من سلوكه وطباعه السيئة ويكتسب خصالًا حميدة تقربه من الله عز وجل وتجعله يعيش في سلام ومودة ومحبه مع الخلق جميعًا، ولا يكون ذلك إلا من خلال الصيام .. ولا أقصد بالصيام هنا مجرد الامتناع عن الطعام والشراب فقط بل أقصد صيام النفس عن كل خلق ذميم أو فعل محرم أو قول غير محمود، لا وحتى كل خاطرة مسيئه أو فاسدة قد تخطر في بال الإنسان.

لذا نجد أن الصوم بشروطه هذه يحقق منافع كثيرة قل ما تجدها في غيرها من العبادات، فهو يحقق السلام النفسي والداخل للإنسان فضلًا عن الاستقرار المجتمعي وإشاعة روح المحبة والإيجابية بين الناس فيقي الأنفس والمجتمعات من الاضطراب.

ولهذا أخبرنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن: "الصوم جُنَّة" .. أي وقاية .. فهو وقاية للمسلم من شر نفسه، ووقاية للمجتمع من شرور النفس، لأن الصائم الحق الذي يصوم رمضان إيمانًا واحتسابًا، ويترك الشحناء والبغضاء والغيبة والنميمة وسوؤ الاخلاق، يكون بصومه في وقاية من الوقوع في المعاصي، ووقاية من النار، وهو بذلك يحقق معنى التقوى التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في فريضة الصيام حيث قال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.

وهكذا تجتمع التقوى مع المغفرة لعباد الهل الصائمين فيستعدون ويتهيئون لها في قوله سبحانه وتعالى لعلكم تتقون.

وإذا كبَح الصوم المعاصي نال العبد منزلة راقية في العبودية لله؛ لأنَّ الصوم الذي يراد به مجرد الإمساك عن الطعام والشراب يستطيعه كثير من الناس، إلا أنَّه سبحانه أراد من عباده أن يكون صومهم منقياً لهم من المعاصي وما دار في فلكها، لذلك وصف النبي صلى الله عليه وآله وسلم الصوم فقال: "الصيام جنة، فلا يرفث ولا يجهل، وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل: إني صائم - مرتين -، والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي، الصيام لي وأنا أجزي به، والحسنة بعشر أمثالها " وفي لفظ لأحمد :" جنة وحصن حصين من النار".

وقد ذكر الإمام ابن حجر العسقلاني أنَّ العلماء: "اتفقوا أنَّ المراد بالصيام صيام من سلم صيامه من المعاصي قولاً وفعلاً"، وقال كذلك: " الجنة الوقاية والستر، وقد تبين بهذه الروايات متعلق هذا الستر وأنه من النار.

وقال الإمام القرطبي: "جنة" أي سترة، يعني بحسب مشروعيته، فينبغي للصائم أن يصونه مما يفسده وينقص ثوابه، ثم عقب قائلا : "ويصح أنه يراد أنه سترة بحسب فائدته، وهو إضعاف شهوات النفس، وإليه الإشارة بقوله :" يدع شهوته".

إذا فالصوم هو نقطة تحول للمسلم ووقاية له من سوء الخلق والأحقاد والغل وسوء الطوية وسوء معاشرة الناس والأهل، وفرصة للخروج من كبر النفس، وتعالي بعضنا على بعض، وتقطيع الأرحام، والسعي في الأرض فسادًا، وهو وقاية من فحش اللسان والكذب والخيانة والغيبة والنميمة وغيرها من الأخلاق السيئة.

جاوب واكسب مع فوازير مصراوي , للمشاركة أضغط هنا سارع بخروج زكاة الفطر _ زكاتك هتوصل للمستحقين مصراوي هيساعدك أضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان