شويكار .. امرأة لا يصدقها عقل (بروفايل)

القاهرة- مصراوي:
في بساطتها تكمن موهبتها، فبمجرد أن تطأ قدماها خشبة المسرح ويُفتح الستار، وتطل بطلعتها البهية ونبرة صوتها الهادئة تسترعى انتباه الجمهور قبل أن تسود حالة من الصمت، ولحظة أن تحرك شفتيها، تبدأ تلك اللحظة السحرية التي يعلو فيها أصوات ضحك الجمهور، الممزوج بحرارة التصفيق، وتبقى الفنانة شويكار ظاهرة فنية فريدة من نوعها مهما ظهرت على الساحة الفنية عشرات الكوميديانات .

بحر الإسكندرية الذي ولدت على شاطئه، أعطاها سحر خاص مع أول لحظات عمرها، عندما فاض صفاؤه الساحر إلى عينيها اللامعتين، وجنونه الصاخب إلى شقاوتها المستمرة، فمن ينسى الفتاة الفقيرة "صدفة" في مسرحية "سيدتي الجميلة"، و"نادية" في مسرحية "أنا وهو وهي"، ومن لا تحضره في كثير من المواقف الحياتية جملتها الشهيرة "شيء لا يصدقه عقل" في مسرحية "إنها حقا عائلة محترمة".

وبعد مرور 5 سنوات على اعتزالها، حيث كان آخر أعمالها السينمائية فيلم "كلمني شكرا" للمخرج خالد يوسف، والتليفزيونية ظهورها الخاص في مسلسل "سر علني" للفنانة غادة عادل، يجب التذكير بأن مشوار شويكار لم يكن مفروشًا بالورد منذ بدايته، حيث إنها تزوجت وهي لا تزال ابنة السادسة عشرة وتوفي زوجها الأول حسن صادق الجواهرجي وترك لها ابنة في رعايتها وهو ما دفعها للخروج للعمل.

وكان السيد بدير أول من رشح شويكار للعمل المسرحي، عندما قامت بدور البطولة أمامه في مسرحية "السكرتير الفني" لكنه اعتذر عن المسرحية نتيجة سفره ورشح الفنان الكبير فؤاد المهندس للقيام بالدور بدلا عنه وكانت هذه المسرحية بداية تعارف الثنائي الشهير "المهندس وشويكار".

وفى مشهد رومانسي لن يتكرر طلب فؤاد المهندس من الجميلة الزواج على خشبة المسرح، وقتما كانا يقومان بدور البطولة في مسرحية "أنا وهو وهي"، ولكن علاقة الحب هذه بدأت بعد مشاجرة عنيفة بينهما، حتى أصبحا بعد ذلك أقوى ثنائي كوميدي وقدما معًا العديد من الأعمال المسرحية والسينمائية.

لم تكن علاقتهما علاقة عادية، فقد استمرت صداقتهما بعد الانفصال لمدة 20 عامًا كامل، حتى رحل هو.
وبدأت شويكار تجربة التمثيل منذ مطلع ستينيات القرن العشرين، وصارت من أكثر الفنانات جماهيرية، وتجاوز مشوارها الفني عامه الـ60، قدمت خلالها ما يقرب من 28 فيلماً للسينما المصرية ، أبرزها "العتبة جزاز، مستر إكس، الزوجة الـ 13، أمريكا شيكا بيكا"، وعلى خشبة المسرح 9 أعمال مسرحية، ولم تنس نصيبها من الدراما التليفزيونية فقدمت عددا من الأعمال التليفزيونية أبرزها: "هوانم جاردن سيتي، ترويض الشرسة، امرأة من زمن الحب، سر علني".

لم تقتصر موهبتها على الكوميديا التي كانت بمثابة باب كبير لدخول عالم الفن وخلق حالة من الألفة مع الجمهور، ولكن على مدار مشوارها الفني أثبتت قدرتها على تقديم كل الأدوار باحترافية كاملة، عكست امتلاكها ثقافة فنية وموهبة مميزة يمكن تطويعها بسهولة.

وبعد كل هذه السنوات من الإبداع، تعيش الجميلة شويكار حاليًا داخل صومعتها وتحيا حالة من الهدوء مع أسرتها الصغيرة بمنزلها، رافضة أي أعمال فنية لا تعطيها قدر تاريخها الفني، رغبة منها في أن تبقى بأذهان جمهورها بالصورة التي ألفوها للفنانة صاحبة الوجه المشرق، وتظل إحدى أيقونات الفرحة والبهجة والجمال في تاريخ السينما المصرية.