إعلان

عن الدورة الـ86 لمهرجان برلين السينمائي.. مسابقة ضعيفة وجوائز مرتبكة

04:01 م الثلاثاء 27 فبراير 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- أحمد الجزار

أسدل الستار، أمس الأول الأحد، عن الدورة 86 لمهرجان برلين السينمائي، الدورة الأكثر جدلا وضعفا منذ سنوات، فعنوان أي دورة لمهرجان كبير يتمثل في قوة أفلام المسابقة الرسمية إلى جانب الأسماء المشاركة خلال الدورة، وهذا العام اتسمت أفلام المسابقة بالضعف لدرجة أن البعض أكد أنه لم يعثر على الفيلم الذي يستحق الفوز بدب برلين الذهبي، فالمسابقة ضمت أفلاما جيدة، وأفلاما أخرى ضعيفة لا تستحق المشاركة، بينما افتقدت للأفلام المتميزة والرائعة التي تستحق التتويج .

صورة 1

أفلام تعرضت للظلم

المسابقة ضمت 19 فيلما هذا العام، منها 4 أفلام ألمانية، الغريب أنه لم يحصل أي منها على أي جائزة رغم تميز بعضها، وأفلام أخرى، ومنها فيلم "بين الممرات" للمخرج توماس ستوبر، الذي قدم أبرز أفلام المسابقة خلال هذه الدورة بشهادة معظم النقاد، بل اعتبره البعض الأقرب لدب برلين، لتقديمه موضوعا يتعلق بارتفاع حالات الانتحار في المجتمعات الرأسمالية، بعد أن انصهرت الاشخاص مع الآلة، وذلك في إطار فني متميز، وحالة فنية شبه مكتملة إلى جانب الأداء التمثيلي الرائع، لكن خروج الفيلم، دون جوائز، رغم أن رئيس لجنة التحكيم مخرج ألماني أثار كثيرا من التساؤلات.

الموقف نفسه تكرر مع فيلم "ترانزيت" الذي يقوم ببطولته فرانز بوكوفسكي وباولا بير، وهو مقتبس من رواية بالعنوان نفسه، تدور خلال الحرب العالمية الثانية، حينما يتم تكليف شاب في السابعة والعشرين من عمره، بتوصيل رسالة إلى شخص ما ألماني يعيش في باريس، لكنه يعلم أن الرجل الذي يبحث عنه قد انتحر، ويبدأ في جمع المعلومات عنه وعمّا كان يفعله ويعيد رسم صورة كاملة لحياته في زمن الصراع، ويقوم بانتحال شخصيته للهروب إلى المكسيك .

أيضا من الأفلام التي خطفت الأنظار في مسابقة المهرجان، وخرجت دون جوائز الفيلم النرويجي "تويا 22 يوليو" ، وهو أول فيلم يستعرض الحادث الإرهاب الذي حدث في جزيرة تويا النرويجية منذ 7 سنوات، عندما قام أحد المتطرفين بإطلاق النيران بشكل عشوائي علي معسكر للشباب داخل هذه الجزيرة، وقتل 69 شخصا، وأصاب 66 آخرين بجروح، وكان خلال ذلك يهتف ويهلل فرحا، وقد استمر هذا الشخص في إطلاق النار لأكثر من ساعة قبل أن تتمكن الشرطة من القبض عليه، وحكم عليه بالسجن لمدة 21 عاما، وهو الفيلم الذي تم تصويره بطريقة اللقطة الواحدة ، كما أن الفترة الزمنية للفيلم هي نفسها التي قضاها الشباب في حالة الهلع أثناء إطلاق النار، واعتبره النقاد أحد الأفلام المتوقع حصولها على جائزة خلال هذه الدورة

صورة 2

أفلام لا تستحق المسابقة

من بين 19 فيلما أفلام لا تستحق المشاركة، ولم تقدم جديد أو تحديا على المستوى الفني، ومنها الفيلم الإيراني "pig" للمخرج ماني حقيقي الذي سبق أن شارك منذ سنوات في المسابقة، ولكن يعد هذا الفيلم من أضعف الأفلام الإيرانية التي شاركت بالمهرجان خلال السنوات الأخيرة، خاصة بعد أن نجحت هذه الأفلام في التتويج بجوائز مهمة في المهرجان كان آخرها فيلم "تاكسي" للمخرج جعفر بناهي، ومن قبلها فيلمان للمخرج أصغر فرهادي، بينما "بيج" أو "خنزير" فهو فيلم كوميدي ساخر يحمل العديد من الإسقاطات، ويستعرض العقل الباطن لبطل الفيلم الذي يتعرض للعديد من المواقف الكوميدية بسبب هلاوسه .

ويقدم دور البطولة المخرج حسن قسماي الذي أوقفته السلطات الإيرانية عن الإخراج، منذ عامين دون أسباب معلنة، وحاول مخرج الفيلم أن يوظف أزمته بشكل كوميدي ساخر، ولكن خرجت التجربة بشكل أقل بكثير من المتوقع، ولكن جاء اختيار الفيلم لأسباب تتعلق بالدور السياسي الذي يلعبه المهرجان مع بعض المبدعين الذين يواجهون مشكلات مع مجتمعاتهم.

أيضا من الأفلام الضعيفة الفيلم الأمريكي "دامسيل" إخراج الشقيقين ديفيد وناثان زيلنر، وهو إعادة مملة لأفلام الويسترن، كما أنه لم يقدم أي جديد أو إضافة، أما النجمة الفرنسية الشهيرة إيزابيل هوبير، فكانت في أسوأ حالتها في فيلم "إيفا" الذي قدمت من خلاله دور عاهرة، ورغم أن الفيلم لمخرج كبير، وهو الفرنسي بينوا جاكوب، حيث وقع الفيلم في إطار الرتابة والإفلاس علي مستوي الشكل والمضمون، ولم يحمل أي تحديات جديدة على أي من المستويات، وكان متوقعا خروجه خاوي الوفاض. الموقف نفسه يتكرر مع الفيلم الألماني "شقيقي اسمه روبرت وهو أحمق" للمخرج فيليب جروننج، ويقدم الفيلم قصته في إطار تقليدي ممل، ورغم أنه قصة تحمل قدرا من الإثارة بطبعها بسبب وجود علاقة جنسية بين شاب وشقيقته إلا أن تقديم الفكرة لم يحمل أي إثارة على مستوى الشكل أو الإطار الفني.

فيلم ماج - صورة 2

جوائز مرتبكة

أثارت بعض الأفلام الفائزة خلال هذه الدورة العديد من التساؤلات أبرزها الفيلم الرومانية "لا تلمسني" للمخرجة أدينا بينتيلي، والذي توج بدب برلين الذهبي، خاصة أن الفيلم نفسه لم يتفق عليه، سواء على المستوى الفني أو الطرح، فهناك من تعرض للإزعاج، وغادر القاعة بعد نصف الساعة، وهناك من تفاعل مع الفيلم وقصته، وعاش الحالة مع شخصياته، وهذا ما جعل البعض لا يتوقع فوز الفيلم نهائيا، خاصة بعد أن انتقد الكثير بسبب مشاهد العري المتعددة في الفيلم

وتطرح المخرجة الرومانية الذي تقدم فيلمها الروائي الأول قصة العلاقة بين الشخص وجسده، من خلال سيدة لا تستمتع بالعلاقة الحميمة ولا تشعر بجسدها، وشاب معاق جسديا يفشل بسبب إعاقته في إتمام هذه العلاقة، ومتحول جنسي يسعي لتوفير السعادة الجنسية لكل من حوله، الفيلم جمع بين الإطار التسجيلي الذي اعتادت عليه المخرجة والإطار الروائي، حتي إنها ظهرت خلال أحداث الفيلم لترصد حكايات شخصياتها، هذا الإطار الفني جعل الفيلم مصدر إزعاج للكثير أيضا، وفي الوقت نفسه حمل تحديا كبيرا على مستوى الشكل بالنسبة للفيلم التقليدي، وقد يكون هذا سبب حماس لجنة التحكيم للفيلم الذي يقدم موضوع غير تقليدي في أطار فني أيضا غير تقليدي.

أيضا من الجوائز غير المريحة هي جائزة السيناريو الذي حصل عليها الفيلم المكسيكي"المتحف" للمخرج ألونسو ريوز بالأثيوس في فيلمه الطويل الثاني، والذي يروي فيه بتصرف حكاية سرقة عدد من القطع الأثرية من متحف المكسيك الوطني في منتصف الثمانينيات. حيث قام بطل الفيلم بسرقة المحقق كنوع من المغامرة التي قد تضعه في مكانة مختلفة، خاصة أنه يميل إلى المغامرات بطبعه، الفيلم أقرب للسينما التجارية، ولا يحمل أي تحديات على مستوي السيناريو أو الإخراج، بل كان بطل الفيلم الممثل المكسيكي جايل جارسيا بيرنال، أحد المرشحين للحصول على جائزة أفضل ممثل، باعتبار أن فئة التمثيل رجال هذه الدورة كانت الأضعف منذ سنوات ، وكانت معظم البطولات هذه الدورة للنجمات وليس للرجال.

بينما جاءت جوائز أفضل ممثلة أنا برون عن فيلم The Heiresses ،وجائزة لجنة التحكيم للفيلم البولندي "mug" وجائزة الإخراج للمخرج ويس أندرسون عن فيلم "جزيرة الكلاب" مقنعة تماما .

فيديو قد يعجبك: