إعلان

ناقد فني: السينما همشت دور محمد نجيب نفاقًا لـ"عبدالناصر"

05:07 م السبت 22 يوليه 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- منى الموجي:

أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسي، اسم الرئيس الراحل محمد نجيب، أول رئيس لجمهورية مصر العربية، بعد إلغاء "الملكية"، على أكبر قاعدة عسكرية في الشرق الأوسط، والتي افتتحها صباح اليوم السبت، مؤكدًا أن اختيار نجيب يأتي تكريما لإسهامه الوطني وللتأكيد على أن مصر لا تنسى ابنائها، لافتا إلى أن الرئيس الراحل يستحق أن نتوقف أمام اسمه تقديرًا واحترامًا.

وفي الوقت الذي ينال فيه نجيب التقدير والاحترام من مؤسسة الرئاسة، وبالرغم من أن الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك رد جزءا من اعتبار الرجل، وأعاد إليه أوسمته ونياشينه، بعدما قاسى لسنوات طويلة، وتم محو اسمه من كتب التاريخ، وفُرضت عليه الإقامة الجبرية في قصر زينب الوكيل، ومُنع من الظهور إعلاميًا، وإذا ذُكر يكن الأمر بشكل مهمش مؤكدين على أنه لم يكن أكثر من واجهة، استخدمها "الضباط الأحرار" لسمعته الطيبة ولمنصبه الهام في الجيش، إلا أنه لم يحظ حتى الآن باهتمام يُذكر في أعمالنا الفنية (السينمائية والتليفزيونية).

ويُرجع الناقد محمود قاسم تهميش دور محمد نجيب، إلى محاولة هيمنة الرئيس جمال عبدالناصر على الحكم، ورغبة صنّاع السينما آنذاك في التقرب من السلطة ومنافقتها، وعدم إثارة غضب النظام الحاكم، موضحا "كان هناك صراع على السلطة بين الضباط الأحرار، وهو ما دفع عبدالناصر للتخلص من زملائه واحدًا تلو الآخر، وبدأ بنجيب، وبعده كمال الدين حسين، عبدالحكيم عامر وزكريا محيي الدين، ولم يتبق من الضباط الأحرار حول جمال سوى أنور السادات وحسين الشافعي".

وأضاف قاسم في تصريحات خاصة لـ"مصراوي": "في شهر نوفمبر 1952، انتشرت أخبار عن الإعداد لفيلم (الله معنا) وكان البطل الرئيسي للفيلم، الفنان زكي طليمات مؤديا شخصية محمد نجيب، ومعه عماد حمدي وفاتن حمامة، وبالفعل تم تصوير الفيلم، الذي يصور نجيب على أنه المحرك الرئيسي لثورة 23 يوليو 1952، لكنه لم يخرج إلى النور، إلا بعد قيام المخرج أحمد بدرخان بحذف المشاهد التي تشير للرئيس محمد نجيب، بناءًا على تعليمات الرقابة".

ويشير قاسم إلى أن عام 1955 شهد ظهور فيلم إنجليزي- مصري، يحمل اسم "عبدالله العظيم- Abdulla the Great"، موضحا أن الفيلم تحدث أيضا عن محمد نجيب. الفيلم تدور أحداثه حول ملك يحكم بلد شرقي شديد الثراء، تلهيه حياته عن متابعة شؤون الشعب المُستاء، فيزداد تمردهم ورفضهم له يوما بعد يوم، ويقع الملك في حب فتاة جميلة ترفض كل إغراءاته وتفضل عليه ضابط في جيشه.

يضيف "في عام 1954 كتب الروائي يوسف السباعي رواية (رد قلبي)، وفي قلب الرواية قال إن الذي قام بالثورة هو الرئيس محمد نجيب، لكن عندما تم تحويل الرواية لفيلم سينمائي يحمل نفس الاسم عام 1957، لم يتطرق للحديث عن نجيب تماما"، لافتا إلى أن هذه الحقبة شهدت محاولات لطمس الحقيقة ونشر ما هو زائف على أنه أمر حقيقي، فتم الترويج إلى أن جمال عبدالناصر هو قائد الثورة الأول، حسب قوله.

وأكد قاسم أن بعد رحيل عبدالناصر، وحتى يومنا هذا يرفض كثيرون مهاجمته، حتى مع اعتراف بعضهم بأنه أخطأ لكنهم يتبعون اعترافهم هذا بأنهم يحبونه ويكرهون من يهاجمونه، مشددا على أن المسيطرين على الفن في الوقت الحالي من القدامى، فعندما نُشر مقال يتهم عبدالناصر بأنه أساء للفنان الراحل محمد فوزي، عندما قام بتأميم شركته "مصر فون"، الأمر الذي ترتب عليه سقوط فوزي في براثن المرض، ثار البعض وكأنه "نبي"، مختتما كلامه بالإشارة إلى يوم تشييع جثمان عبدالناصر، عندما خرج البعض مرددا "لا إله إلا الله، عبدالناصر حبيب الله".

فيديو قد يعجبك: