إعلان

ليوناردو دي كابريو.. المتوج بالأوسكار قبل أن يحصل عليها (بروفايل)

10:15 ص الإثنين 29 فبراير 2016

ليوناردو دي كابريو

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي: 

في شهر مايو عام 1974 كان جورج دي كابريو وزوجته الحامل إيرملين، في أحد المتاحف يشاهدون لوحات فنية لكبار الفنانين، وإذا بها تشعر بركلة جنينها لأول مرة وهم يقفون أمام لوحة للرسام الإيطالي ليوناردو دافنشي، فرأى الأب إن هناك دلالة لذلك، وأن الأمر لا يمكن تركه يذهب دون تفكير، وإن ذلك ربما يعني أن ولده سيكون له تأثير كبير، مثلما كان للرسام الإيطالي، فقرر أن يسميه ليوناردو تيمنا به.

ومنذ حوالي تسعة عشر عام، تحدث الجميع عن شاب صغير، جسد شخصية الممثل الأمريكي ليوناردو دي كابريو رسام فقير، في بداية مشواره الفني، قلب الموازين، تصدر عناوين الأخبار، وأصبحت صورته على أغلفة المجلات العالمية، واستولى على قلوب الفتيات المراهقات، والسيدات، فتوقع الجميع أن الشاب الوسيم سيحصل على الجائزة، أو حتى ترشيح لها، ولكنها لم يفز بأي منهما، وتمر السنوات، ويحصل على خمس ترشيحات، فاز من بينهم صباح اليوم بجائزة أفضل ممثل في دور رئيسي عن دوره في فلم The revenant.

1

كان دي كابريو يعد نفسه للخسارة في كل مرة يذهب فيها إلى حفل الأوسكار، ويجهز ردة فعله جيدا، فعلى سبيل المثال، بعد خسارته للجائزة عام 2005 بعد ترشح عن فيلم The Aviator، وحصول الممثل جيمي فوكس عليها عن دوره في فيلم Ray، قال إنه لم يكن متفاجئ بعد حصول فوكس على التمثال الذهبي، ولكنه كان على يقين تام إن الكاميرا ستتسلط عليه في تلك اللحظة، لذلك أعد رد فعله قبل الحفل.

يقول الممثل الأمريكي إنه لا يفكر في ذلك الأمر أبدا، الجوائز، فهو يقدم أفضل ما لديه، حتى إذا لم يقدر الجمهور أو النقاد ادائه حاليا، فربما بعد سنوات قد يشاهده جمهور بعقليات مختلفة، ويجدونه ممثلا عظيما، استطاع الالمام بتفاصيل الشخصيات، وقد يكون ذلك السبب في دعم الجمهور الآن لدي كابريو، ورغبتهم الشديدة في حصوله على جائزة الأوسكار هذا العام عن فيلمه The Revenant.

2

تمكن دي كابريو من جذب المنتجين له وصناع الأفلام السينمائية، بعد مشاركته في فيلم الرعب، ذو الميزانية القليلة، Critters 3، وحتى الآن ما يزال نادما على مشاركته في هذا الفيلم، ولكنه يبرر ذلك بحاجته في ذلك الوقت للانتشار، حتى يثبت نفسه، وموهبته أمام الجميع.

في حياة كل فنان هناك نقطة تحول، وتلك النقطة في حياة دي كابريو كانت قيامه ببطولة فيلم Titanic عام 1997، الذي حقق نجاحا عالميا، بإيرادات تعد الأكبر في التاريخ ذلك العام، فأصبح من بين أحد كلاسيكيات السينما العالمية، وحصل على أكثر من 11 ترشيح لجائزة أوسكار، وجسد فيه دي كابريو، أو "ليو" كما يدعوه المقربين منه، شخصية الحبيب الوفي الذي ضحى بنفسه، وغرق في المحيط، حتى ينقذ حبيبته.

لا تعد شخصية جاك دوسون أول الادوار التي لعبها دي كابريو ، فحصل بسببها على استحسان النقاد والجمهور، ولكنه تفوق على نفسه في فيلم what's Eating Gilbert Grape، والذي رشحه لجائزة الأوسكار لأفضل ممثل في دور مساعد، فكان أصغر سابع ممثل يترشح لتلك الجائزة، ولكنه لم يحصل عليها أيضا، وقدم شخصية العاشق سيء الحظ في فيلم " Romeo + Juliet" إحدى المعالجات السينمائية لرواية الانجليزي ويليام شكسبير.

3

بعد النجاح الكبير في الأدوار الرومانسية وخاصة "Titanic"، لم يرى المنتجين والمخرجين في الممثل الأمريكي سوى الحبيب الوسيم، إلا أنه أعلن عصيانه، "أفضل شيء في تايتنك هو أنه مكنني من التحكم في مسيرتي الفنية، واختيار الأدوار التي أرغب في تجسيدها، واجبار الجميع على الموافقة" يقول دي كابريو، ومنذ ذلك الوقت، حرص على تقديم أدوار متنوعة، لكي يؤكد للجميع قدرته على تقديم أي دور سينمائي، فقدم شخصية التوأم الملكي في فيلم The Man in the Iron Mask، وشارك في فيلم The Beach.

بدأت مرحلة جديدة في حياة دي كابريو منذ ذلك الوقت، قرر أن يتريث في اختيار أدواره، فمن الممكن ألا يشارك لعام أو لعامين كاملين في أي عمل سينمائي، أو يشارك في عملين سينمائيين بنفس الوقت، المهم إن تكون الأدوار ثرية، وبها شيء جديد لم يقدمه من قبل، لذلك سبح مع القروش في فيلم The Beach، وهبط من الطائرة في فيلم The Aviator، وشارك بأدوار صغيرة إلى حد ما في العديد من الأفلام من بينها فيلم Django Unchained، وقدم سير ذاتية، وشارك في أفلام مأخوذة عن أحداث حقيقية، شارك بصوته كراوي في الفيلم الوثائقي The 11th Hour.

4

يرى دي كابريو أن أفضل شيء في التمثيل هو تقديم شيء ما يشعر الممثل بالمرح، وبالسعادة، يشعره بأنه يقدم شيء ما يجعل الجميع يتذكرونه، لذلك لم يصاب بالإحباط ولو لمرة واحدة لعدم فوزه بجوائز الأوسكار الخمس التي ترشح لهما خلال مشواره الفني، عن أدوار يعتبرها بعض النقاد الأفضل في مسيرته، ولم يثير استيائه السخرية منه على مواقع التواصل الاجتماعي وشبكات الانترنت، ومقاطع الفيديو والصور، التي كان مفادها إنه سيجن جنونه لكي يحصل على جائزة الأوسكار.

إخلاص دي كابريو لأعماله ولفنه ولجمهوره، كانوا دوافع أساسية حركوه خلال مسيرته الفنية، فجعلوه لا يندم على تناوله للحم النيئ، ونومه داخل جثة حصان، وبقائه لساعات طويلة أمام الماكير ليعد له الندبات الموجودة في جسد المستكشف الانجليزي هيو جلاس، والذي قدم شخصيته في فيلمه الأخير، أو انكسار واحدة من ساقيه أثناء تصوير فيلم The Beach، أو إصابته بجرح بالغ في يده ورفضه قطع التصوير أثناء تصوير أحد المشاهد في فيلم Django Unchained، أو نسيانه لنفسه وانسجامه المبالغ فيه، والذي أثر عليه لفترة طويلة فيما بعد، أثناء تصوير فيلم The Wolf of Wall Street.

5

قال بعض النقاد عن أعمال المخرج الأمريكي مارتن سكورسيزي، التي شارك فيها دي كابريو، أو قام ببطولتها ومن بينهم shutter island، Gangs of New York، Shutter Island، وWolf of Wall Street، إنهما متشابهان إلى حد كبير، فحقق الثنائي ذلك التناغم الذي بدا واضحا على الشاشات، لأن كل منهما يحرص على أدق التفاصيل، يحاول البحث عن غير المألوف، ولا يتوقف أبدا عند ذلك الحد، فكلاهما مقتنع أن بداخله شيء ما أكبر بكثير.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان