إعلان

حوار- نجل توفيق الدقن: صداقة والدي و"المليجي" بدأت بسيجارة.. وهكذا دخل الفن (1 - 3)

12:01 م الخميس 10 نوفمبر 2016

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

حوار- منى الموجي:

في 3 مايو، كانت عائلة الأزهري أمين محمد، القاطنة بإحدى قرى محافظة المنوفية، تستعد لاستقبال مولودها الجديد، ليعيد للأسرة ابتسامتها المفقودة مع وفاة طفلها "توفيق" البالغ من العمر 3 سنوات، ويكتب الأب على طفله الجديد أن يعيش "بدل فاقد"، بسنوات تزيد عن عمره بثلاثة أعوام، بعد اتخاذه قرار بعدم استخراج شهادة وفاة للطفل الراحل، أو شهادة ميلاد للمولود الجديد، الذي عرفناه باسم توفيق الدقن.

تمر الذكرى الـ30 على رحيل توفيق الدقن في شهر نوفمبر الجاري، وإحياء لذكراه التقى "مصراوي" بنجله المستشار ماضي، ليسرد لنا في حلقات قصة حياة والده، ومشواره الفني، إلى الحوار..

لاعب "كرة قدم" وبطل "بوكس" في نادي المنيا الرياضي -المحافظة التي انتقلوا إليها بسبب ظروف عمل رب الأسرة-، ورغم أنه رئيس فريق التمثيل في المدرسة وبالنادي أيضا، لم تخطر فكرة احترافه للفن على باله، يقول ماضي "انضم والدي لجمعية الشبان المسلمين، والتي كانت تنظم أنشطة فنية ورياضية، في نهاية كل عام، وكان مشتركا في نشاطها الرياضي".

قادت الصدفة توفيق إلى الاشتراك في مسرحية تقدمها فرقة الفنان فتوح نشاطي، والتي جاءت إلى المنيا لتقديم عرض ضمن أنشطة "الشبان المسلمين"، وتقوم ببطولتها الفنانة روحية خالد، التي وضعها مرض الفنان عبدالعزيز خليل –أحد أعضاء الفرقة- في مأزق، حيث منعه من السفر، ولم تجد في الفرقة شخص مناسب لأداء دور تاجر المخدرات، وفجأة ظهر أمامها شاب يرتدي ملابس رياضية، فصرخت روحية "هو ده"، يحكي ماضي "الجملة أربكت والدي، وظن أنها تتهمه بشيء ما، وكان التصرف الطبيعي أن يجري من أمامها ليجد أناس تجري خلفه ويمسكون به، ويشرحون له ماذا كانت تقصد".

استغرق الأمر وقت حتى تقنع روحية الشاب بالاشتراك في المسرحية، "قالتله انت خايف من ايه، انت شكلك كويس، فرفض في البداية مرددا: أنا مش بتاع تمثيل، أنا أبويا راجل أزهري، وبلعب كورة وبوكس"، وبعد إصرارها، استمع منها لطبيعة الدور ووافق، ليصعد على المسرح مواجها الجمهور بشكل احترافي، ومؤديا الدور باقتدار –حسب رواية ماضي-، وليستقبله الجمهور بتصفيق حاد، وكانت اللحظة فارقة في مشوار توفيق، شعر خلالها بطعم مختلف للإعجاب وللتصفيق، رغم أنه غير محروم منهما بحكم أنه لاعب "بوكس" و"كرة قدم"، ولم تفارقه كلمات روحية وزملاءها "مكانك مش في المنيا، ولازم تدرس تمثيل".

يؤكد ماضي أن جده رفض تماما فكرة عمل ابنه بالتمثيل، وعلى العكس كانت الجدة، التي شجعته وساعدته على اتخاذ قرار الانتقال من المنيا إلى القاهرة، ليعمل في هيئة السكك الحديدية نهارا، ويدرس بمعهد التمثيل ليلا، وظلت تحفزه في كل زيارة، متمنية أن ترى ابنها ممثل "حاجة كبيرة زي محمود المليجي، كانت تحبه جدا، وتدور السنوات ويأتي فيلم أولاد اليتامى ليجمع بين الممثل المبتدئ توفيق الدقن والفنان المشهور محمود المليجي ، ويتطلب منه الدور أن يواجه المليجي في أحد المشاهد، فلا يستطيع أن يبعد عن مخيلته كلمات والدته، كلما نظر لعيون المليجي".

باءت محاولات الدقن للتماسك بالفشل، كيف يمكن أن يواجه فنان كبير، تعتبره والدته نموذج تتمنى أن يصبح مثله ابنها، فتكرر خطأه أكثر من مرة، حتى شعر المليجي بأن عليه الاقتراب من الوجه الجديد، ليزيل عنه الرهبة، فقرر إيقاف التصوير، وناداه بـ"تيفة" وجلسا سويا في الكافتيريا ليتناولا معا الطعام ويحتسيا الشاي، ومنحه سيجارة، يوضح ماضي "سيجارة المليجي كانت لها معنى كبير، ونشأت بينهما علاقة صداقة امتدت حتى رحيل المليجي، وقاما ليؤديا مشهد من أحلى المشاهد، وبعدها حرص المليجي على ترشيحه في كل عمل فني يشارك فيه".

وعن الشهرة التي حققها "الدقن" كشرير ظريف، يقول ماضي "أبويا الله يرحمه ظهر في وقت كان فيه عدد كبير من نجوم أدوار الشر، زكي رستم، محمود المليجي، استيفان روستي، فريد شوقي، محمود إسماعيل، رشدي أباظة في بداية حياته كان يلعب الشر، وأنور وجدي، واستطاع أن ينافس كل هؤلاء، ويصنع لنفسه شخصية مختلفة، فاختار أن يكون الشرير خفيف الظل، وهو اختيار ينبع من شخص يتمتع بذكاء شديد، فهو يعرف أنه لا يمتلك عضلات فريد شوقي، وشكله ليس بحلاوة رشدي أباظة، ويعجبه شر المليجي، لكنه اختار الاختلاف، وكون مع شوقي والمليجي مثلث ناجح لملوك الشر، وانضم إليهم عادل أدهم أحد عمالقة التمثيل في مصر"، ورغم هذا العدد الكبير كان لكل شرير فيهم مذاق ومكانة وطبيعة أدوار مختلفة.

يشير ماضي إلى أن ظهور والده في عالم الفن جاء في فترة صعبة، بها تحولات اجتماعية واقتصادية، أثرت بشكل مباشر على الحركة الفنية في مصر، "من صنع تاريخ وأمجاد في هذه الفترة، كان بحق يحفر في الصخر، الفن وقتها كان بيشم نفسه، وبات المجتمع ينظر للفنان نظرة احترام، بعد فترة طويلة كان لا يعتد فيها بشخصية الفنان، ولا تقبل البيوت أن تزوج بناتها من فنان".

في الحلقات المُقبلة، يتحدث ماضي عن نجومية والده، متى بدأت؟، كيف تعامل مع حصره في أدوار الشر بالسينما؟، ويستكمل الحديث عن الدور الذي لعبته الجدة في حياة توفيق الدقن؟، وهل حقا توفيت وهي غاضبة منه؟، وكيف استقبل خبر وفاتها؟، وكيف تعامل مع إصابته بمرض السكر؟

فيديو قد يعجبك: