إعلان

أنور وجدي.. الريجيسير نجماً - (بروفايل)

08:42 ص الجمعة 15 مايو 2015

الفنان الراحل أنور وجدي

كتب: محمد صالح

ربما جاءت تلك القنوات التي أطلقت خصيصا من أجل عرض الأفلام القديمة "إنقاذا" لهذا التراث الكبير، الذي قد لا يعرف العديد من أبناء الجيل الجديد أبطاله وفرسانه!

وبالطبع من أوائل هؤلاء الفرسان الفنان الراحل أنور وجدي، الذي لم يسعفه القدر لاستكمال مشوار الفني، بعدما أثرى السينما المصري بعشرات الأفلام، ويعتبر من أوائل "جانات" السينما، ويتصدر لائحة طويلة من الجانات الذي استكملوا المشوار بعد رحيله.

وفي ذكرى وفاته، يقدم "مصراوي" أبرز مراحل حياة "الجان" أنور وجدي، الذي قدم أفلاما عديدة ممثلا ومنتجا أيضا.

البداية

تعرض أنور وجدي للعديد من الصدمات في حياته، بعدما تعرضت أسرته للإفلاس وعانت من الفقر الشديد، ولكنه صمم على النجاح في حياته، وتجاوز أزمة إفلاس والده السوري، الذي كان يعمل في تجارة الأقمشة في حلب قبل أن ينتقل إلى مصر، واتجه وجدي لشارع عماد الدين، معقل الفنانين حينها، ليلتقي بالراحل الكبير يوسف وهبي، وعرض عليه العمل بالمسرح، ولكن الأخير رفض، ولكنه وافق أن يعمل "ريجيسير" بعد أن توسط له أحدهم، وكان أجره وقتها يبلغ 3 جنيهات، قبل أن يتمكن من تجسي دور ضابط بمسرحية "يوليوس قيصر".

التألق

اختار يوسف وهبي أن يجسد وجدي دور البطولة ف فيلم "أولاد الذوات" عام 1932، قبل أن يرشحه من جديد لبطولة فيلم "الدفاع" عام 1935، وقدم أعمالا كبيرة أثرى بها السينما المصرية، من بينها أربع بنات وظابط، ودهب، ريا وسكينة، قطر الندى، أمير الانتقام، غزل البنات، عنبر، قلبي دليلي، ليلى بنت الأغنياء، ليلى بنت الفقراء.

ليس ممثلا فقط

استطاع أنور وجدي تكوين ثروة كبيرة من أفلامه السينمائية الكثيرة، وأسس شركة إنتاج سينمائي اشترك معه فيها بعض الممولين، وتعلم الفرنسية خصيصا من أجل المشاركة في إنتاج فيلما فرنسيا تحت اسم "أرض النيل"، تم تصويره في مصر، وأنتج الراحل الكبير 20 فيلما سينمائيا بالسينما المصرية وخارجها، ليصل مجمل أعماله الفنية إلى 92، ما بين ممثلا ومخرجا ومؤلفا ومنتجا.

ليلى مراد

بدأت علاقة أنور وجدي وليلى مراد في فيلم "ليلى بنت الفقراء" عام 1945، قبل أن تبدأ إحدى قصص الحب الشهيرة في الوسط الفني على مدار تاريخ السينما المصرية، وقال صالح موسى في كتابه عن ليلى مراد: "هي حياة احتوت على حقائق أغرب من الخيال، فهى وافقت على إلحاحه بأن تلعب أمامه بطولة فيلم "ليلى بنت الفقراء"، واقترحت عليه أن يقوم بإخراج الفيلم بدلا من كمال سليم الذى داهمه المرض فجأة قبل التصوير بأيام، كان وقتها ممثلا يلعب الأدوار الثانية، وكانت هي نجمة ملء السمع والبصر، أوثناء التصوير اصطحبها ذات يوم بعد انتهاء العمل فى سيارته، قال لها: "يا سلام يا ليلى لو اتجوزتك وعشت معاكى على طول؟، ثم صعقت ليلى، قبل أن تعلق ساخرة: "ياه، مرة واحدة كده"؟، ليرد وجدي: "وفيها إيه يعنى، أهو ساعات ربنا يستجيب دعا الواحد»، ثم ترك عجلة القيادة رافعا يديه إلى السماء، صائحا بأعلى صوته: "يا رب.. تتجوزينى يا ليلى".

وفاة وجنازة مهيبة

في 14 مايو 1955، انتقل أنور وجدي إلى جوار ربه، وعانى في سنواته الأخيرة من أحد الأمراض النادرة، وهو مرض "الكلية متعددة الكيسات"، وصارع كثيرا مع المرض ليتوفى في عامة الحادي والخمسين، وشيعت جنازته من ميدان التحرير وسط المئات من جمهوره، بالإضافة للعديد من نجوم السينما المصرية مثل فريد شوقي، يوسف وهبي، محمد فوزي، جورج أبيض، وعبد السلام النابلسي.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان