إعلان

نشأت الديهي: أردت تلقين أردوغان درسًا لن ينساه.. واستمراري بتركيا خيانة للوطن (حوار)

12:17 م الثلاثاء 03 سبتمبر 2013

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - أحمد عبد المجيد:

''أخطأ أردوغان وعليه أن يعتذر ولم يعتذر، وها أنا أعتذر عن كل ما قيل في حق الشعب المصري، وعار على من يأتي على مصر، وعار عليّ إن استمررت في هذه المحطة''.. كانت أخر كلمات الإعلامي نشأت الديهي، أثناء تقديم استقالته على الهواء من محطة ''تي أر تي'' الفضائية التركية؛ احتجاجا على تصريحات رئيس الوزراء التركي طيب أردوغان بشأن مصر.

تحدث ''الديهي'' لمصراوي وقال إن ما يحدث من تصريحات أردوغان تجاه مصر ليست في مصلحة تركيا، واستمرار مثل هذه التصريحات سُتزيد عمق الأزمة والخلاف بين البلدين، مؤكدًا أن إدارة القناة حاولت اقناعه أن ما حدث في مصر بعد 30 يونيو انقلابا على الشرعية.

تخرج ''الديهي'' من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وبدأ مشواره الاعلامي ككاتب مقالات سياسية واقتصادية في عدد من الصحف والمجلات المصرية, قام بتأليف عدة كتب أبرزها كتاب ''قوانين مبعثرة على مائدة التجارة المصرية'' و''مصطفى كامل شاب من مصر'' و''محمد على بدايات قاسية وجد عظيم'' و''خطاب''.

* كيف بدأت عملك في التليفزيون التركي؟

بدأت العمل في التلفزيون التركي كمحلل سياسي واقتصادي للعلاقات والاتفاقيات الدولية التي لها علاقة بمصر، وبعد ثورة 25 يناير أهتم الأتراك بالمشهد السياسي المصري وعرضوا علىّ أن أقدم تحليل للمشهد وارتباطه بالعلاقات الإقليمية والدولية, ثم عرضوا بعد ذلك تقديم برنامج توك شو ''ميدان السياسة'' في قناة ''تي أر تي '' التركية، ووافقت بعد تفكير، وكان شرطي الأساسي أن مصر خط أحمر ولا يصح التدخل في شئونها, ولي الحق في اختيار الضيوف.

وتقوم فكرة البرنامج على مناقشة القضايا السياسية عبر استضافة من يمثلون أطرافها المختلفة، في محاولات تهدف الوصول إلى حلول وبدائل للقضية المطروحة.

* ما طبيعة الأزمة التي حدثت مع إدارة القناة؟

بعد 30 يونيو وسقوط مرسي, حاولت إدارة القناة اقناعي أن ما حدث في مصر انقلابا على الشرعية ولكنني أصريت على أن ما حدث هو ثورة نابعة من الشعب المصري, وفي النهاية وصلت معهم لاتفاق أن أكتب وأنقل ما يحدث في مصر بمنتهي الحيادية, وفوجئت بحملات شرسة في كل وسائل الإعلام التركية لتدعيم ما يدعوه بأنه انقلاب عسكري، وتحولت القناة إلى 90% شأن مصري و100% إخوان مسلمين.

* كيف عالجت هذا الموقف؟

حاولت أن أوضح للجميع أن ما يحدث من تصريحات رئيس الوزراء أردوغان تجاه مصر ليست في مصلحة تركيا من الناحية الاقتصادية والسياسية، واستمراره في إطلاق مثل هذه التصريحات ستزيد عمق الأزمة والخلاف بينه وبين الشعب المصري, ولم تأتِ محاولاتي بالنجاح واستمر على عناده.

* متى قررت الانسحاب من القناة والعودة إلى مصر؟

تحدثت مع أحد المسئولين الأتراك عن إيجاد حل للخروج من تلك الأزمة, فوعدني بأن هذه المشكلة ستنتهي خلال 5 أيام، عن طريق خروج الرئيس عبد الله جول ببيان يهدئ من روعة الشعب المصري، وانتظرت يوم 22 من الشهر الماضي خروج البيان والاعتذار للشعب المصري ولم يحدث، ولذا قررت الاعتذار عن الحلقة, وفوجئت بتطاول أردوغان على شيخ الأزهر، ومنذ ذلك الحين قررت أن ألقنه درسًا لا ينساه, وأثناء تقديمي لبرنامجي اتخذت قرار الاستقالة على الهواء كي أترك صدى كبير في نفوس الأتراك أن ما يحدث من حاكمهم سيضعهم في أزمات كبيرة قادمة.

* ماذا كان رد فعل المسئولين الأتراك بعد استقالتك؟

ما حدث أنهم قاموا بقطع الهواء عني بعد تقديم الاستقالة مباشرة، وفوجئت باتصالات كثيرة من كل التيارات السياسية في تركيا يستفسرون عن أسباب الاستقالة بهذه الطريقة، وحدثني مسئول بالتلفزيون وأبلغني أن الموقف تأزم بشكل كبير، بسبب عدم وجود رقابة على البرامج التي تبث على الهواء، وهناك اذى وضرر كبير سيلحق بالعاملين، وطلب مني إيضاح حقيقة الامر، وقمت بشرح موقفي.

* ولكن البعض يتصور أن ذلك تم بإيعاز من أحد في مصر؟

هاتفني مسئول كبير بتركيا وقال لي ''نحن نقدرك ونحترمك و ندرك تماما الضغوط التي مورست عليك من قبل الانقلابين في مصر من أجل أن تتقدم باستقالتك وتهاجم السياسة التركية'', فأكدت له أنني لم اتعرض لأي ضغوط من أحد في السلطة المصرية وليس لي علاقة بهم, ولكنني تعرضت لضغوط أخلاقية من سياستكم تجاه مصر ولذلك قدمت استقالتي، ثم تحدث معي أحد قادة الحزب ''الشعب'' المعارض، وقال أن التلفزيون التركي يقوم ببث خبر أن استقالتك جاءت نتيجة لضغوط الانقلابين، فقمت بتوضيح حقيقة موقفي له وأن هذا الكلام عار تماما من الصحة.

وتفهمت الأحزاب المعارضة موقفي واستقالتي بشكل جيد, وأدركوا أن ما حدث نتيجة سياسة أردوغان الفاشلة.

* ألم تر أن استقالتك على الهواء مغامرة كبيرة في ظل وجود تيارات إسلامية حاكمة في تركيا؟

بالطبع كانت مغامرة ولكنها كانت محسوبة بخسارتي لعقدي وراتبي ومعاداتي لبعض الشعب التركي، ولكن في المقابل احترمت نفسي، وشعرت بمدى مسئوليتي تجاه مصر وأيقنت تماما أنه إذا أكملت عملي في تركيا في ظل هذه الظروف فإنها بمثابة ''خيانة'' كبيرة لبلدي.

* صرحت بأن القناة التركية نسخة من قناة الجزيرة.. كيف ذلك؟

أسوا من قناة الجزيرة، لأن الجزيرة تعرض في بعض الأحيان الرأي الأخر وتجمل الصورة، ولكنها تتعامل مع المشهد بشكل لا أخلاقي, ولا تبحث عن حق ولا تنقل الصورة، ولكن الجانب الرسمي القطري المتمثل في قيادات قطر لا يهاجمون سياسات مصر, ولم نر أي مسئول خرج بتصريح عدائي ضد مصر بعكس تركيا التي تشن هجوما عدائيا سواء من الإعلام أو من القيادات الحاكمة.

* ما وجهتك القادمة في مجال تقديم البرامج الحوارية؟

لم أحدد بعد وجهتي القادمة، والخطوة التي قمت بها في تركيا لم يكن لها حسابات أخرى، فلدى مؤلفاتي الخاصة وكتبي منتشرة في الأسواق، ولو اكتشفت أن هناك ضغوطا من أي جهة للعمل في أي مكان سأعتزل العمل الفضائي فورا واتفرغ للكتابة, وأحذر أي مذيع من خطورة العمل في محطات أجنبية، وعليه التركيز والتدقيق في تناوله لبعض الموضوعات السياسية لأن هناك بعض المخاطر التي من الممكن أن تؤدي إلى إيذاء بلده دون أن يدرك.

* كمحلل سياسي.. ما قراءتك للموقف الأمريكي تجاه مصر؟

المخطط الغربي يريد سحب مصر من محيطها العربي، ولم يكن الموقف الأمريكي المتردد بشأن 30 يونيو إلا دلالة على غضب أمريكا من عدم التنسيق معها، وذلك لأن قرار 30 يونيو كان قرارا مصريا خالصا لم يتم الرجوع فيه لأحد.

وأمريكا تحول تنفيذ مخطط يهدف لفصل مصر عن محيطها العربي، للقضاء على المقاومة الفلسطينية وتمسك حماس بالسلطة، وهو المخطط الذي يصعب نجاحه إلا بوجود الإخوان في الحكم، أو بتحول مصر إلى تابع تركي يقدمه كفريسة إلى أمريكا.

* لك مؤلفات عديدة.. هل تجربتك في تركيا ستُترجم إلى كتاب جديد؟

بالفعل طُلب مني أن أقوم بعمل كتاب عن العلاقات المصرية التركية, وأفكر جديا أن أقدم كتاب ألقى به الضوء على الأكراد ودورهم في المنطقة, لأنهم في الفترة القادمة سيكون لهم دور كبير سيغير الخريطة الاقليمية تمامًا, وستقام دولة كردية كبيرة سيكون حدودها من تركيا وسوريا وإيران والعراق, ولذلك فلابد من التركيز في هذه المنطقة التي ستشهد اختلافا كبيرا على المنطقة كلها.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان