إعلان

هل تنجح السينما التركية في مصر والدراما المصرية في تركيا ؟

04:31 م الأربعاء 10 أكتوبر 2012

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - نورهان سراج :

فرضت الدراما التركية نفسها على السوق المصري خلال الفترة الماضية، وسواء اتفقناً  أم اختلفنا حول نوعية الأعمال التركية التى نشاهدها على الشاشات، من حيث العادات والتقاليد الخاصة بمجتمعاتنا الشرقية، وعدم تقبلها لمشاهد القبلات والأحضان والملابس الشبه عارية المتحررة، وأيضاً العلاقات المنفتحة دون أية حدود، فتلك صور ترفضها مجتمعاتنا بشدة لكونها منافية للآداب والتقاليد والدين قبل كل ذلك.

لكن مع كل ذلك فقد استطاعت الدراما التركية غزو الفضائيات العربية محققة نجاحات كبيرة وبقوة في مصر بتحقيقها أعلى نسبة مشاهدة بدايةً من مسلسل '' نور '' الأشهر والذى حقق نجاحاً منقطع النظير، ومازال يحقق النجاح حتى الآن ومروراً بمسلسل '' العشق الممنوع ''، وغيرها من المسلسلات التركية .

فهل يرجع ذلك لأن تلك الأعمال تعرض في موسم ركود للدراما المصرية، خاصة أنها تعرض في موسم أخر غير شهر رمضان، وهو الموسم الوحيد الذي يشهد انتعاشة حقيقية للدراما المصرية، أم هناك اسباباً أخرى ترجع لقيمة هذه الأعمال الحقيقية الفنية العالية ومستوى جودتها العاليـ وهو ما تفتقده الأعمال الدرامية المصرية في السنوات الماضية مما دفع الجمهور لمشاهدة المسلسلات التركية وانجذابه بشدة لها.

بالإضافة إلي أن هناك غزواً جديداً من الأعمال التركية، لكن في السينما لمصر خلال الفترة السابقة رغم محاولة مصر بالمنافسة ببعض الأعمال الدرامية المصرية لتركيا.

وفى هذا التحقيق  نتعرف على رأى بعض النقاد  حول غزو الأعمال التركية في السينما والتلفزيون لمصر وقيام مصر، وأيضاً بمحاولة منافسة هذه الأعمال ببعض التجارب البسيطة مثل دبلجة بعض المسلسلات المصرية للتركية وغزوها للسوق التركية.

في البداية  فسر بعض النقاد أسباب هذه الظاهرة التي تتمثل في نجاح المسلسلات التركية، بأن هناك عوامل جذب قوية للمشاهد المصري تجاه هذه الأعمال منها، وسامة الممثلين الذين يشاركون في مثل هذه الأعمال،  بالإضافه إلي فخامة الديكورات والأماكن الطبيعية المبهرة التي يتم التصوير فيها.

وهو ما جعل بعض المنتجين يهتمون بجودة الصورة في رمضان 2012 في بعض المسلسلات المصرية  مثل مسلسل ''مع سبق الإصرار'' الذى قدمته غادة عبدالرازق، ومسلسل  ''9 شارع جامعة الدول''  للفنان خالد صالح وأيضاً مسلسل ''الخواجه عبد القادر'' للنجم يحيى الفخراني، ومسلسل ''نابليون والمحروسه'' للفناة ليلي علوي، ويرى البعض الأخر أن الدراما المصرية بدأت تستعيد مكانتها في الفترة الماضية من خلال بعض الأعمال الدرامية التي سبق ذكرها.

كما تجدر الإشارة ، إلي أنه بدأ مؤخراً دبلجة بعض المسلسلات المصريه إلي التركية، وذلك لعرضها على شاشة التليفزيون التركي و منها مسلسل ''الدالي'' للنجم الكبير نور الشريف، ومسلسل ''سقوط الخلافة'' وذلك بهدف غزو المسلسلات والدراما المصرية للسوق التركية ومشاهدة الجمهور لها خاصة الأعمال المتميزة منها.

أما عن غزو السينما التركية لمصر فى الفترة السابقة خاصة، أنه يتم حالياً عرض الفيلم التركي ''السلطان الفاتح'' بدور العرض فى مصر حالياً، وذلك نوعاً جديداً من غزو تركيا لمصر من خلال أعمالها الفنية.

وعن غزو الإنتاج التركي لمصر فى الفترة السابقة، تقول الناقدة ماجدة موريس أن دبلجة المسلسلات المصرية إلى التركية لعرضها في تركيا سيحقق نجاحاً كبيراً،  وذلك لأن المسلسلات المختارة تتميز بقيمة فنية عالية.

وأشارت موريس، إلى أن أسباب نجاح الدراما التركية تعود لكون المنتجين الأتراك ينفقون أمولاً ضخمة على إنتاج اعمالهم الفنية مما يعود بالنفع على العمل ويحقق النجاح المتوقع له.

وتضيف الناقدة ماجدة خير الله قائلة، إن عرض الفيلم التركي ''السلطان الفاتح'' في مصر حالياً يعتبر بمثابة  ظاهرة صحية، مؤكدةً على ضرورة مشاهدة مختلف السينمات العالمية ، ولا نقتصر فقط على  مشاهدة السينما الأمريكية.

وأضافت أنه سبق وتم عرض فيلماً تركيا أخر بعنوان ''وادي الذئاب '' في السينمات المصرية منذ عامين، لكنه لم يلقى نجاحا لأنه لم يحظى بدعاية كافية فى مصر .

وأكدت خير الله، أنه من الصعب توقع نجاح أو فشل فيلم ''السلطان الفاتح'' في مصر، خاصة أنه يعتبر من الأفلام التاريخية المهمة، ويحوي عناصر إبهار كثيرة للجمهور، منها المعارك التاريخية ، مشيرةً إلى أن جمهور الدراما التركية مختلف تماماً عن جمهور السينما لذلك يصعب توقع نجاح هذه التجربة حالياً.

من جانبه يرى الناقد طارق الشناوي، أن عرض أفلام تركية في مصر هو رد فعل طبيعي للغزو التركي الذي حدث في السوق المصرية في الفترة الماضية ، مؤكداً أنه يعتبر شيئاً جيداً أن يحدث التبادل الفني بين البلدين ويظهر في جميع المجالات الفنيه مثل الدراما والسينما، وأيضاً الغناء، مشيراً لما قامت به المطربة غاده رجب بالغناء باللهجة التركية في البومها الجديد وذلك على سبيل المثال.

وأضاف الشناوي أن عرض فيلم تركي في مصر بعد نجاح الدراما التركية لا يعني بالضرورة نجاح السينما التركية أيضاً، مدللاً على ذلك بأن هناك ممثلون في الدراما لا يلقوا نجاحا في السينما والعكس أيضاً.

ويقول الناقد رفيق الصبان، أنه شاهد العديد من الأفلام التركية أثناء عمله بلجنة المشاهدة في مهرجاني القاهرة والإسكندرية السينمائي الدوليين، مؤكداً أن الأتراك يقدمون السينما الكوميدية والاجتماعية والأكشن والتاريخية على مستوى عالي جداً وبجرأة شديدة.

وتابع قائلاً أن الأفلام التركية إذا قامت بدعاية كافية في مصر أثناء عرضها في السينمات ستغزو السوق لأنها تحمل جودة فنية عالية بالإضافة إلي أن الممثلون فيها يتميزون بالوسامة الشديدة.

وأضاف الصبان أن خطورة هذا الغزو، تكمن في أن تكون مثلها مثل السينما الهندية في الستينات وحتى نهاية التسعينات،  حيث غزت السوق المصرية وكادت أن تطيح بالأفلام المصرية وقتها وهذه كارثة كبرى.

أما الناقد نادر عدلي،  فيرى أنه لا يوجد  فيلماً عالمياً في مصر ينجح تجارياً سوى الفيلم الأمريكي، مضيفاً أن تركيا ليس لها باعاً كبيراً مثل امريكا في تجارة السينما.

وأضاف عدلي، أن الأتراك قاموا في الماضي بالإستعانة بالفنان الراحل فريد شوقي في عدة أفلام لهم، لتسويقها جيداً في مصر ولكنها لم تجد نجاحاً ورواجاً كبيراً، رغم مشاركة ممثل مصري فيها بحجم فريد شوقى، متوقعاً عدم نجاح التجربة التركية فى مصر فى مجال السينما .

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان