في عيده.. كيف تناولت السينما حياة الفلاح؟

كتبت- منى الموجي:
في التاسع من سبتمبر من كل عام، يحتفل المصريون بعيد الفلاح المصري، وهو التاريخ الذي صدر فيه قانون الإصلاح الزراعي عقب ثورة يوليو عام 1952، واهتمت السينما المصرية بنقل واقع الفلاح، وتقديم عدد من الأفلام التي اتخذته بطلًا لقصصها.
وفي يوم عيده، نرصد كيف تناولت السينما حياة الفلاح..

الأرض

أول الأعمال التي ستخطر على البال فيلم "الأرض"، عن واحدة من أهم روايات الكاتب عبدالرحمن الشرقاوي، وحملت نفس الاسم، حوّلها للسينما المخرج العالمي يوسف شاهين، وأصبح الفيلم علامة بارزة في تاريخ كل من شاركوا فيه.

يحكي الفيلم قصة مجموعة من الفلاحين، الأرض هي عرضهم وحياتهم، يرفضون ظلم الباشا الإقطاعي، الذي يقلل "نوبة" ري أراضي الفلاحين، لصالح ري أراضيه، وما يزيد الأمر سوءًا، هو أنه أراد تسهيلًا على نفسه أن يتم شق طريق أمام قصره، بصورة تجعله يتعدى على أراضي الفلاحين، الذين يستميتون في الدفاع عن أرضهم، ويتعرضون للإهانة والضرب والسحل، كما حدث مع "محمد أبو سويلم" الذي قام بأداء شخصيته الفنان محمود المليجي.

وكتبت الشاعرة نبيلة قنديل كلمات "الأرض لو عطشانة نرويها بدمانا"، ووضع اللحن الفنان الكبير علي إسماعيل.
"الأرض" شارك في بطولته يحيى شاهين، عزت العلايلي، نجوى إبراهيم، حمدي أحمد، عبدالوارث عسر.

شيء من الخوف

في فيلم "شيء من الخوف" يكد الفلاح ويتعب طوال العام في زرع أرضه، ليبيع ما يحصده ويعيش بثمنه حتى موعد الحصاد الجديد، إلا أنه عتريس ورجاله لا يتركونهم في حالهم، وتنكيلًا بالفلاحين، يحرقون الأراضي، ويقومون بتبويرها.

ويعتبر مشهد الفنانة شادية "فؤادة" الذي تفتح فيه "الهويس" لتروي الأرض التي جفت، بعدما أطلق عتريس أوامره بمنع وصول المياه لأراضي الفلاحين، إمعانًا في إذلالهم، من أجمل مشاهد الفيلم.
"شيء من الخوف" مأخوذ عن نص أدبي كتبه الكاتب ثروت أباظة، بطولة شادية، محمود مرسي، يحيى شاهين، صلاح نظمي، محمد توفيق، ومن إخراج حسين كمال.

الحرام

من أهم الأفلام التي قُدمت عن الفلاح المصري، وأكثرها رصدًا لمعاناة من يعملون بالأجرة في أراضي الغير، فمن يتعب فيهم، لا يجد قوت يومه، هو فيلم "الحرام" المأخوذ عن نص أدبي للكاتب الكبير يوسف إدريس.

يمرض عبدالله بصورة تمنعه عن مزاولة عمله وجلب المال الكافي لبيته، وتتحمل زوجته العبء كاملًا، لكنها تتعرض لموقف يجعل حياتها تنقلب رأسًا على عقب، إذ يغتصبها أحد شباب القرية، وتحمل منه، وتفشل في التخلص من حملها، وبعد وضع جنينها تضطر لقتله، وتعود لعملها فتُصاب بحمى النفاس، وتموت وينكشف أمرها وأمر وليدها.
نال الفيلم إعجاب النقاد، خاصة عند عرضه في مهرجان "كان السينمائي"، شارك في بطولة الفيلم فاتن حمامة، عبدالله غيث، زكي رستم، ومن إخراج هنري بركات.

ابن النيل

فيلم "ابن النيل" يرصد نموذجًا للفلاحين الذين أرادوا يومًا مغادرة الأرض والفلاحة والذهاب للقاهرة، حيث حياة السهر والأضواء، وكيف أنه يكتشف في النهاية زيف هذه الحياة، وأنه ضحى بالثمين في مقابل حياة ليست له، فيقرر العودة لأرضه ولوالدته وشقيقه، وفي نفس الوقت تكون عودته سببًا في إنقاذه لنجله، الذي تركه في نفس يوم ميلاده، اعتقادًا منه أن زوجته ماتت أثناء الولادة، ومع عودته يكتشف أن زوجته على قيد الحياة.

"ابن النيل" تأليف نيروز عبدالملك ويوسف شاهين، بطولة يحيى شاهين، شكري سرحان، فاتن حمامة، فردوس محمد وسميحة توفيق، ومن إخراج يوسف شاهين.

زينب

من أوائل الأفلام التي اتخذت من القرية مسرحًا لأحداثها، كان فيلم "زينب"، قُدم الفيلم المأخوذ عن رواية حملت نفس الاسم للكاتب محمد حسين هيكل مرتين، الأولى بطولة بهيجة حافظ مع سراج منير في عام 1930، والثانية عام 1952 وقام ببطولته يحيى شاهين وراقية إبراهيم.

تدور أحداث الفيلمين حول زينب التي تعمل أجيرة في أراضي الغير، وتقع في حب شخص يُدعى إبراهيم، لكن أهلها يرفضون ارتباطهما، ويجبرونها على الزواج من شخص ثري لا تحبه، فتعاني من فراق الحبيب ومن العيش مع رجل لا تحبه، وتُصاب بمرض تعاني منه لفترة قبل أن يعود إبراهيم، الذي ذهب لأداء فترة "الجهادية"، ليحاول مساعدتها

أفلام أخرى

ومن الأفلام التي تناولت حياة الفلاح المصري، أو جزءًا من حياته "ليلى بنت الريف"، "الأفوكاتو مديحة"، "دعاء الكروان"، "الزوجة الثانية"، "رجب فوق صفيح ساخن"، و"عنتر شايل سيفه".