إعلان

حوار- سحر رامي: وفاة حسين الإمام صدمة عمري.. وتوقعت رحيلي قبله

05:12 م الثلاثاء 20 سبتمبر 2016

حسين الإمام وسحر رامي

حوار- منى الموجي:

لا نتوقع أنهم سيتركونا يوما ويرحلون، نؤمن أن القدر أوجدهم في حياتنا ليكونوا السند، فنرفض أن تمر فكرة رحيلهم على مخيلتنا، الأكبر من ذلك أننا نتوقع رحيلنا، ونطلب منهم أن يتذكرونا، هكذا فكرت الفنانة سحر رامي أن زوجها الفنان حسين الإمام سيبقى بروحه المرحة سندا لنجليهما يوسف وسالم بينما سترحل هي، حتى صُدمت بمشهد رحيله.

"مصراوي" التقى الفنانة سحر رامي لتحدثنا عن أخر أعمال حسين التمثيلية وأولى تجاربه في عالم الإخراج " زي عود الكبريت "، وعن فلسفته في الحياة، إلى الحوار..

في البداية.. كيف جاءت حسين الإمام فكرة فيلم " زي عود الكبريت "؟

الفكرة كانت موجودة لدى حسين منذ أن عرفته، وأوقات كثيرة أثناء مشاهدتنا للأفلام الأجنبية في المنزل كان يغلق الصوت ويحكي لي حوار مختلف عن الفيلم من وحي خياله مُقلدا الممثلين، وفكرة الاستعانة بمشاهد من أفلام مختلفة وكتابة سيناريو وحوار لها وإعادة مونتاجها ليظهر فيلم مختلف، نفذها من قبل عندما كان يمتلك نادي فيديو وصنع فيلم من أفلام أجنبية وكتب لها حوار، سجلناه أنا ونهى العمروسي، شريف منير ، والفت إمام، وأجرنا استوديو وعملنا دوبلاج وأطلقنا عليه اسم " فطومة وفتوح " وعمل منه نسختين لتأجيرهم في النادي الخاص به، وكل من يشاهده يعود له متسائلا "ايه الفيلم ده يا حسين"، ودائما ما كان يردد أنه سيصنع فيلم بهذه الطريقة في يوم من الأيام وظل يجمع أفلام والده المخرج حسن الإمام ويحصل على شهادات ويرفع قضايا ليثبت امتلاكه لهذه الأفلام، حتى خرج " زي عود الكبريت " للنور .

لماذا لم يفكر أن تكون أولى تجاربه الإخراجية فيلم يشبه السائد ؟

علاقة حسين بالإخراج لم تكن وليدة فيلم " زي عود الكبريت "، فهو يحب الإخراج وأخرج كليب " جت الحرارة " للفنانة يسرا والأغنية أيضا من تلحينه، وعلى مدار مشواره الفني لم يقدم شيء تقليدي أو يشبه السائد ، مثلا عندما قدمنا فيلم " كابوريا " عمل "بوكس" في السرايا، والجميع استغرب من الفكرة والمخرج خيري بشارة كان خايف من الفيلم لأنه غريب وقتها، لكن بعد ذلك وجدنا أفلام كثيرة تشبه " كابوريا "، واعتقد أن لو كان حسين بيننا اليوم لطلب منه كثيرون تنفيذ فكرة " زي عود الكبريت " على أفلامهم، مثلما فعلت الفنانة نادية الجندي التي اعجبت بالفكرة وعرضت عليه أن ينفذها على أفلامها.

وما سبب تأخير طرحه في السينمات رغم مشاركته منذ عام تقريبا في مهرجان القاهرة السينمائي؟

الأمر يتعلق بظروف التوزيع، عرضنا الفيلم على أكثر من شركة، وحصل اتصال مع أكثر من جهة موزعة لكن لم نصل لاتفاق محدد، إلى أن اتفقنا مع شركة ماد سلوشنز، كل الموزعين الذين عرضت عليهم الفيلم قالوا لي إن الفيلم لن يستمر في دور العرض، لأنه لا يشبه الحالة الموجودة في الوقت الراهن، ولم يستوعبوا الفكرة "لو حسين كان موجود كان شربلهم الفكرة ، لأن لديه القدرة على فعل ذلك".

سحر رامي وحسين الإمام

كثير من مشاهد " زي عود الكبريت " توضح حنين حسين لشكل مصر في الملكية.. هل كان يقصد ذلك؟

بالفعل، كان هذا ما يقصده حسين، فكرة الحنين لشكل مصر في هذا الوقت، شكل الستات، الملابس، الشوارع ، الطريقة التي كانوا يتحدثون بها، "احنا ليه بنتبسط لما بنتفرج على أفلام الأبيض والأسود لأن الجو العام بتاع الفيلم رائع مفيش دوشة"، عكس اليوم أصبحنا نمثل بطريقة غريبة، والموضوعات التي نطرحها مختلفة تتناسب مع العصر الذي نعيش فيه و"دوشة الحياة".

لكنه في نفس الوقت كان يسخر من أسلوب كلام الممثلين في الأفلام استخدمها بفيلمه ؟

"هو ده حسين الإمام ، حب يألش على شيء حس انه مش واقعي زي الطربوش اللي مش بيقع من على راس الممثل رغم الضرب الذي يتعرض له في المشهد".

يقولون عن حسين الإمام إنه جاء الدنيا ليضحك ويرسم البسمة على الوجوه .. إلى أي مدى يرتبط هذا القول بالحقيقة؟

إلى حد بعيد، لم يكن يحب التفكير فيما مضى، في إحدى المرات كنا نشاهد فيلم " كابوريا " بعد مرور 17 عام على إنتاجه ، فوجدتني أقول له وأنا أشعر بالضيق " ياه بقاله 17 سنة.. ياه الوقت عدى بسرعة المفروض على الاقل كنا نعمل 17 فيلم وانا متضايقة" ، فرد "وايه يعني فات 17 سنة ومعملناش 17 فيلم"، هذه طريقته وفلسفته في الحياة، لا يفكر في السنوات التي انقضت، لكن يفكر ماذا سنفعل غدا.

سحر رامي مع نجليها يوسف وسالم حسين الإمام

كيف اختلفت حياتك عقب وفاة حسين الإمام ؟

" صدمة عمري .. شوفنا الدنيا سودة "، قبل وفاته لم يشغلني التفكير ولو للحظة أنه سيغادر الدنيا قبلي، العكس هو ما كان يخطر على بالي أنني سأرحل قبله وسيبقى هو كما كان دائما سند لأولاده .

ألم يشكو قبل وفاته من أي مرض ؟

لم يشكو، قبل وفاته كان مشغول بتصوير دوره في مسلسل " كلام على ورق " في لبنان، وجاء في إجازة قصيرة إلى القاهرة للاحتفال بعيد ميلادي، وتوفي أثناء تواجدنا في البيت، لنفتقده كأسرة، ويفتقد الفن قيمة فنية وإنسانية كبيرة.

فيديو قد يعجبك: