إعلان

كاتب وممثل درّس لهما محمد عبدالوهاب "الأناشيد" في الثانوية

01:00 م الجمعة 05 مايو 2017

محمد عبدالوهاب

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- منى الموجي:

مشوار طويل قاده ليصبح أحد أهم العلامات الفنية في تاريخ الموسيقى العربية، سافر وأبحر متزودا بالخيال وبعشق الموسيقى، لينتج أعمالا فنية جعلته نهرا خالدا، مازلنا ننهل من عطائه ونستمع لصوته أو للأغاني التي وضع ألحانها لعدد كبير من نجوم الغناء في العالم العربي، هو "موسيقار الأجيال" محمد عبدالوهاب.

في شهر مايو من كل عام نحيي ذكرى رحيل محمد عبدالوهاب، الذي رحل عن عالمنا عام 1991..

عُين عبدالوهاب في فترة من حياته مدرسا لمادة الأناشيد في عدد من المدارس الثانوية، وقابل خلال الفترة القصيرة التي قضاها في هذا العمل عدد كبير من الطلاب، من بينهم فنان شهير وروائي كبير.

المليجي

ذكر الناقد الراحل حسن إمام عمر عن الفنان الكبير محمود المليجي، أنه التحق بمدرسة الخديوية، وكانت هوايته قبل الاتجاه للتمثيل هي الغناء، متأثرا بعشق والده للغناء، والذي كان يعقد في بيته جلسات طرب يحضرها أصدقاؤه، وكان يسمح لابنه بالجلوس معهم، فأطلت فكرة الغناء في رأس الفتى الصغير –آنذاك-، وقرر الالتحاق بفرقة الموسيقى بالمدرسة.

وكان عبدالوهاب في هذه الفترة يعمل بنفس المدرسة التي يدرس فيها المليجي، وسمع صوت الفتى الذي اعتقد أن صوته حلو ويصلح لأن يجعل من مطرب، لكن فوجئ بالأستاذ يستبعده من الفرقة، ويصف صوته بـ"النشاز"، وكان رفيقا بالفتى عن صديق والده الذي قال عن صوته –المليجي-، "صوتك زي مدفع الإفطار"، كما تلقى المليجي "علقة سخنة" من والده، الذي استنكر أن يصبح ابنه مطرب، ولكنه لا يمانع في أن يصبح مثله "سميع".

عبدالقدوس

تلميذ أخر للأستاذ محمد عبدالوهاب، كشفت عنه الدكتورة رتيبة الحفني، في كتابها عن "موسيقار الأجيال"، مشيرة إلى الكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس كان من تلاميذه، وفي امتحان الأناشيد طلب من إحسان الغناء، وبمجرد أن بدأ الغناء صرخ فيه، وطالبه بالسكوت قائلا "صوتك وحش"، ولم يكتف بتوبيخ تلميذه على الغناء بهذا الصوت "الوحش"، لكن كلما دخل الفصل كان يطلب منه الخروج من الفصل.

علمت الأم الفنانة روز اليوسف بما يفعله مدرس الأناشيد مع نجلها، فوجهت له دعوة لحضور صالونها الثقافي الذي يضم عدد من المثقفين وأعلام الفن والصحافة، دون أن تكشف أنها والدة إحسان، وفي البيت وبمجرد أن رأى أمامه إحسان ناداه وسأله عن اسمه، ليأمره بعد ذلك بالخروج من المكان، فظهرت روز اليوسف "ضاحكة"، وقالت له "دا ابني يا محمد أفندي"، فوجه كلامه لإحسان ونصحه بألا يغني مرة أخرى.

يُذكر أن محمد عبدالوهاب ولد باب الشعرية في عام 1902، لأب يعمل مؤذن بجامع سيدي الشعراني، عشق الموسيقى والغناء وكان يجوب الموالد والأفراح الشعبية للاستماع للوصلات الغنائية، إلى جانب اهتمامه بتتبع عدد كبير من أشهر مشايخ هذا الزمان، إلا أن هذا الاهتمام أثار غضب أسرته، وهو الغضب الذي لم يؤثر على إصراره على تحقيق حلمه بل جعله يهرب في إحدى المرات وينضم للعمل بسيرك قبل أن يشعر بمشقة العمل، ويطلب من صديق شقيقه أن يتوسط في عودته للمنزل على أن يلتزم في دراسته لكن دون إبعاده عن الموسيقى والغناء.

فيديو قد يعجبك: