إعلان

"الدب الذهبي" يبحث عن صاحبه في "برلين السينمائي"

05:53 م الأربعاء 21 فبراير 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

رسالة برلين - أحمد الجزار:

6 أيام مرت من مهرجان برلين السينمائي في دورته الـ68، عرض خلالها حوالي 60 % من أفلام المسابقة الرسمية التي تضم 19 فيلما هذا العام، و لم يظهر بعد الفيلم الذي أقنع النقاد والصحفيين ضيوف هذه الدورة بأنه يستحق التتويج بدب برلين الذهبي.

تجارب جيدة ولكنها غير مكتملة الأركان، فبعضها يضم عناصر جيدة ولكن ليست كل العناصر جيدة، وهذا ما جعل البعض يغرق سريعا ولا يرقي إطلاقا للفوز بالدب الذهبي الغالي، ولكن 3 أفلام فقط من إجمالي 14 فيلما عرضت حتي الآن نجحت في خطف الأنظار واعبترها البعض الأفضل وتحمل قدرا من التكامل، كما أنه من المتوقع أن تحصد علي عدد من جوائز هذه الدورة.

يأتي في مقدمة هذه الأفلام الفيلم النرويجي ""أوتايا - 22 يوليو" للمخرج إريك بوب، والذي يرصد من خلاله ولأول مرة علي الشاشة حالة الهلع التي أصابت الشباب أثناء تواجدهم في معسكرهم السنوي بجزيرة "أوتايا"، عندما اقتحم أحد المتشددين المعسكر وإطلاق النار علي كل الموجودين، وهى المذبحة التي لاتزال عالقة في أذهان معظم النرويجيين إلي الأن، خاصة أن أحداثها لم تتجاوز 7 سنوات .

وبرع "بوب" في تصوير فيلمه بطريقة "وان شوت" دون أي تدخل من المونتاج، ويركز كادره علي بطلة الفيلم التي نجحت بملامحها أن تعبر عن الدهشة والصدمة التي عاشها هؤلاء الشباب.

واختار إريك أن يستعرض قصته من وجهة نظر الضحايا، ولم يقدم القاتل الا في مشهد عابر أثناء تواجده علي أحد التلال دون أن يقترب منه، ومن المقرر أن ينافس الفيلم علي جوائز الإخراج والتصوير والتمثيل خاصة أفضل ممثلة.

الفيلم الثاني وهو من البارجواي ويحمل عنوان "الوريثتان" للمخرج مارسيلو مارتنيزي، وهو فيلم اشبه بالأفلام التي يطلق عليها أفلام البرينالي التي تناقش قضية إنسانية في إطار فني بسيط، وتدور القصة حول امرأتين في النصف الثاني من عمريهما تعيشان في بيت كبير ورثته شيلا "آنا برون" التي لم تتزوّج والتي تركت شؤون إدارته لصديقتها شكويتا "مرغريتا إرون".

ولكن تراكم الدوين عليهما ويتعرضان لأزمة مادية كبيرة ولكن تزداد أزمة شيلا التي تركت زمام حياتها بالكامل إلي شكويتا بعد أن تدخل الأخيرة إلي السجن بسبب تزوير حوالة ، لتكتشف شيلا إنها أصبحت وحيدة وعاجزة وغير قادرة علي ادارة حياتها فتضطر إلي العمل كسائقة تاكسي رغم عدم احترافها للقيادة بشكل كامل وعدم امتلاكها لرخصة ولكن كحل يساعدها علي الاستمرار في المجتمع الذي يتوحش في أعظم صوره.

وخلال رحلتها تتعرف شيلا علي الصديقة الجديدة آنجي (آنا إيفانوفا)، في نقلها ونقل والدتها من مكان لآخر.وتستعد شلا لاقامة علاقة جنسية معها لتسد حالة الفرغ التي تركته شكويتا ، وفجأة تجد شيلا نفسها في مواجهة الحياة ،قادرة ولأول مرة علي الأعتماد علي نفسها ، كما أن نظرتها للمجتمع وللطبقة البرجوازية القادمة منها قد احتفلت بعد أن عاشت الحياة بعينيها وليس بعيد شكويتا.

الفيلم الذي قدمه مارسيلو يحمل رؤية بسيطة، تتناسب مع موضوع الفيلم الإنساني الذي يحاول من خلاله أن يمنح البعض فرصة أخري للنظر إلي الحياة، ومن المتوقع أن ينافس الفيلم علي جائزة أفضل ممثلة وسيناريو ولجنة التحكيم.

الفيلم الثالث والذي يدخل في دائرة الأفضل هو الفيلم الروسي "دوفلاتوف" للمخرج أليكسي جيرمان ويحكي الفيلم قصة الكاتب الروسي اليهودي ذي الأصول الأرمينية سيرجي دوفلاتوف وجه العديد من الأزمات في فترة الاتحاد السوفيتي لنشر كتاباته التي تمجد في الحزب الشيوعي ، وركز جيرمان قصته علي الفترة التي خرج فيها دوفلاتوف من الخدمة العسكرية ويحاول أن يحصل علي عضوية اتحاد الكتاب اكثر من مرة ، ولكن رغم تعاطف البعض معه والأعتراف بموهبته الكبيرة الا أن طلبه قوبل بالرفض لأكثر من مرة.

وكشف الفيلم الحالة السياسية والأمنية التي عاش فيها الشعب الروسي خلال ههذ الفترة التي أعتمدت علي الخوف والنفاق ، وقتل المبدعين ومطاردة العاملين فكل يجب أن يكون علي لسان واحد لكي يبقي كريما، استعرض الفيلم حالة الزيف التي عاشها المجتمع تلك الفترة وكيف كان دوفلاتوف شريفا رغم الصعوبات المالية الكبري التي واجهته قبل وبعد أن تم طرده من الصحيفة التي كان يعمل بها.

تجربة جيرمان رغم جودتها علي مستوي الشكل الا أنها تحمل بعض النواقص تتعلق بالتعمق السياسي في تلك الفترة، والاستعانة بممثل يوغسلافي لا يعرف الكثير عن اللغة والمرحلة ولم يكن في أفضل حالاته، حتي أن القصة حملت نوعا من الجفاف ولم يتعاطف المشاهد مع قصة دوفلاتوف رغم إصرار المخرج طوال الوقت علي تقديمه بدور الضحية.

أما غير ذلك فمعظم الأفلام الأخرى بعضها كان ضعيفا لا يرقي للمسابقة ومنها الفيلم الأمريكي "دامسل" للشقيقين دافيد وناثان زيلنر، كذلك الفيلم الفلبيني "موسم الشيطان" أطول أفلام المسابقة "مدته 4 ساعات" للمخرج لاف دياز الذي يتبني مهرجان برلين معظم مشاريعه، والفيلم الفرنسي "المصلي"، والفيلم الفرنسي أيضا "ايفا" للنجمة إيزبيل هوبير .

 

فيديو قد يعجبك: